الجزيرة أصبحت ضعيفة..

تقرير: "أذرع قطر الإعلامية".. في خدمة مشروع الإخوان

القيادة القطرية تعترف ضمنيًّا بضعف "الجزيرة" في إقناع المشاهد العربي

الدوحة

تاريخ طويل من السموم الإعلامية تقدمه شبكة “الجزيرة” القطرية، منذ أول ظهور لها في نوفمبر 1996، وخلال 23 عامًا ما زالت الشبكة على عهدها لا تتوقف، بل تتطور في عملية التأثير والبحث عن مناطق جديدة؛ تصبح قادرة من خلالها على صناعة الوهم وتقديمه كوجبة إعلامية.

 خلال السنوات العشر الماضية؛ وتحديدًا في الخمس الأولى منها، نشط التأثير الإعلامي لـ”الجزيرة” مع موجات ما عُرف بالربيع العربي، من خلال إعلام الجيل الأول المتركز في قناتها التليفزيونية الواقعة بالعاصمة القطرية الدوحة، وبعد الثورة المضادة على هذا التأثير، وابتعاد الجمهور العربي عن هذه الشاشة الغارقة في بحر الإفساد، والتحالف مع الجماعات الإرهابية، فقدت الشبكة تأثيرها الحقيقي على متابعيها، وباتت تسير في طريقها إلى النهاية.

ووفقا لما رصده موقع qposts فقد "بدأت “الجزيرة” في محاولة للبحث عن طوق للنجاة يقدمها بشكل جديد إلى المشاهد والقارئ العربي، فأطلقت ودعَّمت عددًا من المواقع الإلكترونية، كجيل ثانٍ قادر على القيام بدورها القديم، ويستطيع جذب قطاع من جمهور العالم الافتراضي. وقد سيطر على إدارة تلك المواقع شباب الإخوان، أو صحفيون ينتمون إلى مشروع قطر الإعلامي الذي يتبنَّى سياسة دعم وتمكين القضية الإخوانية في كل مكان.

أولى الخطوات القطرية في دعم المنصة الأم، جاءت مع موقع “العربي الجديد” الذي تم إنشاؤه عام 2014 على يد عزمي بشارة الأكاديمي الفلسطيني، المقرب من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وغير معروف لماذا ظهر بشارة بمشروع إعلامي جديد في وقت كان يظهر فيه بشكل مستمر على قناة “الجزيرة”؟!

لكن الواضح أن الشبكة كانت ترغب في بث أفكارها بطرق جديدة من خلال “العربي الجديد”؛ لجذب قطاعات واسعة من الجمهور الذي رحل عن الشبكة الأم خلال السنوات الأخيرة.

                                            

وبالطبع جاء التليفزيون العربي هو الآخر، ويقع مقره في لندن، مساندًا لهذا الجيل الجديد، فضلًا عن موقع “ساسة بوست” الذي ظهر بثوب يسعى إلى طرح أفكار وقضايا الإخوان بأسلوب يميل إلى المعلومات الثقافية، وجاء من بعده موقع “هافينغتون بوست” بالعربي عام 2015 الذي أسسه وضاح خنفر، المدير التنفيذي الأسبق لشبكة “الجزيرة”، والذي قدَّم الخطاب الإخواني التحريضي ضد الدول العربية؛ مما اضطر مجموعة “هافينغتون بوست” إلى سحب العلامة، وبات الاسم الجديد للموقع “عربي بوست”، ثم موقع “ميدان”؛ وهو موقع شبابي متخصص في الكتابات التحليلية التي تقدِّم رؤية الشبكة.

    

ومن هنا تتضح رغبة “الجزيرة” في الهروب من اقتران مواقع باسمها، ورغبتها في السيطرة على عقول الشباب العربي.

تشير هذه الأرقام إلى ما تمتلكه الشبكة من جمهور؛ فـ”الجزيرة” الرسمية لديها 23 مليون متابع، بينما “الجزيرة” البلقان 550 ألفًا، و”الجزيرة” الإنجليزية 11 مليونًا، و”الجزيرة مباشر” 13 مليونًا، ورغم كل تلك الأرقام من المتابعين، فإن المجموعة فشلت في الحصول على تفاعل كافٍ من الجمهور، كما كان في الماضي أو من خلال ما يسمى بـ”الربيع العربي”؛ في وقت لم يستطع فيه رجال بشارة ومن خلفهم وضاح خنفر، النجاح في إقناع العرب بأنهم إعلاميون مستقلون عن التمويل وخدم السياسة القطرية؛ فلذلك لم ينجح الجيل الثاني من المنصات في خدمة الأهداف، وحان وقت الترفيه من أجل السياسة.

“الجزيرة بلس” (AJ+) قناة رقمية تهتم بوسائل التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى، أطلقتها شبكة “الجزيرة” من الولايات المتحدة الأمريكية، ثم انطلقت باللغة العربية عام 2014؛ استطاعت حتى الآن جذب ما يقرب من ثمانية ملايين متابع على “فيسبوك” بمحتوى معلوماتي ثقافي فكاهي قائم على الفيديو؛ للوصول بشكل أسرع إلى فئة الجمهور من الشباب.

وفي كل فيديو يُبث يظهر حجم السموم والتوجيه القطري وتأييد المشروع التركي وتحديدًا خلال أحد برامج القناة السياسية، في وقت لا يعرف فيه كثير من الشباب العربي أن تلك الشبكة تنتمي إلى “الجزيرة” وقطر، وهذا سر النجاح الذي يعيشه أجدد منصاتهم الإعلامية الذي قد يقارب أعداد المتفاعلين عليه أعداد نظرائهم على صفحات الشبكة الأم كافة.

ومن ناحية أخرى، وفي إطار سعي قطر الحثيث إلى تحقيق السيطرة الإعلامية، أعلنت قطر في يناير الماضي عن قرار إنشاء مدينة إعلامية، تصبح منطقة حرة مكملة للإعلام المحلي “الجزيرة”، وتعمل على جذب الإعلام العالمي، وبالتأكيد الإعلام الأجنبي لن يخرج عن عربي “+AJ” والتليفزيون العربي (مقره الرئيسي في العاصمة البريطانية لندن)؛ حيث حان وقت نقلها إلى المدينة الجديدة، بالإضافة إلى ما تبقى من المواقع والمراكز والقنوات الإعلامية التي توجد خارج قطر، لتبدأ قريبًا في مرحلة التمركز والخطاب الإعلامي المضاد ضد الدول العربية كما فعلت “الجزيرة” في السابق.