أميركا تتصدر قائمة الدول الموبوءة..

ماكرون يُعدّ مع ترامب مبادرةً جديدة مهمّة لمواجهة الفيروس "كورونا"

جامعة جونز هوبكنز سجلت اكثر من 83 ألف إصابة بالفيروس في الولايات المتحدة

واشنطن

أحصت الولايات المتحدة الخميس عدد إصابات بكورونا المستجدّ أكثر من أيّ دولة أخرى في العالم، متجاوزةً الصين وإيطاليا، في وقت يواصل الفيروس التأثير بشكل خطير على الاقتصاد العالمي.


وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليل الخميس الجمعة أنّه يُعدّ مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودول أخرى "مبادرةً جديدة مهمّة" لمواجهة الفيروس.


وكتب ماكرون على تويتر إثر محادثة هاتفيّة مع نظيره الأميركي "نقاش جيّد جدّاً مع دونالد ترامب".

وأضاف "نُحضّر مع دول أخرى مبادرةً جديدة مهمّة" في مواجهة أزمة كوفيد-19.


وسجّلت جامعة جونز هوبكنز الخميس أكثر من 83 ألف إصابة بالفيروس في الولايات المتحدة. فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنّ هناك ما لا يقلّ عن 81,321 شخصاً في الولايات المتحدة كانت نتيجة اختباراتهم إيجابيّة لناحية الإصابة بكورونا.

وتزامنا مع تصاعد اعداد المصابين أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمعة خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي أنه على بلديهما، رغم خصومتهما،"الاتحاد لمكافحة" وباء كوفيد 19، وفق الإعلام الرسمي الصيني.


ويشكل هذا الإعلان بادرة تهدئة بعد أيام من تبادل الاتهامات بين واشنطن وبكين حول المسألة.


وأكد شي أيضاً وفق قناة "سي سي تي في" العامة أن "الصين مستعدة لمواصلة تبادل المعلومات والخبرات مع الولايات المتحدة بدون تحفظ".قال بدوره قال ترامب الجمعة، إنه بحث هاتفياً مستجدات فيروس كورونا "على نطاق واسع" مع نظيره الصيني شي جين بينغ.


وفي تغريدة عبر تويتر، مدح ترامب تعامل الصين مع جائحة كورونا، في تراجع لافت للمرة الأولى عن تصريحات سابقة اتهمها فيها بإخفاء بيانات كثيرة عن الفيروس الذي وصفه مرارا بـ"الصيني"، ما أثار استياء بكين.


وقال ترامب: "كان الاتصال مع الرئيس الصيني جيدا للغاية، مرت الصين بالكثير، وأصبحت على دراية كبيرة بالفيروس، نحن نعمل معا بشكل وثيق.. الكثير من الاحترام".
وأضاف "فيروس كورونا يدمر أجزاء كبيرة من كوكبنا".


واتهم ترامب مراراً الأسبوع الماضي السلطات الصينية بأنها أخرت الإعلان عن معطيات هامة متعلقة بمدى خطورة فيروس كورونا المستجد الذي كان من الممكن بحسب الرئيس الأميركي منع تفشيه.


واتهمت بكين ترامب بدورها بانه "يتهرب من مسؤولياته".
ويكرر ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو استخدام عبارة "الفيروس الصيني" ما يثير غضب بكين.


وفي وقت سابق في آذار/مارس، ألمح متحدث باسم الخارجية الصينية في تغريدة إلى أن الجيش الأميركي قد يكون المسؤول عن جلب الفيروس إلى الصين.


وتأتي المكالمة التي اتسمت بلهجة تصالحية في وقت بدأ الوباء بالتفشي بسرعة في الولايات المتحدة، التي بات عدد الإصابات فيها الأعلى في العالم (أكثر من 83 ألف إصابة).
وأعلن شي أن العلاقات بين بكين وواشنطن باتت "في لحظة حاسمة بشكل خاص"، مضيفاً أن التعاون "هو القرار الصحيح" في هذا الوقت.


وقال إن المقاطعات والمدن والشركات الصينية قد سلمت بالفعل معدات طبية للولايات المتحدة.


