قيادي يلوح بإثارة الفوضى ويتهم السعودية..

تقرير: "حراك هادي".. كيف أصبح خارج حسابات علي محسن الأحمر؟

علي محسن الأحمر يعد الحاكم الفعلي للرئاسة اليمنية بفعل ما يمتلكه من نفوذ - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

دفع الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي بأخر أوراقه السياسية، في محاولة لإفشال اتفاق سياسي مع الجنوب، ترعاه المملكة العربية السعودية، بعد ان أعاد رئيس الحكومة السابق المتورط في قضايا فساد والمحال الى التحقيق، ليمنحه منصبا "مستشار الرئيس".

تعيين تقول مصادر دبلوماسية يمنية وجنوبية لـ(اليوم الثامن) "انه قرار تعيين بمثابة تلويح من هادي تجاه السعودية التي يبدو انها أصبحت تمارس ضغوطا على حكومة المنفى اليمنية لتوقيع الاتفاق مع الانتقالي الجنوبي".

وتشير المصادر ان معاوني هادي أشاروا على الرئيس ضرورة إعادة بن دغر للواجهة مجدداً، على اعتبار ان قرار التعيين سوف يثير غضب الجنوبيين، وبالتالي افشال المساعي السعودية لحل الأزمة التي نشتب نتيجة العدوان العسكري الإخواني على الجنوب، واحتلال شبوة وأجزاء من أبين.

القوى الحراك المتحالفة مع هادي، فشلت في الوصول الى المشاركة في الحكم، الأمر الذي اثار موجة من الغضب، قبل ان يلوح قيادي مؤخرا بإثارة الفوضى، ردا على قرار تعيين أحمد عبيد بن دغر.

مصادر مقربة في الحراك التابع لهادي، أفادت لـ(اليوم الثامن) "ان نائب الرئيس علي محسن الأحمر، اعترض على قرارات تمنح ثلاثة من قيادات موالية لهادي في مناصب "وكلاء وزرات"، مبررا انه يفضل ان تلعب هذه القيادات دورا مناوئاً للمجلس الانتقالي بعيداً عن الحكومة".

وأشارت المصادر الى ان الأحمر مول قيادات حراكية تابعة للنظام للقيام بأنشطة سياسية في المكلا وحضرموت.. مؤكدا ان السلطة الأمنية في حضرموت، أحبطت مخططا لإثارة الفوضى في حضرموت، قبل ان تقوم الأجهزة الأمنية باعتقال المكلف بالمهمة.

ويبدو ان قيادات موالية لهادي أصبحت ترفض ان تلعب دورا خفيا، وترى ان من حق تلك القيادات الحصول على حقها في السلطة والحكومة، خاصة في ظل سيطرة تيار الإخوان على الرئاسة اليمنية والحكومة اليمنية واقصاء الأطراف الأخرى.

وتقدم قيادات في الحراك الجنوبي الموالي لهادي نفسها كحلفاء لتنظيم الإخوان، على أمل الحصول على بعض المكاسب، فكل ما تم الدفع بقيادي للحصول على منصب حكومي، لكن النائب علي محسن الأحمر يقف عائقا امام الحصول على ذلك.

عبدالكريم السعدي، واحد من القيادات المتحالفة مع هادي، عبر عن سخطه حيال حرمانهم من حقهم في الحكومة، بصفتهم قيادات حراكية تابعة للرئيس هادي، وتدعم مشروع تقسم الجنوب الى اقليمين.

السعدي أصدر بياناً هاما باسم القوى الحراكية التابعة لهادي، مؤكدا انها ما تزال خارج المشهد بفعل فاعل؛ في إشارة الى نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر الذي يرفض اشراك تلك القيادات في الحراك الجنوبي.

وقال السعدي في بيان بعث به لـ(اليوم الثامن) "إن قوى وقيادات الحراك الجنوبي السلمي الحامل للقضية الجنوبية بموجب القرار الدولي 2140 مازالت خارج المشهد (بفعل فاعل) ومازالت خارج دعوات المحاصصة التي تحتضنها المملكة السعودية هذه الأيام (جده والرياض)".

ولوح السعدي بإثارة الفوضى في الجنوب أن لم يتم اشراكهم في الحكومة، متهما السعودية بالوقوف وراء اقصاء الحراك الجنوبي، قائلا "لن يستقر الجنوب ولا اليمن والحراك الجنوبي مقصيا بتكالب الإقليم عليه ولن يصل قطار الإقليم إلى محطته الأخيرة إلا بإعادة الامور الى نصابها من خلال نصرة الحراك الجنوبي السلمي".

وحاول السعدي تقديم نفسه لنائب الرئيس اليمني علي محسن "المعطل لحصولهم على مناصب حكومية"، بتجديد الهجوم على المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال ان اشراك الحراك الموالي لهادي في الحكومة هو مقدمة لـ "تحطيم أصنام المكونات الهلامية التي صنعتها بعض أطراف الإقليم خدمة لمصالحها واستهدافا لهذا الحراك الجنوبي الذي ما فتىء ينادي بالمصالحة الوطنية الجنوبية ويتبنى لغة السلام في حل قضايا اليمن والإقليم وينبذ العنف والتطرف والغلو وتوظيف القوة السلبية".

ويرى الأحمر ان القيادات الحراكية الموالية لهادي، مهمتها العمل على تقديم صورة مغلوطة عن الجنوب، بان القوى التي تمثل القضية الجنوبية لم تتفق بعد، وهو ما عملت عليه قيادات يمولها نائب الرئيس اليمني المتهم الرئيس في الحرب الأولى على الجنوب، وهي الحرب التي افرزت الحراك الجنوبي.