انتقادات سعودية حادة للتنظيم الممول قطريا..

تقرير: "إخوان اليمن".. صانعو الإرهاب هددوا بالتحالف مع القاعدة

تحالفات الاخوان والحوثيين بدأت في العام 2014م قبل تدخل التحالف العربي بعام - ارشيف

الرياض

ذكرت تقارير اخبارية يمنية ان تنظيم اخوان اليمن الذي يعد الذراع المسلحة لتنظيم القاعدة الارهابي في اليمن، هدد قادته كثيرا بالتحالف مع القاعدة، وذلك على خلفية الحرب التي كانت تشنها الولايات المتحدة الأمريكية ضد التنظيم الارهابي الممول من بعض الاطراف الاقليمية، فيما وجهت انتقادات سعودية وصفت بالحادة للتنظيم الذي دخل في تحالفات مع الحوثيين الموالين لإيران.

وعبرت الصحافية السعودية سكينة المشيخص عن سخريتها من اهتمام إخوان اليمن بالجنوب ومطاردة المطالبين بالاستقلال فيه، وقالت: ‏مضحك أن قضية تحرير ‎اليمن من الحوثيين أصبحت معركة التحالف وحده! وتابعت: تغريدات المحسوبين على ‎حزب الإصلاح تخلو كلياً من الحديث عن تحرير اليمن.. أصبح همهم الحديث عن ‎انفصال الجنوب ومطاردة المؤيدين للانفصال! وقدمت المشيخص نصيحة للإخوان قائلة، نصيحة: اجعلوا تحرير أرضكم في الشمال قضيتكم الأولى ومن ثم ناقشوا انفصال الجنوب.

وعلى الرغم من أن أخوان اليمن نجحوا في خلق مسافة وهمية كبيرة بينهم وبين ماضيهم الجهادي، إلا أن هذه المسافة لم تنهِ قلقهم من الماضي الذي لم يكن ليختلف كثيرا عن حاضر تنظيمي القاعدة وداعش.
 
وفي الحقيقة، لم يتخلّ الإخوان عن أفكارهم القديمة المتطرفة، لكنهم تعاملوا ببرغماتية مع تطورات الواقع الحديث، خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية.
 
ومع أن هذه السياسة أشعرت الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، بطمأنينة مؤقتة تجاه إخوان اليمن والتي دفعت، في بعض الفترات، إلى التعامل معهم كشريك في مكافحة الإرهاب، إلا أن الإخوان أنفسهم لم يشعروا بها، ووجدوا أنهم في حاجة دائمة إلى خصم يوجّهون له تهم الإرهاب أو دعمه أو استثماره، ليضعوا أنفسهم خارج هذه الدائرة.
 
 
 
"قاعدة صالح":
 
مطلع العام 2011، ومع بدء الاحتجاجات في العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية، ضمن ما عُرف إخوانيا باسم "ثورات الربيع لعربي"، ثارت مخاوف وهواجس الماضي الجهادي لدى الإخوان، كعائق يمكن أن يقف بينهم وبين الوصول إلى السلطة.
 
ولمواجهة ذلك، عمل إخوان اليمن في اتجاهين، أولهما طمأنة الولايات المتحدة بخصوص الحرب على الإرهاب، من خلال لقاءات مستمرة مع السفير الأمريكي لدى بلادنا حينها، جيرالد فيرستاين، كما أكد ذلك السفير نفسه في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، وثانيهما توجيه التهمة للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، بدعم وتبني تنظيم القاعدة، للتأكيد على أن التنظيم سينتهي بمجرد الإطاحة بالنظام القائم.
 
بدا الإخوان أبعد ما يكونون عن الإرهاب وهم يتهمون خصومهم به ويعِدون بمحاربته، وكان هذا هو الغرض من الاتهام وقطع الوعود.
 
مع ذلك، ورغم تسليم الرئيس الراحل للسلطة، نفذ تنظيم القاعدة خلال عامي 2013\2014، عددا مهولا من العمليات، فاق ما نفذه منذ تأسيسه.
 
