بسبب الحرب الدائرة منذ سنوات..

تقرير دولي: تجنيد آلاف الأفارقة لخدمة الجماعات الإرهابية في اليمن

عناصر تابعة لميليشيا الحوثي

كيوبوست

ذكر تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 11 ألفًا و500 شخص سافروا شهريًّا على مدى العام الماضي، من منطقة القرن الإفريقي إلى اليمن، رغم الصعوبات الكبيرة والأخطار هناك؛ بسبب الحرب الدائرة منذ سنوات وانتشار الميليشيات الإرهابية.

وحسب التقرير، عَبَر نحو 138 ألف إفريقي خليج عدن إلى اليمن خلال العام الماضي، بينما عَبَر خلال نفس الفترة أكثر من 110 آلاف مهاجر عن طريق البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

وأوضحت البيانات التي جمعتها المنظمة أن عام 2019 يُعد العام الثاني على التوالي الذي يفوق فيه عدد المهاجرين عبر الطريق الشرقي إلى اليمن أعداد الذين سعوا إلى الهجرة عبر معابر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا. وفي عام 2018، قام ما يقرب من 150 ألفًا برحلة الطريق البحري من شرق إفريقيا متجهين إلى اليمن.

وتسخِّر الميليشيات الحوثية مرتزقة أفارقة تدفقوا إلى اليمن عبر الشريط الساحلي للقتال إلى جانبها؛ حيث تبدأ مسيرة هؤلاء المقاتلين بتدريبات في هذه المعسكرات الموزعة بين دير عيسى بمديرية باجل، ومديرية المراوعة تحديدًا في مزرعة خاصة، ومعسكر آخر في القاعدة البحرية شمال المدينة. وتتنوع هذه التدريبات بين هندسة الألغام والمدفعية والقنص والإنزال البحري والغوص وحفر الخنادق والأنفاق.. وغيرها من الاختصاصات العسكرية.

أوضاع معيشية صعبة


الدكتور صدام عبدالله، المستشار الإعلامي لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، أكد خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أن الجماعات الإرهابية المنتشرة في اليمن؛ وعلى رأسها الحوثيون، تتعاون مع المهاجرين الأفارقة؛ لتجنيدهم في صفوفها، مستفيدةً من أوضاعهم المعيشية القاسية وسهولة تجنيدهم وقدرتهم على الاستجابة دون حدوث مشكلات تزعج قادة التنظيمات الإرهابية؛ إذ لا يبحث هؤلاء إلا عن المال فقط، كما أن الأوضاع الصعبة بسبب الحرب في اليمن لا تختلف عن أوضاعهم في بلادهم؛ حيث من المعروف أن الدول الإفريقية لا تنعم بحياة مستقرة من الناحية الأمنية.

وأوضح عبدالله أن تنظيم القاعدة أيضًا موجود ومنتشر في اليمن، ويقوم هو الآخر بتجنيد مرتزقة أفارقة، كما أن دور جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية برعاية حزب الإصلاح اليمني لا يمكن إغفاله في التنسيق لذلك والترتيب لضم مزيد من المقاتلين الأفارقة؛ لتنفيذ أجندات دول أجنبية على رأسها إيران.

رعاية إخوانية


الكاتب والباحث في الشأن اليمني محمد الغربي عمران، قال في تعليقه لـ”كيوبوست”: “من غير المنطقي أن تكون هذه الهجرة بأعداد ضخمة من جانب المهاجرين الأفارقة عبر اليمن من أجل غرض السفر فقط أو العبور إلى المملكة العربية السعودية أو استخدام اليمن كمحطة ترانزيت دون النزول فيها؛ لأن العالم كله يدرك جيدًا ماذا يحدث هنا، الحرب دائرة وأطراف مختلفة تتصارع، ولا يمكن استسهال هذا الطريق على الإطلاق؛ ولذلك فإن هذه الآلاف التي تأتي إلى اليمن إنما تفعل ذلك بتنسيق مدبَّر من جانب جماعات إرهابية؛ مثل الحوثي والقاعدة وحزب الإصلاح المعبر عن رؤية وفكر جماعة الإخوان الإرهابية، والعناصر الإفريقية هي الأسهل على الإطلاق من حيث استغلالها للتدريب والتجنيد بأقل الإمكانيات المالية”.

أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة د.باسم رزق، قال خلال تعليقه لـ”كيوبوست”: “بعد تضييق الخناق من حيث السفر إلى أوروبا، بات اليمن بمثابة مصدر للرزق بالنسبة إلى المهاجرين الأفارقة الذين أثبتت التجربة العملية من خلالهم أن القارة السمراء هي قارة تصدير العنصر البشري للعمل كمرتزقة لصالح الجماعات الإرهابية حول العالم”.


إيران وتركيا

وأضاف رزق: “الجماعات الإرهابية الموجودة في اليمن؛ ومنها القاعدة وداعش والحوثيون، ليست بعيدة عن مناطق القرن الإفريقي؛ إذ إنها على صلة بجماعات أخرى تابعة لها في إفريقيا وتنفذ هجمات إرهابية لصالحها، ولا يجب أن ننسى دور بعض القوى الإقليمية؛ مثل إيران وتركيا، في القرن الإفريقي ومصالحها في اليمن، وهو ما يجعل التفاهم بين هذه التنظيمات المسلحة في اليمن ونظرائها أو فروعها في إفريقيا تفاهمًا منطقيًّا ومقبولًا في ظل هذه المعطيات؛ من أجل تنفيذ الأجندة التركية والإيرانية التي تلتقي في نقاط مشتركة كثيرة، ولا يمكن إغفال أيضًا الحالة الأمنية والاقتصادية السيئة للغاية في أغلب الدول الإفريقية؛ ما يجعل من عناصرها هدفًا سهلًا لهذه الجماعات الإرهابية”.