خطة إخوانية للسيطرة على النفط والغاز في الجنوب..

كيف غطى نفوذ "الإصلاح" على أنشطة القاعدة وداعش بحضرموت

بالمرصاد لخطط الإخوان

لندن

كشف الهجوم الذي أودى بحياة قائد عسكري سعودي وعدد من الجنود اليمنيين في محافظة حضرموت، الخميس، أن السعودية تقاتل القاعدة وداعش في المنطقة على الرغم من تواجد قوات كبيرة للشرعية، إلا أن العناصر المتطرفة متواجدة بكثافة من دون إحساس بالخطر في ظل نفوذ حزب الإصلاح الإخواني.

وقالت مصادر محلية مطلعة في المحافظة "إن الهجوم الذي استهدف موكبا عسكريا تابعا للتحالف العربي شمال حضرموت وقع في منطقة وادي بن علي بمديرية شبام (15 كم غرب مدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت)".

وأشارت المصادر إلى أن حملة عسكرية بقيادة التحالف كانت في طريقها لضبط مطلوبين أمنيا ويشتبه في ضلوعهم في حادثة تفجير دراجة مفخخة، الخميس الماضي، في منطقة شبام القديمة، استهدفت عربات تتبع كتيبة الحضارم التابعة للمنطقة العسكرية الأولى.

وأضافت المصادر أن حادث الانفجار الذي تسبب في مقتل خمسة من بينهم قائد قوات التحالف في وادي حضرموت المقدم السعودي بندر بن مزيد العتيبي وجرح 13 وقع أثناء محاولة الحملة العسكرية التابعة للقوات المشتركة تفكيك خمس عبوات انفجر بعضها ما تسبب في مقتل قائد الحملة واثنين من مرافقيه.

وسارع الإعلام التابع لحزب الإصلاح الإخواني إلى اتهام أطراف يمنية وإقليمية بالوقوف خلف مقتل قائد قوات التحالف في وادي حضرموت وعدد من مرافقيه، في مؤشر على محاولة توظيف الحادثة سياسيا، وإبعاد الشبهات عن الحزب الذي تطاله اتهامات كثيرة بالتنسيق مع التنظيمات المتشددة، فضلا عن توتير الوضع الأمني في منطقة حيوية يريد “الإصلاح” أن تظل تحت نفوذه.

وعزّى سالم ثابت العولقي عضو هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي، السعودية في مقتل العتيبي، كاشفا عن أن أكثر من 200 ضابط جنوبي تم اغتيالهم في وادي حضرموت منذ 2017، ومشددا على أن علاقة إخوان اليمن بالإرهاب تظل خطرا يهدد الجميع.

واعتبر مراقبون سياسيون استباق إعلام الإخوان في اليمن لنتائج التحقيق في الحادثة التي وقعت في نطاق سيطرة المنطقة العسكرية الأولى التي يتحكم بها حزب الإصلاح، محاولة لصرف الأنظار عن المسؤولية الملقاة على عاتق قيادات المنطقة التي سعت طوال الفترة الماضية للتعايش مع بؤر انتشار الجماعات الإرهابية في بعض مناطق وادي حضرموت.

وأشار المراقبون إلى أن مقتل العتيبي أثناء مهمة عسكرية في وادي حضرموت مؤشر إضافي على الفشل الأمني للقيادات العسكرية المرتبطة بالإخوان وعدم ثقة التحالف في وجود رغبة حقيقية لدى تلك القيادات في محاربة الإرهاب.

وأكدت مصادر خاصة لـ”العرب” أنه لا يزال من المبكر الجزم بوجود دوافع وأهداف سياسية تقف خلف الحادث، وخصوصا أن الانفجار وقع في منطقة عرفت بانتشار القاعدة وداعش وشهدت تنفيذ عمليات متكررة ضد القوات الأمنية والعسكرية فيها، كان أبرزها تعرض عدد من الجنود والضباط لعملية قتل جماعي في أغسطس 2014 عقب إنزالهم من الحافلة التي كانوا يستقلونها.

