عرض الصحف العربية..

تقرير عربي: الحرب التركية على سوريا تعمق أزمات المنطقة

صحف

وكالات
تحدثت تقارير صحافية عن حساسية المشهد السياسي في سوريا، في ضوء العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي شمالي البلاد.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، تتصاعد حدة الأزمة التي تسببها الحرب التركية، التي باتت مثل كرة اللهب تتزايد خطورتها مع تزايد حدة الأزمة السياسية والاستراتيجية الناجمة عن هذه الحرب في المنطقة برمتها.
مقترح إيراني
وفي التفاصيل، نقلت صحيفة الجريدة الكويتية، عن مصدر في الخارجية الإيرانية، أن طهران اقترحت على الأكراد إجراء محادثات مع دمشق وإفساح المجال لدخول الجيش السوري إلى مناطق شرق الفرات. وأشار المصدر إلى أن دخول الجيش إلى هذه المناطق سيرافقه انتشار على الحدود قبل العملية التركية.
ونوه إلى الاتفاق مع الأكراد على قيام الجيش السوري بهذه الخطوة، إلا أنهم اشترطوا اعتراف دمشق بحكمهم الذاتي، الأمر الذي رفضته دمشق جملة وتفصيلاً، معتبرة أنه لا فرق لدى الحكومة في أن تكون هذه المناطق الخارجة عن سيطرتها في يد الأكراد أو الأتراك.
من ناحية أخرى كشفت الصحيفة عن حجب وسائل الإعلام الرسمية في إيران جميع الأخبار المتعلقة بالتجمعات والتظاهرات التي نظمت في المدن الإيرانية الكردية، احتجاجاً على العملية التركية العسكرية في شمال سوريا، والتي تستهدف الأكراد السوريين، فيما أفاد مصدر في وزارة الداخلية الإيرانية إن الحرس الثوري والشرطة أرسلا تعزيزات إضافية إلى المناطق الكردية.
تحرير داعش
وفي السياق ذاته، يقول الكاتب الصحافي هاني الظاهري في مقال بصحيفة عكاظ، إن الهدف الحقيقي من التدخل العسكري التركي في الشمال السوري هو إعادة إطلاق تنظيم داعش من سجون قوات سوريا الديمقراطية، مشيراً إلى أن الرئيس التركي يكذب ويراوغ، غير أن الواقع يؤكد ذلك.
وأشار الظاهري إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها النظام التركي لإنقاذ الدواعش بعد أسرهم وإنهاء وجودهم العسكري في الشمال السوري، موضحاً أن النظام أطلق في شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2018 عملية عسكرية وحشية بمسمى غصن الزيتون، عاثت في الشمال السوري قتلاً وتدميراً، وارتكبت مجازر تفوق في بشاعتها مجازر داعش بحق المدنيين السوريين.
وقال الكاتب إن تركيا دعمت داعش بمئات الملايين من الدولارات عبر شراء النفط السوري المسروق منه وبيعه في السوق السوداء، الأمر الذي سمح للتنظيم بالتواجد حتى تأسست قوات سوريا الديمقراطية التي نجحت في تحطيم دولة داعش.

لعبة سياسية قذرة
من جهته، قال الكاتب حسين شبكشي، في مقال بصحيفة الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة تناور بل وتتخلى حتى عن حلفائها من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، موضحاً أن مغامرة الرئيس التركي في سوريا هي أبرز دليل على ذلك. وأشار شبكشي إلى أن عدوان أردوغان على سوريا لا علاقة له بدعم الثورة السورية، موضحاً أن ما يجري الآن هو لعبة سياسية قذرة يدفع ثمنها الشعب السوري وحده في ظل سياسات أردوغان الاستعمارية العسكرية.
وقال شبكشي أن أردوغان رتب أموره ونسقها مع إيران وروسيا، لافتاً إلى أن التحركات الأردوغانية في سوريا اليوم تتم برضا وموافقة أكبر حليفين لبشار الأسد، وهما إيران وروسيا، الأمر الذي يزيد من دقة وخطورة هذه القضية.
هروب أردوغان لى سوريا
وإلى مقال الكاتب خير الله خير الله في صحيفة العرب، الذي أشار فيه إلى أن تركيا ما كان لها الإقدام على الخطوة السورية لولا إدراكها أن الرئيس الأمريكي لا يعترض على العملية.
وأشار خير الله إلى أن كلّ التصريحات التي صدرت عن المسؤولين الأمريكيين في الأيام التي سبقت التحرّك العسكري التركي تؤكد ذلك، لافتاً إلى أن تركيا انضمّت إلى من يراهنون على أن ترامب لن يفوز بولاية ثانية. ولذلك لا بد من الاستفادة إلى أبعد حدود من وضعه الحالي، أي من رغبته في تفادي أي مواجهة عسكرية من أيّ نوع.
وأشار إلى أنه ولو لم يكن الأمر كذلك، لما تجرأ أردوغان على دخول سوريا ومحاولة الاستيلاء على قطعة من الكعكة السورية بعدما كرست كل من إيران وروسيا وإسرائيل وجودها في هذا البلد، قائلاً إن الشعب السوري يدفع ثمن غياب الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، موضحاً أن الموضوع يتعقد وبقوة مع سعي أردوغان إلى الهروب من أزماته الداخلية والخارجية بغزو سوريا.