ترجمة..

تقرير: هل يستطيع بومبيو إحياء استراتيجية ترامب "أفريقيا المزدهرة"؟

استراتيجية ترامب لأفريقيا تهدف إلى تعزيز الازدهار، والأمن والاستقرار

رؤية الإخبارية

صَنَعَ الرئيس ترامب التاريخَ في 2018 باستراتيجيته تجاه أفريقيا، بيد أن نفاد صبر الكثير من المراقبين جاء لأنهم توقعوا عملًا وسياسات أكثر نشاطًا لتضاهي تصريحات الإدارة وتدفع العلاقات الأمريكية – الأفريقية للأمام. كانت استراتيجية ترامب لأفريقيا تهدف إلى تعزيز الازدهار، والأمن والاستقرار في العلاقات، واستراتيجية "أفريقيا المزدهرة" الصديقة للأعمال والتي انطلقت في 19 يونيو 2019، تهدف إلى زيادة التجارة والاستثمار المتبادل بين الطرفين.

وبينما يستعد وزير الخارجية مايك بومبيو لزيارته الأولى لأفريقيا يوم 15 فبراير، حيث تشمل محطات زيارته السنغال، وأنجولا وإثيوبيا (والاتحاد الأفريقي)، يمتلك فرصة فريدة من نوعها لإحياء استراتيجية ترامب لأفريقيا عن طريق التركيز على هذه الموضوعات الرئيسية، كما يعتبرها الشركاء الأمريكيون والأفارقة:

1- طمأنة نظرائه الأفارقة بأن الولايات المتحدة ستعطي الأولوية للقارة السمراء خلال قمة مجموعة السبع مرة أخرى. في 2018، وللمرة الأولى منذ 2001، جرى استبدال التركيز المعتاد على أفريقيا خلال قمة مجموعة السبع بموضوعات أخرى. ويوجز تقرير مؤسسة بروكنجز، "مستقبل أفريقيا 2020-2030"، بعض القضايا الحيوية للقارة التي تمثل فرصة هائلة للعالم ومخاطر محتملة للاستقرار والازدهار العالمي إذا تجاهلها الشركاء العالميون.

2- دعم منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية والشراكة مع الاتحاد الأفريقي. وإذا طُبق هذا بنجاح، ستساهم منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية في ازدهار الولايات المتحدة عن طريق تقديم فرص فريدة لتوسع الشركات والمساهمة في خلق فرص عمل في الولايات المتحدة، مع تعزيز ازدهار أفريقيا في نفس الوقت. تخلق منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية سوقًا ضخمة للبضائع والخدمات الأمريكية ويمكنها مواءمة الأنظمة السياسية والتنظيمية، ما يعني أن نفس القواعد ستُطبق على المستوى القاري، للتقليل من تكاليف المعاملات. وعلى نحو غير مفاجئ، أظهرت معظم الشركات الأمريكية والجهات الفاعلة التجارية التي تمارس الأعمال مع أفريقيا اهتمامًا قويًّا بالتطبيق الناجح لمنطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية. إنهم يرون فرصًا للأعمال في أفريقيا، وأي إصرار على اتفاقيات تجارة حرة ثنائية مع الدول الأعضاء في منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية ستزيد من سوء حوادث انحراف التجارة وتقوض منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية في التجارة والتصنيع. وبشكل عام، ستقوض مبادرات الاندماج الإقليمي والقاري في أفريقيا.

3- التركيز على المدى الذي قد تساهم به الثورة الصناعية الرابعة في الازدهار الأمريكي - الأفريقي المتبادل. وتستطيع الثورة الصناعية الرابعة والرقمنة تحويل أفريقيا إلى مركز قوة عالمي، والولايات المتحدة، بصفتها الرائد في التعليم والتكنولوجيا والابتكار والحوكمة والأمن السيبراني، يمكنها أن تلعب دورًا مميزًا في تطوير الشراكات من أجل الاندماج الرقمي لتسريع الأعمال ومستقبل العمل. ومن ضمن التحديات الأفريقية الأساسية – التي تمثّل فرصًا فريدة للشركات والمؤسسات الأمريكية والأفريقية – حتمية إصلاح عدم تطابق مهارات العمل؛ وتعزيز حوكمة مرنة من أجل الإدارة الفعالة والآمنة للثورة الصناعية الرابعة والاندماج في سلاسل القيم العالمية؛ وبناء بيئة أعمال مواتية وقدرة مؤسسية للابتكار. وهناك حاجة أيضًا لبنية تحتية مادية ورقمية والتي ستزيل العقبات أمام الابتكار والتقدم التكنولوجي مثل نقص الكهرباء، وكثافة الإنترنت واختراق النطاق العريض.

4- إعادة تأسيس منتدى الأعمال الأمريكي - الأفريقي، الذي تشارك الحكومة الأمريكية في استضافته، أو منتدى تجارة واستثمار أمريكي -أفريقي مشابه بمستوى مشاركة مرتفع. ومن المقدر أنه بحلول 2030، ستمتلك أفريقيا 1.7 مليار نسمة ومستوى إنفاق للمستهلكين والشركات يبلغ 6.7 تريليون دولار. هذا يقدّم فرصًا هائلة للنمو لكل من الشركات الأمريكية والأفريقية. وحيث إن عقد الصفقات الكبرى يتطلب مشاركة على أعلى المستويات من القادة البارزين في القطاعين الخاص والعام، فإن إعادة إقامة منتدى الأعمال الأمريكي - الأفريقي قد تساهم بشكل كبير في خلق فرص عمل في الولايات المتحدة وأفريقيا.

5- لعب دور أكثر فاعلية في معالجة تحديات الأمن والهشاشة في أفريقيا. وسوف تمثل أفريقيا 40% من القوى العاملة العالمية بنهاية القرن. ولكي تكون فعّالة، ينبغي أن تبتكر الولايات المتحدة بنهج غير مركزي يركز على المدن ومؤسسات الحكم المحلية، وكذلك أيضًا بنشاط أكبر على تطوير القطاع الخاص وسد فجوة التطبيق. ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في 2018، يعيش 1.8 مليار شخص، أو 24% من سكان العالم، في سياقات هشة. وبحلول 2030 من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 2.3 مليار (3.3 مليار بحلول 2050). وتقع معظم الدول الهشة في العالم في أفريقيا، لذلك العمل على إنهاء انعدام الأمن والهشاشة سيكون ضروريًّا من أجل السلام المستدام والتنمية.

سوف يبحث بومبيو الأمور المتعلقة بالمصالح الثنائية بين السنغال وأنجولا وإثيوبيا والولايات المتحدة، لكن الطريقة الحقيقية الوحيدة للنهوض باستراتيجة إدارة ترامب لأفريقيا – أو بشكل عام العلاقات الأمريكية الأفريقية للازدهار المتبادل – ستكون المشاركة في قضايا المصالح القارية أيضًا، وبخلاف الكلام والالتزامات، سيكون من الأجدى اتخاذ إجراءات ملموسة على الأرض.