 إلى جانب العمليات التي استهدفت معسكرات وضباطا في جهازي الأمن السياسي والقومي، اقتحم التنظيم معظم المناطق العسكرية، قبل أن يقتحم مبنى وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء.
 
إضافة إلى ذلك، كان هذان العامان عامي صفقات إطلاق الرهائن بامتياز.. لعب الإخوان دور المنسق بين جهة الخطف "القاعدة" وبين جهة دفع الفدى "دولة قطر". وحصلوا على مبالغ طائلة من وراء ذلك.
 
 
 
خارج أهداف التنظيم:
 
ومع أن إخوان اليمن وصلوا إلى السلطة عبر وعود المشاركة في الحرب على الإرهاب، وباركوا كل الغارات الأمريكية خلال تلك الفترة، ونشرها مركز "الإعلام الأمني" التابع لداخليتهم كإنجاز بينما كانت صحفهم تتناولها، في السابق، كخيانة وطنية، إلا أن تنظيم القاعدة لم ينفذ عملية واحدة ضد هدف إخواني، مع العلم أن التنظيم ظل، طوال الأعوام السابقة، يصفي قيادات عسكرية وأمنية بمبرر الشراكة في حرب الإرهاب.
 
قبل ذلك، كان التنظيم قد أعلن تأييده لما أسماه "الثورة الشبابية"، وأكد، في حوار مع جريدة "القدس العربي" وجود عناصر له في الساحات التي كان يشرف عليها الإخوان.
 
 
 
شباب الأمة:
 
إلى جوار منصة ساحة الحرية بالعاصمة صنعاء، وُجدت خيمة "شباب الأمة" التي كان المسئول عنها، محمد الحرازي، وهو قيادي كبير في تنظيم القاعدة قتل بقصف أمريكي في محافظة البيضاء بعد أشهر من خروجه من السجن إثر صفقة بين الحوثيين والتنظيم، إضافة إلى سهيل ماتع، وهو قيادي آخر شارك في حرب الشيشان، وقتل بغارة أمريكية في ذات المحافظة، وفق ما أكدته مصادر خاصة.
 
وتقول تقارير يمنية انه كان بين الطرفين تفاهم كبير، إلى درجة أن الإخوان لم يمنعوا القاعدة من توزيع وبيع مواد فيلمية تحريضية داخل الساحة آنذاك، لأن القاعدة، بالنسبة إليهم، شريك ثوري لإسقاط نظام صالح الذي اتهموه أصلا بتبني ودعم التنظيم.
 
وعمليا، تحرّك التنظيم عسكريا لإسقاط مدن ومحافظات في الجنوب اليمني، بينما كان الإصلاح يقوم بالأمر ذاته في الشمال، عبر من كان إعلامه يقول إنها "قبائل مؤيدة للثورة".
 
وعلى ما يبدو، اكتفت القاعدة بنقد الإخوان ووصفهم بـ"اللئام" لموقفهم الظاهر من قتل الجنود في أبين وغيرها، عبر أنشودة من أبياتها:
 
يا عاذلي كف الملام.. شوف الطواغيت واللئام
 
القتل في أرحب حلال.. وفي عدن أبين حرام.
 
 
 
تحالف مع الإرهاب:
 
مع استمرار تقدم مليشيا الحوثي نحو العاصمة صنعاء أواخر العام 2014، في ظل صمت إقليمي ودولي غير مفهوم، بالنسبة إلى جهات رعت ودعمت الحل السياسي في اليمن، شعر الإخوان أن أيامهم في السلطة معدودة، وأن موضوع الحرب على الإرهاب لن يحول بينهم وبين ما ينتظرهم.
 
في الأثناء، أصدر رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، محمد اليدومي، أوامر للصحف التابعة للحزب بالتركيز على خطر مليشيا الحوثي، والتقليل قدر الإمكان، أو كثيرا، من أخبار القاعدة، بحسب ما أكدته مصادر مطلعة لـ"اليمن العربي".
 
ولوحظ، خلال تلك الفترة، أن الحوثي احتل العناوين الرئيسية لصحف إصلاحية مثل الصحوة، والناس، والأهالي، بعد أن كانت تتصدرها عناوين حرب الإرهاب.
 
