تكتيكات غير مسبوقة وغير مسؤولة..

تقرير: هل أدرك الإعلام الغربي أن الحوثيين مسؤولون عن أزمة اليمن؟

نازحون يمنيون ينقلون المياه بمستوعيات.(أرشيف)

وكالات

خلال السنوات الخمس التي أعقبت بداية غرق اليمن في حربه الأهلية المريرة، تلقى التحالف المناهض للحوثيين والذي تقوده المملكة العربية السعودية بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سهام الاتهام بالمسؤولية عن التسبب بأعظم كارثة إنسانية.

في آخر رهان لهم للسيطرة على توزيع المساعدات، فرض الحوثيون مؤخراً خوة نسبتها 2% على جميع وكالات الإغاثة العاملة في البلاد

رد الصحافي البريطاني كون كوغلين على هذه الواقعة التي ذكرها في مستهل مقاله بـ "معهد غيتستون" مفنداً الأضاليل التي يبثها جزء كبير من الإعلام الغربي. ركز هذا الإعلام على الدور العسكري السعودي في ما سماه زيادة حدة النزاع، حيث كان للرياض حصة الأسد من الاتهامات بشأن سقوط حوالي 100 ألف يمني بحسب التقديرات.

أطلقوا شرارة الحرب
أشار كوغلين، وهو محرر الشؤون الدفاعية والخارجية في صحيفة ذا دايلي تيليغراف البريطانية، إلى أن السعوديين ليسوا القوة الأجنبية الوحيدة المنخرطة في النزاع اليمني. وأوضح أن الحوثيين هم من أطلقوا شرارة الحرب الأهلية في المقام الأول عبر إطاحة حكومة الرئيس المنتخب ديمقراطياً عبد ربه منصور هادي سنة 2014. وحصل الحوثيون على دعم من إيران حيث حوّل الحرس الثوري الأسلحة إليهم ومن ضمنها صواريخ طويلة المدى وبشكل اعتيادي.

بداية استيقاظ؟
علاوة على ذلك، كان الحوثيون المدعومون من إيران أساسيين في تصعيد النزاع. لم يمكّن التدفق المستمر للأسلحة المهربة من طهران إدامة هجومهم ضد التحالف بقيادة السعودية وحسب. لقد مكنهم أيضاً من توسيع النزاع إلى ما وراء حدود اليمن عبر استخدام الصواريخ الإيرانية الصنع لإطلاق سلسلة من الهجمات ضد الداخل السعودي. الآن، مع بلوغ الأزمة الإنسانية منعطفاً حرجاً حيث يحتاج حوالي 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 24 مليون نسمة إلى المساعدة، بدأت منظمات الإغاثة أخيراً تستيقظ على الدور الذي لعبه الحوثيون في صناعة الكارثة.

تكتيكات غير مسبوقة وغير مسؤولة

أضاف كوغلين أن مسؤولي شؤون المساعدات الإنسانية اجتمعوا في بروكسل الخميس لمناقشة أزمة الإغاثة حيث كان موضوع النقاش الأساسي ما تم توصيفه على أنه تكتيكات عرقلة غير مسبوقة وغير مقبولة يستخدمها الحوثيون. وتمنع هذه التكتيكات وصول المساعدات الحيوية إلى السكان المتضورين جوعاً في البلاد. ووصف المسؤولون البيئة التي خلقها الحوثيون بأنها "بيئة عدوانية للغاية"، واتهموهم بالمضايقة والعرقلة لمنع وصول الإغاثة إلى 6.7 مليون يمني ممن هم على وشك المعاناة من مجاعة.

خوات
في آخر رهان لهم للسيطرة على توزيع المساعدات، فرض الحوثيون مؤخراً خوة نسبتها 2% على جميع وكالات الإغاثة العاملة في البلاد مما دفع أحد العاملين في مجال المساعدات إلى القول إن هنالك احتمالاً في أن يكون الحوثيون يستخدمون المساعدات المالية لتمويل الحرب. ردت واشنطن من خلال التهديد بتعليق الكثير من مساعداتها الإنسانية في الأول من مارس (آذار) المقبل إذا واصل الحوثيون إصرارهم على فرض هذه الخوات.

مفاقمة الأزمة
لفت كوغلين النظر إلى أنه لو تم تطبيق هكذا خطوة، فستزداد قساوة هذه الظروف الرهيبة التي تؤثر على مساحات واسعة من البلاد. لكنها ستضيء في الوقت نفسه على التحدي الذي يفرضه الحوثيون المعادون للغرب إزاء إدارة عمليات المساعدة في المناطق التي يسيطرون عليها.

وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية "نحن في وضع مؤسف ونحاول حل المشكلة. إذا تم اتخاذ هكذا تحرك، فستكون خطوة إجبارية (تم فرضها) من قبل عرقلة حوثية غير مسبوقة". في الختام أكد كوغلين أنه بغض النظر عن الاجتماع، لن يشكك أحد في أن الحوثيين المدعومين من إيران، لا التحالف بقيادة السعودية، هم المسؤولون الأساسيون عن خلق الأزمة الإنسانية الكارثية في اليمن.