الجزيرة القطرية..

من هو الراعي الرسمي لـ«قمة كوالالمبور» المشبوهة؟

بدأت القنوات الإخوانية المدعومة من تركيا وقطر

نورا بنداري

في مطلع ديسمبر 2019؛ بدأت القنوات الإخوانية المدعومة من تركيا وقطر؛ الترويج لعقد قمة مصغرة في العاصمة الماليزية «كوالالمبور»، تضم كل من ماليزيا، وباكستان، وإندونيسيا، وتركيا، وقطر.

وزعم القنوات الإخوانية، أن هذه القمة التي انتقت خمس دول و 450 من المشاركين تأتي بهدف انشاء «اتحاد إسلامي» على غرار «الاتحاد الأوروبي»، ومن ثم النهوض بالعالم الإسلامي وحل مشاكل المسلمين حول العالم، وفقًا لرؤية رئيس الوزراء الماليزي «مهاتير محمد».

ولم يجد منظمي القمة المثيرة للجدل أفضل من قناة «الجزيرة القطرية»؛ لتغطيتها، ونشر الصورة الترويجية والدعائية لها، وانتقاء أبرز اللقطات الإعلامية التي تخرج هذه القمة كما يريدها المنضمين لها وعدم عرض ما الصور الأخري التي تبرز فشل هذه القمة التي غاب عنها أهم دول العالم الإسلامي.

وخلال السنوات الماضية، علمت قناة «الجزيرة القطرية» على نشر الصور الإيجابية الحليفة لقطر، إضافةً لغض النظر عن أي انتهاكات تقوم به الدوحة بحق شعوب البلدان الأخرى.

وتجنبت الجزيرة فعلي تغطية الانتهاكات بحق العمال الأجانب العاملين، وهذه السياسة تتبعها الجزيرة في التعامل مع كافة القضايا التي تخدم مصالح دولتها، وأيضًا مصالح الدول التي ترتبط بعلاقات مع قطر مثل تركيا، ماليزيا.

معايير القناة القطرية

أكد العديد من المحللين، أن سبب اختيار قناة "الجزيرة القطرية" لأي حدث يجمع قيادات الإخوان، هو بالتأكيد ينبع من السياسية التي تنتهجها هذه القناة؛ إذ أوضح «ياسر عبدالعزيز» الخبير الإعلامى المصري، في تصريحات صحفية سابقة أن قناة الجزيرة ليست سوى أداة سياسية لتنفيذ مشروعات قطرية تتعلق برؤية الدوحة للشكل الذى يجب أن تكون عليه المنطقة، وأضاف أن الجزيرة تتعامل مع الموضوع السياسى العربى بانتقائية فائقة، فعندما كانت العلاقات القطرية جيدة مع دول الخليج «السعودية، الامارات، البحرين» قبل المقاطعة العربية، كانت تنشر الأخبار الجيدة فقط ومع بدء التوتر فى هذه العلاقات تحولت «الجزيرة» لخنجر مسموم ضد الفرقاء السياسيين للنظام القطرى.

من جانبها، أوضحت «انتصار البناء» الكاتبة البحرينة في مقال لها نشر في جريدة «الوطن البحرينية» في 4أغسطس 2019، أن قناة «الجزيرة» أداة من أدوات إدارة الخلافات السياسية بين الحكومة القطرية وباقي الأنظمة العربية، مبينةً أن المزاج السياسي المهيمن على النظام القطري هو المتحكم بالتقارير الإخبارية وباتجاهات التحليل السياسي تجاه باقي الدول، ومن ثم لم تستقبل «الجزيرة» أي معارض قطري في القناة .

وفي ذات السياق، أوضح «زيد الأيوبي» المحلل السياسي الفلسطيني المتخصص في شؤون الخليج، أن قمة كوالالمبور التي دعى لها «مهاتير محمد»، أجهضت قبل أن تبدأ بعد اختيار قناة الجزيرة المعروفة بدعمها لجماعة الأخوان والميليشيات المسلحة في الوطن العربي لتكون راعية لهذه القمة، فهذا يدل على أن هذه القمة اخوانية بامتياز وتسعى لإرسال رسائل إقليمية واضحة بأن هذه القمة هي حاضنة للتوجه الاخواني الذي عاث إجرامًا في الوطن العربي بدعم من نظام الحمدين والرئيس التركي «أردوغان».

وأكد «الأيوبي»، في تصريح للمرجع؛ أن الدول التي ستجتمع في قمة كوالالمبور هي دول معزولة إقليميًّا وإسلاميًّا وعربيًّا وما هذه القمة إلا نوع من الاستعراض الاعلامي الأجوف من خلال قناة «الجزيرة»، وذلك لن يؤثر على الموقف الاسلامي والعربي الجمعي بقيادة المملكة العربية السعودية.

ودعا «الأيوبي» وسائل الإعلام إلى عدم إعطاء هذه القمة المزعومة أكثر من حجمها وعدم إيلائها أي اهتمام أو تعليق إعلامي والسعى دائما للدفاع عن وحدة الأمة ونبذ أي نشاط يهدف الى تبديد جهد العرب والمسلمين ويحرفهم عن قضاياهم المركزية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية خصوصا في ظل الحديث عن ما يعرف بصفقة القرن.