قبل ذلك، كان الحسن أبكر، رئيس هيئة شورى الإصلاح في محافظة الجوف، قد هدد بالتحالف مع القاعدة، بعد أن اتهم نظام هادئ بالتواطؤ مع الحوثيين وتسهيل تمددهم العسكري، بإيعاز من جهات خارجية.
 
وقال أبكر، في تصريح إلى يومية "أخبار اليوم": إن أي جهة إقليمية تحاول أن تحارب اليمن فإنها ستدفع اليمنيين إلى التحالف حتى مع القاعدة.
 
 ولفت أبكر، إلى أن القبائل حاربت القاعدة ولا تزال، لكن في حال واصلت تلك الدول دعمها وتأييدها لخراب اليمن، فإن القبائل ستضطر للتحالف مع القاعدة.
 
في الحقيقة، وبحسب مصادرنا، كانت القبائل المحسوبة على الإصلاح تخوض المعارك ضد الحوثيين إلى جانب القاعدة في المحافظة قبل تصريحات أبكر.
 
التهديد بالتحالف مع القاعدة، كان تعبيرا عن استياء الإصلاح من الموقف الدولي إزاء تمدد عسكري يهدد سلطتهم، ولم يكن استياء من التمدد ذاته، فقد رحبوا به، وفي المحافظة ذاتها، حين كان يهدد نظام الرئيس السابق صالح، واعترضوا على عملية للقاعدة استهدفت قيادات حوثية في المجمع الحكومي بمديرية المطمّة، ووصفوا القتلى الحوثيين بـ"الشهداء".
 
 
 
استمرار التحالف:
 
قبل انطلاق عملية "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، أعلن تنظيم القاعدة حربا مفتوحة على جماعة الحوثي التي سيطرت على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء، ودعا "أهل السنة" إلى الانخراط فيها.
 
وفي حين التحق كثير من المحسوبين على الإصلاح الديني بالقاعدة، كان الإصلاح السياسي محتارا، مع ميل للتعامل مع "سلطة الأمر الواقع"، ظهر من خلال تصريحات بعض قادته، ومن خلال زيارة القيادي عبد الوهاب الآنسي لزعيم المتمردين في محافظة صعدة، الذي وصفته صحيفة "الصحوة" حينها، ولأول مرة، بـ"السيد".
 
غير أن العملية العسكرية الخليجية العربية في اليمن فرضت على الحزب خيارا آخر.
 
بعد إعلانه تأييد "العاصفة" فتح الإصلاح أكثر من جبهة، وحشد مسلحيه إليها، وكان عناصر تنظيم القاعدة من ضمن من حُشدوا إلى جبهات الإصلاح.
 
 
 
القاعدة تؤكد:
 
في العام 2017، أكد أمير القاعدة في اليمن، أبو هريرة الصنعاني، في كلمة له عقب عملية الإنزال الأمريكية في منطقة "يكلأ" بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، أنهم قاتلوا إلى جانب الإخوان المسلمين، وإلى جانب بعض السلفيين، ويقصد هنا السلفيين القريبين من الإصلاح.
 
وفي السياق ذاته، أكد القائد الميداني للتنظيم، حمزة الزنجباري، أنهم متواجدون في عدد من الجبهات التابعة للمقاومة الشعبية التي تقاتل الحوثيين.
 
المرقشي، الذي قتل بطائرة أمريكية من دون طيار قبل 3 أعوام في محافظة أبين، أضاف أيضا أن مسلحي التنظيم يتواجدون في 11 جبهة قتال ضد مليشيا الحوثي، من دون أن يحدد الجبهات التي يتواجدون فيها.
 
ومن خلال المتابعة وجمع المعلومات، اتضح أن الجبهات التي يتواجد فيها عناصر التنظيم هي جبهات تابعة للإخوان، كجبهة صرواح في مأرب، وبيحان وعسيلان في شبوة، وعدد من جبهات محافظة البيضاء، إضافة إلى جبهات في الجوف وتعز والضالع.
 
في جبهة مريس، وطبقا لمصادر وثيقة الاطلاع، كان عدد من مرافقي القيادي الإصلاح المعروف، نايف الجماعي، ينتمون إلى القاعدة.
 
