لإستهداف أهداف سعودية..

كيف زودت إيران الحوثيين بصواريخ أرض جو متطورة

الحوثيون ورقة إيرانية محروقة

عدن

تتزايد الأدلة يوما بعد يوم عن مدى ارتباط إيران الوثيق بوكلائها الإقليميين الذين يعملون على تنفيذ مخططاتها لبث العنف والفوضى في دول الشرق الأوسط واستمرار تزويد طهران للحوثيين بالسلاح، وتؤكد القدرات التي تملكها ميليشيا الحوثي من صواريخ باليستية وطائرات دون طيار، الاتهامات السعودية والدولية بوجود دعم إيراني متواصل للمتمردين الحوثيين.

ولطالما اتهم التحالف العربي بقيادة السعودية، الحرس الثوري بتزويد الحوثيين بـ"قدرات نوعية" من صواريخ باليستية وطائرات دون طيار تمكنّهم من استهداف أماكن داخل السعودية، وتؤكد مصادر عسكرية سعودية أن الميليشيات الحوثية حصلت على قدرات نوعية لا يمكن لأي ميليشيا في العالم أن تحصل عليها"، في إشارة إلى الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

ونجحت إيران على مدى السنوات الماضية في إيصال أسلحة نوعية للحوثيين ما مكّنهم من مواصلة الحرب طول هذه المدّة وتوسيع دائرة تهديدهم لتشمل العمق السعودي وحركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

كما عززت تقارير أميركية الاتهامات السعودية بضلوع النظام الإيراني في هجوم على منشآت أرامكو النفطية رغم إعلان جماعة الحوثي المسؤولية عن الهجمات ونفي طهران أي ضلوع فيها.

وأعلن المتمردون المدعومون من إيران، إسقاط طائرة تورنيدو الجمعة فوق مقاطعة الجوف المضطربة شمال اليمن. وذكر المتمردون أنهم أصابوا الطائرة “بصاروخ أرض جو متطور”.

وقالت بيكا فاسر المحللة في مؤسسة “راند كوروبوريشن” “فيما يزعم الحوثيون أن صاروخا أنتج ذاتيًا أسقط طائرة تورنيدو السعودية، يظل أن نرى ما إذا كان هذا هو الوضع حقًا لأن هذا مجال يتلقون فيه مساعدة إيرانية”.


والعام الماضي، أعلن الحوثيون أنهم أسقطوا طائرة أميركية مسيّرة بصاروخ من صنع المتمردين، وقال الجيش الأميركي حينها إنه يحقق في تقارير عن الحادث الذي وقع وسط توترات متصاعدة بين واشنطن وإيران.

وذكر تقرير للأمم المتحدة في وقت سابق من فبراير أن المتمردين حصلوا على أسلحة جديدة العام الماضي “بخصائص تقنية مشابهة للأسلحة المصنعة في إيران.

ولم يذكر التقرير الذي أعدته لجنة من خبراء الأمم المتحدة ما إذا كانت الأسلحة الإيرانية سُلّمت مباشرة للحوثيين من قبل الحكومة الإيرانية.

وقالت الباحثة في معهد الشرق الأوسط فاطمة أبو العصار إنّ وجود عناصر تدعمها إيران في اليمن عزّز على الأرجح “جهوزية الحوثيين على مواجهة النشاط الجوي السعودي”.

وأضافت أنّ الحوثيين “لم يكن لديهم هذه القدرة منذ خمس سنوات”.

وجاءت تطورات الجمعة الماضية في أعقاب اشتباكات جديدة في شمال اليمن بعد هدوء نسبي استمر شهورا، حيث أبدت الأطراف المتحاربة اهتماما واضحا بوقف تصعيد النزاع.

ومؤخرا صادرت البحرية الأميركية شحنة أسلحة إيرانية في بحر العرب كانت في طريقها إلى الحوثيين في عملية كشفت بالدليل القاطع أنّ إيران تواصل تغذية الصراع في اليمن وإطالة أمده في وقت تعمل فيه الأمم المتحدة بمساندة قوى إقليمية ودولية على إيجاد مخرج سلمي ينهي الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات.

وتسعى طهران عن طريق وكلائها الحوثيين لإيجاد موطئ قدم لها في البلد ذي الموقع الاستراتيجي المجاور للسعودية من جهة، والمشرف على ممرّ بحري شديد الأهمية لحركة التجارة الدولية، من جهة مقابلة.

ويؤكد مراقبون أن الحوثيين وبتفويض من إيران صعدوا من هجماتهم على السعودية من خلال استهداف مرافق حيوية مدنية لكن الدفاعات السعودية كانت دائما بالمرصاد لها، وتبدي الرياض جاهزية في التصدي لسياسة طهران التخريبية وحزما في التعاطي مع التهديدات الإيرانية في المنطقة.