مناورات قطرية سرّية استدعت استياء وزارة الخارجية الفرنسية..

تقرير: "أوراق قطر".. كيف تُموّل الدوحة الإخوان المُسلمين في أوروبا؟

تضمّ الآلاف من الملفات حول قطر خلال الفترة من عام 2010 ولغاية 2017

الدوحة

تصدر في العاصمة الفرنسية يناير القادم، النسخة العربية من كتاب "أوراق قطرية.. كيف تُموّل الدوحة الإخوان المُسلمين في أوروبا" الذي تمّ إصداره هذا الشهر بالإنجليزية مُترجماً عن نسخته الفرنسية التي صدرت في إبريل (نيسان) الماضي.

ويكشف الكتاب الذي سيصدر في نفس التاريخ بالتزامن في كلّ من القاهرة وبيروت وتونس والجزائر، بالوثائق والأدلة عن كيفية تغلغل الإرهاب في أوروبا عبر تنظيم الإخوان المُموّل من قبل قطر برعاية مباشرة من تنظيم الحمدين.

وفي تصريح خاص لـِ24 أكد كريستيان تشينو، الذي شارك مع نظيره الصحفي والباحث السياسي الفرنسي جورج مالبرونو في تأليف ونشر الكتاب، أنّ المُقاطعة الخليجية والعربية للدوحة قبل حوالي العامين ونصف، نجحت في الضغط على الحكومة القطرية التي اضطرت لإيقاف تمويل عدد من مشاريعها الإسلامية الإخوانية في كلّ من لندن وباريس بشكل خاص، حيث تمّ إغلاق عدّة مشاريع إسلامية كان قد تمّ إطلاقها من قبل الحكومة القطرية تحت ستار العمل الخيري وتمويل المساجد والأئمة ومراكز تحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية.

جاء ذلك في إطار الندوة الحوارية التي نظّمتها الجمعة في باريس شبكة "غلوبال ووتش أناليز" الفرنسية للدراسات الجيوسياسية، بمناسبة إطلاق النسخة الإنجليزية من كتاب "أوراق قطرية" ومجلة "شاشة الرصد (سكرين ووتش)" التحليلية المُختصة باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

وحول "غلوبال ووتش أناليز"، أوضح رئيس الشبكة الباحث السياسي عثمان تزغارت، أنها موقع نخبوي مُتخصّص بالتحليل الجيوستراتيجي والقضايا الأمنية والدبلوماسية، ومكافحة الإرهاب والتطرّف والعنصرية بكلّ أشكالها، والدفاع عن القيم العلمانية والعيش المشترك، ويُشارك في إدارته وأبحاثه نخبة من السياسيين والخبراء الفرنسيين والغربيين.

وقد تمّ إطلاق الشبكة في مايو(أيار) الماضي، إضافة لدار نشر مُتخصّصة تحمل نفس الاسم والأهداف.

وإلى جانب ذلك تمّ إطلاق دار نشر تحمل اسم الموقع ونفس أهدافه، وهي تمتلك حقوق نشر وترجمة كتاب "أوراق قطرية".

وتصل مجلة "شاشة الرصد" الشهرية لكل نواب البرلمان الفرنسي والأوروبي وأهم مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية.

وكشف تزغارت أنّ الشبكة سوف تُصدر في فبراير(شباط) القادم، بالعربية، دراسة حول تقرير الكونغرس الأمريكي الأخير عن الخطر العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، كوثيقة مع بحوث وآراء حولها بأقلام نخبة من الخبراء الغربيين حول هذه المسألة التي تُهدّد الأمن العالمي.

من جهته، تحدث كريستيان تشينو، عن فكرة إصدار كتاب "أوراق قطرية"، حيث قال إنها "جاءت على إثر تسريب معلومات من مصدر مجهول لزميله جورج مالبرونو، تضمّ الآلاف من الملفات حول قطر خلال الفترة من عام 2010 ولغاية 2017".

وبعد التحقق من صدقية المعلومات ودقتها بالاستعانة بخبراء في تكنولوجيا المعلومات والقانون والمال، جاء خيار النشر من واقع المهنية والأمانة الصحفية أولاً وأخيراً، خاصة وأنّه تمّ إجراء تحقيق سرّي من قبلهم في قطر وعدد من الدول الأوروبية حول تلك الملفات الهامة التي ثبت صحتها تماماً.

وأعرب تشينو عن استغرابه من عُمق وتوغل التمويل القطري لمشاريع الإخوان والإسلام السياسي، نظراً لامتدادها لمجالات الرياضة والثقافة والسياحة والعقارات في أوروبا والتي كان يظن أنها مجالات بعيدة عن الدين، لكن تبيّن صلتها الوثيقة بمحاولات الحصول على الولاءات السياسية وتسهيل تغلغل الإرهاب.

كما وكشفت الملفات معلومات خطيرة عن شبكة رئيسية للإخوان وقطر في لندن، فضلاً عن 22 مشروع إسلامي في فرنسا تحت ستار العمل الخيري، ومئات المشاريع في أوربا كلها كذلك بتمويل من مؤسسة قطر الخيرية.

اليونسكو.. استياء فرنسي
كشفت مجلة "سكرين ووتش" الصادرة عن "غلوبال ووتش أناليز" في باريس، في عددها الأخير ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عن مناورات قطرية سرّية استدعت استياء وزارة الخارجية الفرنسية، نتيجة مساعي الدوحة للإساءة إلى "أودري أزولاي" المديرة العامة لليونسكو، وذلك في إطار استعداد قطر لإعادة ترشحها للمنصب العام 2021 بعد فشلها في انتخابات 2017.

ووفقاً لمصدر بالخارجية الفرنسية، فإنّ باريس غضبت بشدّة من لجوء الدوحة لمثل عمليات الإساءة هذه غير الأخلاقية.

وتعرّضت قطر لسقطة دبلوماسية وثقافية كبيرة في انتخابات اليونسكو قبل عامين، وذلك بعدما فشل مرشحها حمد بن عبد العزيز الكواري في الحصول على منصب مدير عام المنظمة الدولية، بالرغم من حملات ترويجية ضخمة في ظلّ اتهامات دولية لقطر بالفساد ومحاولات الحصول على المكاسب والمناصب عبر شراء الولاءات والأصوات على غرار ما حدث حين فازت بشكل مُفاجئ بتنظيم كأس العالم 2022.