دحر الحوثيين والتنظيمات الارهابية..

تقرير: الإمارات في الجنوب: قصة دور بارز عجزت وتنصلت عنه الشرعية

قيادات جنوبية وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد - صورة مركبة

محمد فهد الجنيدي

لم تألُ دولة الإمارات، جهداً، سواءً في بناء ما هدمته الحرب أو في مساهمتها بقطع التمدد الإيراني، أو في تأمين الإنسان بمحافظات اليمن الجنوبية وصولاً إلى مناطق الساحل الغربي منذ صيف 2015

ورغم تعرض الدولة للمؤامرات ولحملات كبيرة مضادة لتدخلها إلا أنها لا تلتفت إلى الخلف وتمضي قدماً، وتشهد على أعمالها محافظات الجنوب.

تأمين

كانت مهام دولة الإمارات الأولى فيما بعد دحر الحوثيين، ذراع إيران في اليمن، في محافظات الجنوب، كعدن ولحج وأبين وساحل حضرموت، تتركز على تأمينها، على الرغم من أن الواقع، آنذاك، كان صعباً للغاية، حيث خلفت حرب الحوثيين على الجنوب فراغاً سده (تنظيم القاعدة).

ولم يكن الواقع في الجنوب، المليء بالسواد، ينتظر التأخير أكثر، لتقوم الإمارات بتشكيل ودعم حزام أمني وشرطة وجهاز لمكافحة الإرهاب، بدءاً من محافظتي عدن ولحج صيف 2016.

ونجحت هذه الأجهزة الجنوبية بدعم إماراتي، من التصدي للإرهاب الذي كان يشكل أكبر إشكالية في تلك المرحلة وكذا الجماعات المسلحة، على الرغم من أن هذه الأجهزة لم تخض تدريباً مكثفاً ودورات تأهيلية نظراً للحالة الحرجة التي يعيشها الجنوب.

وواصلت الإمارات مرحلة التأمين في ذات العام بتشكيل ودعم نخبة حضرموت، والتي انتشرت في ساحل المحافظة، طاردة تنظيم القاعدة الذي سيطر على الساحل لنحو عام كامل.

وبنجاح تجربة الحزام الأمني في عدن ولحج والنخبة في حضرموت، استمرت مرحلة التأمين وصولاً إلى محافظتي شبوة وأبين، حيث تشكلت بدعم إماراتي، نخبة شبوة طاردة القاعدة من المحافظة أيضاً بنهاية صيف 2017، كما تشكل حزام أمني لأبين وحققا نجاحا باهرا في طرد الإرهاب وإرساء الاستقرار.

وأنهت تجربة توصف بالفريدة كهذه سنوات من الانفلات الأمني والإرهاب الذي كان كابوساً لمحافظات الجنوب فيما بعد 2015.

مرحلة البناء

وعقب ما نجحت دولة الإمارات في تأمين الإنسان، توجهت نحو بناء ما دمرته الحرب، فعمرت المدارس وأعادت تأهيلها، ودعمت قطاعات الصحة والتربية والتعليم، وصولا إلى إعادة تأهيل وترميم مطاري عدن والمكلا، فضلاً عن أي مدينة أو منطقة تتحرر، تصلها تباعاً قوافل غذائية للسكان، والشواهد كثيرة على أرض الواقع وتحكي قصة دولة شقيقة ساهمت بدعم اليمنيين بلا مقابل ورغم التحريض المتواصل عليها.

السجون السرية

لم يرق لأعداء الحياة والتنمية ما قامت به دولة الإمارات في ظل غياب تام لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، فتم اتهامها بالسجون السرية ووصفها بالاحتلال من قبل إخوان اليمن بل والشرعية ذاتها.

لكن أبوظبي سرعان ما انسحبت وخصوصا من مدينة عدن، ضمن اتفاق مع السعودية، داحضة مزاعم أنها تحتل أو تريد احتلال "الجنوب"، الذي لولاها لكان اليوم يعيش تحت وطأة الانفلات الأمني والإرهاب.

ولم تتوقف الإمارات عن دحض المزاعم ضدها بمدينة عدن، متنقلةً إلى بلدة المكلا بحضرموت والتي أُعلن فيها استئناف الرحلات من وإلى مطار الريان الدولي، والتي طالما اتهمت بأنها حولته إلى سجن سري وقاعدة عسكرية لها، غير أن الواقع يعكس اليوم غير ذلك.

وكانت أبوظبي قد أهلت وأعادت ترميم مطار الريان في حين غابت الشرعية عن مشهد التنمية كما غابت عن مشهد التأمين أيضاً.

مطار الريان أحدث إنجاز للإمارات

إلى ذلك، أكد محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني، أن إعادة استئناف رحلات الطيران بمطار الريان الدولي بالمكلا وافتتاح الصالات الخارجية بالمطار يعد خبراً سعيداً ومفرحاً لجميع أبناء حضرموت خاصة المرضى الذين تجشموا عناء الرحلات البرية إلى مدينتي سيئون وعدن لأكثر من أربع سنوات، مشيراً إلى أن ذلك كان لدواعٍ أمنية خارجة عن الإرادة.

وأضاف البحسني، إن الصالات الخارجية بالمطار أنشئت بمواصفات عالية زودت بأجهزة حديثة لمواكبة التطور التكنولوجي في هذا المجال بدعم من دولة (الإمارات) العربية المتحدة.

وقال البحسني، إن إعادة تدشين المطار ستبدأ بوصول رحلة خارجية لطيران اليمنية لتتوالى بعدها الرحلات، مشيراً إلى أن المطار سيخفف عن المرضى وعن المسافرين بشكل عام، وسيسهم في إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية بالمحافظة.

وأكد محافظ حضرموت أن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ظلت تولي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً ووضعته في مقدمة اهتماماتها، وأثمر التواصل المستمر عن النجاح في إعادة استئناف الرحلات بالمطار وإنشاء صالات خارجية بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

-نيوز يمن