نفى وجود مليشيات قدمت من مأرب إلى الجنوب..

ائتلاف سياسي إخواني يتهم "الانتقالي" بخلق عدواة مع نظام قطر

تفجير إرهابي ضرب معسكرا في العاصمة عدن في العام الماضي - ارشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

اتهم ائتلاف سياسي إخواني ممول قطريا، بشكل مبطن المجلس الانتقالي الجنوبي بخلق عداوة مع نظام الدوحة، مدافعا عن تنظيم حزب الإصلاح الإخواني والاتهامات التي توجه له بالتورط في رعاية التنظيمات الارهابية، نافيا تواجد قوات عسكرية إخوانية قدمت من مأرب الى مدن الجنوب، في تصريح جاء ردا على تقارير اخبارية تحدثت عن مقتل ثلاثة من قيادات القاعدة في أحور قبل ثلاثة ايام في أحور بأبين.

عبدالكريم سالم السعدي، رئيس الدائرة السياسية في الائتلاف الوطني وهو (تحالف بين الإصلاح والنهضة)، ، أوضح في تصريح صحفي –حصلت اليوم الثامن على نسخة منه- "ان هناك اتهامات وجهت من قبل من وصفهم بالمعتوهين يصرخون عن وجود تنظيمات ارهابية في الجنوب".. زاعما ان وجود الارهاب في الجنوب مزاعم كاذبة، وانهم يهدفون إلى استدعاء عدوانية بعض الأطراف الدولية والإقليمية بأن الجنوب فيه تنظيمات ارهابية".

وضربت عدن والجنوب منذ ما قبل حرب الاجتياح الأولى صيف 1994م، المئات من الهجمات الارهابية أودت بحياة الآلاف بينهم قادة عسكريون ومدنيون بارزون، لكن القوات الجنوبية غير ان السنوات الثلاثة الماضية أثبت تورط قيادات إخوانية رفيعة في تمويل الإرهاب وتوجيه ضد خصوم حزب الإصلاح اليمني.

وفرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على مسؤولين يمنيين في حكومة هادي، بعد ثبوت تورطهم في دعم الارهاب، الأمر الذي جعل الغرب يتراجع في دعم حكومة الرئيس المؤقت التي تحارب مليشيات الحوثي المرتبطة بإيران.

وهاجم السعدي، المجلس الانتقالي الجنوبي ووجه له اتهامات بخلق عداوة مع اطراف اقليمية؛ في اشارة إلى قطر، التي فرضت عليها أربع دول خليجية، عقوبات بعد ثبوت تورطها في دعم وتبني التنظيمات الارهابية ودعم الحوثيين الموالين لإيران.

وزعم السعدي ان "الجنوب ليس فيه إرهاب ولكن فيه فصائل جنوبية متقاتلة ومختلفة مناطقيا وسياسيا ليس من اليوم ولكن منذ خمسينيات القرن الماضي، ونؤكد أن بعض هذه الفصائل المتناحرة باتت تسلك سلوك تضليل الإقليم والمجتمع الدولي بأن الإرهاب يسيطر على الجنوب نكاية في خصومها السياسيين الذين اوجعوها في المعترك السياسي واوصلوها إلى مراحل متقدمة من التنازلات عن الأهداف والعهود التي تجشموا عناءها أمام أتباعهم"؛ في حديث يحمل في طياته نفيا بوجود مليشيات إخوانية قدمت من مأرب إلى الجنوب وتحتل شبوة واجزاء من أبين، وكذا وجود عناصر من التنظيمات المتطرفة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يصور فيها ساسة من تنظيم الإخوان، الحرب على الجنوب بأنها حرب "جنوبية – جنوبية"، بل ان التنظيم الممول من الدوحة دأب على تصدير احداث جنوبية سابقة في محاولة لخلق صراع جنوبي - جنوبي.

وعمل الائتلاف الذي يتزعمه رجل الاعمال النافذ أحمد صالح العيسي منذ تأسيسه على محاولة اثارة الصراعات القديمة في الجنوب، قبل ان يمهد لحرب عدوانية شنتها مأرب على شبوة وأبين، وحاولت اجتياح العاصمة.

وقال السعدي "الجنوب ليس فيه إرهاب ولكن فيه مشردين وجوعى ومعوقين، ومنازل مهدمة وطرقات مخربة اتلفتها عقلياتكم التي بلغ بها السفه إلى حد استعداء الإقليم والعالم ضد وطنكم واهلكم"؛ لكن لم يشر الى من دمر هذه المنازل واحدث هذا الدمار في الجنوب.

ودافع عضو ائتلاف "تحالف النهضة والاصلاح" عن قطر المتهمة اقليميا ودوليا بدعم الإرهاب، مشددا على ان الارهاب يحتاج إلى تحالفات دولية لمحاربته في الجنوب وانما لمؤتمر جنوبي يضم كل القوى السياسية اليمنية.. ملمحا إلى شرط محاربة الارهاب يتمثل في "مؤتمر جنوبي يخرج بمصالحة وطنية سياسية تمنع تكرار أخطاء الماضي في هذه البقعة الهامة من الجغرافيا، وبدون مؤتمر جنوبي فلن تفلح أي حلول حتى وان وقف العالم كله خلف مكافحة الارهاب ستبقى النار مشتعلة وإن توارت مؤقتا تحت الرماد".

وحذر السعدي المملكة العربية السعودية من تكرار ما وصفها بأخطاء بريطانيا ومن شاركها تلك الغلطة.

وقال "على السيد الرئيس عبدربه منصور أن يعي أنه يشعل فتيل حرب في جزء من "وطن" (.....) هو ولي أمره وانه سيحاسب امام الله والشعب عن كل قطرة دم تسفك جراء اشتراكه في تسليم الجنوب لطرف بعينه مهما قدم هذا الطرف من تنازلات تمس حق شعب الجنوب لصالح الشرعية فالقصايا الوطنية ستبقى وإن ساومت بها بعض أطرافها".