 
 
نموذج صرواح:
 
في العام 2016، أكد تنظيم القاعدة وجوده في جبهة صرواح، غربي محافظة مـأرب، لقتال الحوثيين إلى جانب من أسماها "قبائل أهل السنة والجماعة". والجبهة، كما هو معروف، تابعة للإصلاح منذ بداية الحرب وحتى يومنا هذا.
 
ظل التنظيم ينشر "تغريدات" عن معاركه في مديرية صرواح عبر حساب "أنصار الشريعة" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قبل أن يتوقف فجأة عن النشر، رغم استمرار مشاركته في المعارك.
 
وتفيد مصادر خاصة، أن محافظ مأرب الحالي، سلطان العرادة، طلب من عناصر تنظيم القاعدة مغادرة الجبهة، أو المشاركة دون نشر أخبار ورفع أعلام سوداء تشير إلى وجودهم، وهو ما التزم به التنظيم، كما قام بتعطيل حسابه على موقع تويتر.
 
وبحسب المصادر ذاتها، اتخذ سلطان العرادة هذا الإجراء قبل أيام من قدوم قوات برية تابعة للتحالف العربي إلى المحافظة.
 
 
 
سياسة إفك ثابتة:
 
غير أن الإصلاح الذي اعتاد على الهروب من حقيقة ارتباطه بالقاعدة إلى اتهام الآخرين بالارتباط بها أو بدعمها وتحريكها، لم يتخل عن سياسته هذه.
 
في السياق، تمكن محسوبون على الإصلاح من إيصال معلومات مغلوطة إلى وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، عن تفاهمات بين دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الأبرز والأكثر فاعلية في التحالف العربي، وبين تنظيم القاعدة، حصل بموجبها الأخير على أموال طائلة مقابل انسحابه من المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، والسماح له بالمشاركة في جبهات قتال ضد الحوثيين، على حد زعمهم.
 
وعلى الرغم من التناقض الكبير بين هذه المزاعم وبين دور الإمارات في الحرب على الإرهاب بالجنوب، والذي تؤكده أيضا إصدارات وبيانات القاعدة التي اعتبرت "أبو ظبي" عدوها الأول، إلا أن نشر وكالة "معتبرة" لمثل هذه المعلومات لا يمر دون إثارة بلبلة، مع أن الأمر لا يتعدى الاستفادة من علاقة شخصية مع مراسلة الوكالة الأمريكية في مصر.
 
 
أبو العباس:
 
إلى جانب ذلك، لعبت التقارير التي رفعها محسوبون على حزب الإصلاح، وبمساعدة قطرية، دورا في إدراج الإدارة الأمريكية لقائد جبهة تعز الشرقية، عادل عبده فارع "أبو العباس"، على قائمة الإرهاب، رغم أن جبهته، كغيرها، تحظى بدعم من حكومة هادي ومن التحالف.
 
وفي وقت لاحق، بدأ الإصلاح، عبر ألوية عسكرية شبه رسمية  موالية له، بملاحقة السلفيين التابعين لـ"أبو العباس" تحت عنوان الحرب على الإرهاب والمطلوبين أمنيا.
 
لماذا الإمارات:
 
ويركز تنظيم  الإخوان في اليمن على دولة  الإمارات، لأنها أكثر المدركين لحقيقته، ولأنها تتصرف بناء على هذا الإدراك، أي تتعامل مع حقيقة التنظيم لا مع الزيف الذي يختبئ خلفه، وهو ما أزعجه بشدة، وجعله يختلق تهما من قبيل: تقسيم اليمن، استقطاع أجزاء منه، دعم تنظيمات إرهابية ومليشيات مسلحة، وغيرها.
 
وتخوض الإمارات حربا صريحة على الإرهاب، تستهدف قوته وعوامل ظهوره واستمراره، وقد نجحت، من خلال هذه الحرب، في تجفيف منابعه تماما في عدد من المحافظات اليمنية التي ظلت بعض مناطقها، طوال عقدين من الزمن، بؤرة للتطرف والقتل المستند إليه.