تقاطع انشغالات..

"ليون للمسرح العربي والفرنكفوني"

(من عمل لـ عماد المي)

باريس

إذا كانت قضايا مثل الهجرة واللجوء والإرهاب قد وضعت الثقافتين العربية والفرنسية ضمن نقاط تلاق متوترة، فإن نفس النقاط حين يجري تناولها فنياً قد تتحوّل إلى فضاء نقاش. وفي هذا الإطار بدأ يظهر اهتمام في فرنسا بالمسرح العربي يتجلّى في مشاركات عديدة لأعمال عربية في مهرجاناتها، إضافة إلى بداية التفكير في تنظيم تظاهرات مشتركة كما هو الحال مع "أيام ليون الدولية للمسرح العربي والفرانكفوني" التي أُقيمت مؤخراً.

نَظّمت التظاهرة مؤسسة "آرت دريمز" وتعتبر المشروع الأول من نوعه على الساحة الثقافية الفرنسية. أشرف على التظاهرة المسرحي الفلسطيني روحي عيادي، وشارك فيها أكثر من 35 كاتباً وفناناً مسرحياً من العالم العربي ومن فرنسا، منهم: عماد المي من تونس، والأمين بن ربيعة من الجزائر، وسعاد حمو عمر من المغرب، ومايا أبو الحيات من فلسطين.

استمرت فعاليات التظاهرة على مدار أسبوعين، وقد تضمنت برامج متنوّعة من أبرزها محاضرة لـ عمر فرتات، حول المسرح في العالم العربي والمغرب بخاصة، ركّز فيها على أهم المعوقات التي تواجه تطوّره منذ تأصيله عربياً.

كما تضمّن البرنامج ورشات تدريبية أشرف عليها الدراماتورغ محمد القاسمي وكاتب السيناريو رومان جورس. وأقيمت محاضرة حول الكتابة المسرحية ألقتها الفنانة المسرحية الفرنسية جاكلين جاكو. كما جرى تنظيم لقاء بين الكتّاب المشاركين وفانسون بادي، مدير مسرح ضاحية ليون الثامنة.

من جانب آخر، قام فريق من المترجمين، تحت إشراف الشاعر والمترجم محمد العمراوي، بترجمة مقتطفات من أعمال الكتّاب المخصّصة للمشروع وعرضها على فريق فني أدّاها في الحفل الختامي. وهذه المقتطفات عبارة عن مشاهد مسرحية توجهت إلى الجمهور باللغتين العربية والفرنسية، تناولت قضايا مختلفة في العالم العربي مثل الحرب والغربة والعالم الافتراضي.