سلسلة قصصٍ مصوّرة..

رحيل ألبير أوديرزو: خمسة عقود مع "أستيريكس"

(أوديرزو مع تمثالين لأستيريكس وأوبيليكس، 1988 (ميشيل سيبون/ غيتي)

باريس

قبل قرابة ستّين عاماً، ظهرت شخصية "أستيريكس" في سلسلة قصصٍ مصوّرة تحمل العنوان نفسه، حقّقت رواجاً كبيراً في أوروبا، وبدرجة أقل في الولايات المتحدة واليابان. ورغم التحديثات والتعديلات الطفيفة التي طرأت عليها طيلة هذه الفترة، إلّا أنّها لا تزال تُحافظ على روحها الأصلية التي أُطلقت بها لأوّل مرّة في مجلة "بايلوت" بـ فرنسا عام 1959.

تميّزت السلسلة، التي نُشرت بعد سنواتٍ من ذلك باللغة بالعربية تحت عنوان "أستيريكس بطل الأبطال"، بمضمونها الذي يُخاطب كل الفئات العمرية وليس الأطفال وحدهم، ويتّخذ من شخصيات كلاسيكية فرنسية أبطالاً لمغامراتٍ متخيَّلة لا تخلو من الطرافة والرسائل الذكية.

شخصيات السلسلة الرئيسيةُ هي: أستيريكيس، وأوبيليكس، وبانوراميكس. أمّا الأحداث فتجري عام 50 قبل الميلاد في بلاد الغال؛ وهو اسم فرنسا القديم، وتحديداً في إحدى قراها التي يتصدّى أهلُها للغزو الروماني. وأمّا مبتكرا العمل فهُما الرسّامان والكاتبان الفرنسيان رينيه غوسيني (1926 - 1977) وألبير أوديرزو الذي رحل أمس الثلاثاء في منزله بإحدى ضواحي باريس، إثر أزمة قلبية.

"
تحوّلت السلسلة إلى واحدة من أشهر الكلاسيكيات في الثقافة الفرنسية
"
بعد رحيل شريكه، واصل أوديرزو (1927 - 2020)، الذي بدأ مسيرته في عددٍ من الصحف والمجلّات الفرنسية، العمل على السلسلة التي ظلّت تُحقّق نجاحاً في فرنسا وخارجها، حيثُ تحوّلت إلى واحدةٍ من أشهر الكلاسيكيات في الثقافة الفرنسية.

في أيلول/ سبتمبر 2011، تقاعد أوديرزو بعد خمسة عقودٍ قضاها في رسم قصص السلسلة التي حقّقت مبيعات بلغت 350 مليون نسخة عبر العالم، واستقطَبت اهتمام صُنّاع السينما والرسوم والمتحرّكة وألعاب الفيديو؛ حيثُ أُنجزت ثلاثة أفلامٍ سينمائية وثمانية مسلسلات رسوم متحرّكة إلى جانب عشرات الألعاب المستوحاة من شخصياتها وأحداثها، كما شُيّدت مدينةٌ ترفيهية في فرنسا باسم "بارك أستيريكس " تستوحي أجواء السلسلة.

لم تتوقّف السلسلة بعد تقاعد أوديرزو؛ إذ تولّى كتّابٌ ورسّامون آخرون إنجاز أعدادٍ جديدةٍ منها ظلّت محافظةً على روح العمل الأصلي. وفي تلك الأثناء، كان اسمُ أوديرزو يعود إلى الواجهة بين الفينة والأُخرى، خصوصاً بعد رفع ابنته سيلفي أوديرزو دعوىً قضائية في محكمة نانتير الفرنسية اتّهمت فيها المحيطين به بابتزازه واستغلال تقدُّمه في العمر للاستفادة من ثروته وأعماله الفنية.

حصل أوديرزو، الذي وُلد لأبوَين مهاجرَين من إيطاليا، على الجنسية الفرنسية عام 1934. نال وسام جوقة الشرف عام 1985، وحاز العديد من الجوائز والتكريمات؛ من بينها "جائزة فارس هولندا"، و"جائزة إيستر" في الولايات المتحدة.