غير أن المصادر لفتت إلى أن المواجهات بين قوات المنطقة العسكرية الأولى والجماعات المسلحة توقفت بعد إحكام سيطرة الإخوان على القيادة العسكرية في هذه المنطقة منذ منتصف العام 2015، واقتصار عمليات الاستهداف التي تنفذها الجماعات المسلحة بعد ذلك على قوات النخبة الحضرمية وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي.

ووصف متابعون للشأن اليمني التوظيف الإخواني المتكرر للحوادث الإرهابية في الآونة الأخيرة ومحاولة ربطها بالمجلس الانتقالي ودولة الإمارات بأنه يكشف عن مساع حثيثة لدى حزب الإصلاح ومن خلفه قطر وتركيا لاستثمار ورقة الإرهاب وإشهارها في وجوه الخصوم السياسيين المحليين والإقليميين، وهو ما يعزز من فرضية تحريك الخلايا الإرهابية بهدف تحقيق غايات سياسية.

وجاءت حادثة استهداف قائد قوات التحالف في حضرموت بعد يوم واحد من تصريحات مثيرة للجدل أطلقها وزير النقل اليمني صالح الجبواني وقال فيها إن لديه دلائل على وجود علاقة بين الإمارات والقاعدة وداعش في اليمن، وهي التصريحات التي تلقفتها وسائل إعلام قطرية وإخوانية، في محاولة لصرف الأنظار عن تقارير دولية تحدثت عن بروز علاقة عضوية بين أطراف في “الشرعية” وتنظيم القاعدة تجلت مع التناغم والتنسيق الذي تم في الأحداث التي شهدتها محافظتي أبين وشبوة واستهداف التنظيمات الإرهابية المشترك والمتزامن لقوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية.

وأطلقت قيادات بارزة في حزب الإصلاح في الأيام الأخيرة تهديدات واضحة للقوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي في اليمن واعتبرتها أهدافا مشروعة، كما سارعت شخصيات سياسية وإعلامية محسوبة على الإخوان لتبني عمليات مزعومة قالت إنها استهدفت القوات الإماراتية في اليمن.

وتعرض التحالف العربي بقيادة السعودية لحملات تحريض ممنهجة في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب معارك عدن، واتهام الشبكات الإعلامية الإخوانية المرتبطة بقطر وتركيا التحالف بالتواطؤ مع المجلس الانتقالي وتمكينه من السيطرة على عدن وطرد الوحدات العسكرية التابعة للحومة منها.

ولا يستبعد المتابعون أن يكون الحادث الذي شهدته مدينة الحوطة بشبام حضرموت على صلة بسلسلة من التداعيات السياسية المرتبطة بتصاعد الرفض الإخواني داخل الحكومة اليمنية لأي اتفاق يسفر عنه حوار جدة يفضي إلى إضعاف هيمنة حزب الإصلاح.

وتمثل هذا التصعيد في التحريض على التحالف واتهامه بالضغط على قيادة “الشرعية” لتقديم تنازلات، بالتزامن مع حراك سياسي وعسكري تمخض عن إعلان تكتل سياسي للإنقاذ الوطني مناهض لدول التحالف عبر عنه بيان صادر عن قيادات في الحكومة.

كما أشارت مصادر مطلعة لـ”العرب” إلى مساعي جماعة الإخوان لنقل التوتر إلى داخل محافظة حضرموت من خلال تجميد صرف رواتب قوات المنطقة العسكرية الثانية التي تضم قوات النخبة الحضرمية، وإيقاف صرف مخصصات السلطة المحلية في المحافظة، الأمر الذي دفع قيادة محافظة حضرموت لاتخاذ قرار تحت الضغط الشعبي لوقف تصدير النفط.

ووفقا لمصادر “العرب” فقد شهدت الأيام القليلة الماضية، تصاعدا غير مسبوق في وتيرة إصدار قرارات التعيين داخل الجيش اليمني بهدف التمكين للضباط المحسوبين على الإخوان في استباق واضح لنتائج حوار جدة التي تشير المعلومات إلى أن إعادة هيكلة الجيش على أسس وطنية ستكون في مقدمة بنوده.

وكانت “العرب” قد كشفت في وقت سابق عن خطة إخوانية يشرف عليها التنظيم الدولي للسيطرة على محافظات النفط والغاز في اليمن (مأرب، شبوة، حضرموت).