تاريخ طويل مع الجماعات الإرهابية ..

تقرير: الخلافة الباطنية السرية.. السيطرة على الصحراء وشمال أفريقيا

أردوغان

القاهرة

لم يكن الطريق سهلًا أمام النظام التركي لإقناع المجتمع الدولي، بخطواته التصعيدية من أجل التدخل العسكري المباشر في ليبيا، خاصة الاتحاد الأوروبي وأعضاء حلف شمال الأطلسي اللذين لم يبديا موقفًا مُشجعًا لهذه الخطوة، ولهذا لجأ النظام التركي إلى خطة بديلة، بتأسيس ما يُطلق عليه «الخلافة الباطنية السرية» في دول الشمال الأفريقي، انطلاقًا من الأراضي الليبية، وذلك من أجل تحقيق أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاقتصادية والتوسعية .

«روسيا» الكارت الأخير لأردوغان 

قبل أن يُطلق الجيش التركي عمليته العسكرية المسماة بـ«نبع السلام» في أكتوبر 2019، تواصل «أردوغان» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لكسب تأييده للعملية.

ومن جديد عاد «أردوغان» ليلعب بكارت «بوتين» في مواجهة الدول الأوروبية الرافضة لسياسات الرئيس التركي، إذ طلب منه التوسط  لوقف إطلاق النار في ليبيا، فى محاولة فاشلة لوقف تقدم الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر داخل طرابلس.

وتمكنت موسكو من إقناع المشير حفتر، بوقف إطلاق النار مع الميليشيات المسلحة المدعومة من حكومة الوفاق الموالية لتركيا، رغم تأكيد المشير أنه لا يمكن أن يكون هناك ضمان لإحياء العملية السياسية واستقرار البلاد إلا من خلال القضاء على الجماعات الإرهابية وحل الميليشيات التي تسيطر على طرابلس بدعم من أردوغان وحكومة الوفاق.

تاريخ طويل مع الجماعات الإرهابية 

وهناك تاريخ طويل لنظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع الجماعات الإرهابية في الشمال الأفريقي وفي قلب أفريقيا؛ خاصةً تلك التي تتماهى مع فكر تنظيم «القاعدة»، وتنتشر من ساحل البحر الأحمر شرقًا، مرورًا بالصحراء الكبرى.

ولعل أحد أبرز الدلائل على العلاقات المباشرة بين تركيا وبين الجماعات الإرهابية، دعم «نظام أردوغان» لـ«الجماعة الليبية المقاتلة» بقيادة عبدالحكيم بلحاج.

وضمن وثائق عرفت بـ«أبوت أباد»، كشفت أن تركيا كانت المقر الرئيسي لعمليات الجماعة المقاتلة. وأكدت الوثائق أن عبد الحكيم بلحاج أبرز مؤسسي الجماعة، استغل وجوده في تركيا لدعم أعداء نظام العقيد معمر القذافي السابق، وكانت له فتوى شهيرة بجواز الاتصال بالنظام الإيراني خلال تسعينيات القرن الماضي، مستغلًا العلاقة غير الجيدة بين نظامي القذافي والملالي.

وتشير وثائق وتقارير صحفية منشورة إلى وجود علاقة مباشرة تجمع قيادات تنظيم القاعدة والإخوان المدعومين من تركيا، والجماعات الإرهابية المنتشرة في أفريقيا وعلى رأسها جماعة التوحيد والجهاد، التى يمتد نشاطها في كل من مالي والجزائر، وبدأ نشاطها في عام 2011، وتضم إلى جانب العناصر الإرهابية، عصابات الاتجار في المخدرات.

فصل جديد من فصول المؤامرة 

 

لم يكن سعي الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للهدنة فى ليبيا، سوى فصل جديد من فصول المؤامرة التي حاول إقناع دول الجوار الليبي بالتورط فيها، وحل أخير لكسب الوقت كي تتمكن عناصر الميليشيات الإرهابية من التقاط الأنفاس ومواصلة القتال من جديد ضد قوات الجيش الوطني الليبي، وهو الأمر الذي كشفته مجلة «كلمة حق» التي يصدرها عددٌ من الإخوان المقيمين في تركيا، في عددها الصادر خلال يناير 2020.