ملالي الظلم والظلام..

تقرير: ما بعد الملالي.. مرحلة مستقبلية يخطط لها ولي عهد إيران السابق

رضا بهلوي آخر ولي عهد لإيران

إسلام محمد

في ظل تصاعد معدلات الغضب الشعبي من سياسات نظام الملالي، وجه رضا بهلوي آخر ولي عهد لإيران قبل ثورة الملالي عام 1979، والابن الأكبر للشاه الراحل، دعواته إلى جموع الشعب للاستعداد لـلسقوط الحتمي للنظام الحالي والتفكير في قيادة المرحلة الانتقالية، معتبرًا أن ذلك يمثل أهمية قصوى بالنسبة للشعب الآن

سلطة جديدة 

وقال رضا في بيان صدر على تيليجرام: «إنه قبل أقل من عامين، كان التأكيد يدور حول سقوط نظام إيران، وأنه أمر صار قريبَا لا مفر منه، وذكرت أن احتمالات سقوط النظام وما سيتبعه يتطلب منا نحن الإيرانيين، تشكيل سلطة جديدة».

واعتبر ولي عهد إيران السابق، أن تشكيل سلطة سياسية لقيادة البلاد خلال الفترة الانتقالية، يجب أن يبدأ اليوم، باعتبار أن «هذه القيادة السياسية ستهيئ البلاد في النهاية للانتقال القانوني والسياسي والاقتصادي من حكومة خامنئي إلى حكومة إيرانية منتخبة بصناديق الانتخاب.

وأضاف بهلوي الذي يبلغ من العمر 59 عامًا، بيانه الذي وجه للسياسيين والمدرسين والفنانين والمحامين والجنود الإيرانيين و«قادة القوات المسلحة الإيرانية»، أن عليهم الاستعداد مضيفًا: «أنا كجندي، لن تفوتني أي لحظة للقیام بواجبي في هذه الحملة الوطنية».

ضحايا النظام

يأتي هذا فيما تزايدت التقارير التي تتحدث عن أعداد كبيرة من القتلى، قضوا على أيدي عناصر النظام، وأفاد موقع ايران إنترناشيونال نقلًا عن مصادر صحافية مقربة من زعيم الحركة الخضراء، مير حسين موسوي، اليوم الأحد أول ديسمبر، أن مدينة شهريار، جنوب غربي العاصمة طهران، شهدت وحدها مقتل أكثر من 100 شخص، وأن مصادر موثوقة نقلت عن مسؤولين في مقبرة «بهشت زهرا» في طهران، أن جثامين 156 شخصًا من المحتجين تم نقلها إلى مغسلة الموتى، التابعة لهذه المقبرة، وتم إرسال 80 جثمانًا إلى المحافظات الإيرانية الأخرى.

كما لفت البرلماني الإيراني، علي ساري، «الأحد الأول من ديسمبر 2019»، أن وزير الداخلية هو المسؤول عن قمع الاحتجاجات في إيران، وطالب باستجوابه.

وفي تصريح أدلى به لوكالة العمال الإيرانية للأنباء «إيلنا»، طالب ساري، بإعلان إحصاءات القتلى والمصابين والمعتقلين، خلال الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة، وقال: «نحن نريد هذه الإحصاءات من المسؤول الأول عن أمن البلاد، وهو وزير الداخلية"، مضيفًا، أن «استجواب وزير الداخلية في هذه القضية يدور حول تقديم الإحصاءات والأسباب وراء سير الأحداث بالشكل الذي وصلت إليه».

وأكد ساري، أن وزير الداخلية «كان من قبل على علم بهذه القضايا، وصدرت له التعليمات اللازمة في هذا الخصوص»، وأنه: «عندما لا يستعد المسؤولون الاستعداد اللازم لاحتجاجات عدد من المواطنين، فإن المواطنين ليسوا هم المقصرون الرئيسيون في عدم إدارة الأمور بطريقة لا تؤدي إلى الاشتباك والعنف».

ملالي الظلم والظلام

وكان المفكر الإيراني هاشم أقاجري، أصدر بیانًا، الخميس 28 نوفمبر 2019 قال فيه: «إن مستقبل نظام ولاية الفقيه مظلم في إيران»، رافضًا وصف المحتجين بـ«الأشرار»، قائلًا: «هل الأشرار والمشاغبون في إيران کثیرون، لدرجة أن الحکومة اضطرت لمحاربتهم بكل قواتها القمعية، وأقامت في كثير من المناطق نظامًا عسکریًّا غير معلن؟».

وفي المقابل، أصر محمد رضا يزدي، قائد فيلق «محمد رسول الله» في الحرس الثوري، على عدم الرد على التقارير التي تتحدث عن مقتل مئات المتظاهرین في الاحتجاجات على يد قوات الأمن: «في الوضع الحالي لا يمكن تأكيد أو نفي هذا الموضوع»، مضيفًا: «لقد تم إطلاق النار من الخلف على بعض أفرادنا من قبل مثيري الشغب».

مروحيات القمع

من جانبه، قال الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، محمد عبادي: إن السلطات قمعت المظاهرات بالطيران المروحي وقوات الحرس الثوري، والنظام بالفعل فقد شرعيته واقترب وقت سقوطه  

وأضاف للمرجع، أن ليس يزدي وحده يصر على التعمية على عدد القتلى فالمدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، رفض في وقت سابق، من أمس السبت، الإعلان عن الإحصاءات المتعلقة بالاحتجاجات الأخيرة في إيران، فالقتل كان عشوائيًّا والأعداد كبيرة جدًّا تبلغ المئات.

وتابع الباحث في الشؤون الإيرانية، أنه بالرغم من نائب وزير الداخلية الإيراني جمال أورف، رفض إعلان منظمة العفو الدولية عن مقتل 160 شخصًا ووصفها بأنها «مبالغ فيها، لكنه حتى الآن لم يقدم الأرقام غير المبالغ فيها».