وقال شي "آمل أن يقوم الطرف الأميركي بتحركات ملموسة بهدف تحسين العلاقات الثنائية".

وسجلت إيطاليا الخميس 80,539 إصابة والصين 81,285 إصابة.


وتتحمّل أوروبا عبئاً كبيراً في هذه المرحلة أيضاً، إذ شُخّصت فيها أكثر من 268 ألف إصابة، و15500 وفاة أغلبها في إيطاليا (8165) وإسبانيا (4089)، بحسب حصيلة أعدّتها فرانس برس الخميس الساعة 17:00 ت غ.


وسجّلت بريطانيا 115 وفاة خلال 24 ساعة، للمرة الأولى منذ بداية الوباء. وارتفع العدد الإجمالي للوفيات في البلاد إلى 578، والإصابات إلى 11658.


من جهتها، أعلنت فرنسا الخميس وفاة 365 شخصاً بينهم فتاة تبلغ 16 عاما جرّاء فيروس كورونا في الساعات الـ24 الأخيرة، وهي أعلى حصيلة يتمّ تسجيلها في فرنسا حتّى الآن.


وقال المدير العام للصحّة جيروم سالومون إنّ الفيروس تسبّب بوفاة 1,696 مصاباً كانوا يتلقّون العلاج في المستشفيات الفرنسيّة، مؤكّداً أنّ الحصيلة لا تشمل الذين توفوا في المنازل أو دور العجزة.


وأضاف ان 29,155 شخصاً جاءت نتيجة اختباراتهم إيجابيّة لناحية الإصابة بالفيروس حتّى الآن في فرنسا، لافتاً إلى أنّ الرقم الحقيقي للإصابات أعلى، لأنّ مَن يعانون أعراض المرض هم فقط من يخضعون لفحص.


في كوبنهاغن، قال مدير الفرع الأوروبي في منظّمة الصحة العالمية هانس كلوغ الخميس "رغم أنّ الوضع لا يزال مقلقا للغاية، إلا أننا بدأنا نرى علامات مشجعة" على تباطؤ تفشي الفيروس في أوروبا.


وفي مواجهة أزمة عالميّة غير مسبوقة، أكّد قادة مجموعة دول العشرين في ختام قمة طارئة عبر الفيديو التزامهم مواجهة تداعيات وباء كورونا بجبهة موحّدة، متعهّدين ضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي.


ورغم إجراءات الحدّ من التنقّل، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ الوباء الذي بات يجبر أكثر من ثلاثة مليارات شخص حول العالم على ملازمة بيوتهم، "يهدّد البشرية جمعاء".


لا أسرّة 

وتجاوزت إسبانيا التي أصبحت ثاني أكثر البلدان تضررا في العالم من حيث عدد الوفيّات، عتبة 4000 وفاة الخميس.


وتحدّث عناصر في الأجهزة الطبية الإسبانيّة عن نقص في الأسرّة والمعدّات، وعن صعوبة في اختيار مَن يجب إنقاذه، مشيرين إلى حزن عميق لدى الممرضين وخوف ووحدة شديدين لدى المرضى وعائلاتهم.


في السياق، أعلن نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم تخصيص ملعبه الشهير "سانتياغو برنابيو" لتخزين معدّات طبّية مخصّصة لمكافحة الفيروس.


أمّا في برغامو الإيطاليّة، فبدا المشهد مروّعاً حين كانت شاحنات عسكريّة تمر حاملةً نعوش الضحايا نحو مدن أخرى بسبب عجز مدافنها ومرامدها عن تحمّل المزيد.


ونتيجة تدابير الاحتواء غير المسبوقة التي فَرضت العزل المنزليّ على أكثر من ثلث البشرية، بات العالم في حال جمود، بينما الاقتصاد ينهار.


وازدادت طلبات الإعانة جرّاء البطالة في الولايات المتحدة بنحو ألف بالمئة، وبلغت مستويات قياسيّة.


في فرنسا، يُقدّر معهد الإحصاء الوطني كلفة تدابير الاحتواء على الاقتصاد بنسبة 35 بالمئة.

وقال قادة دول العشرين في بيانهم الختامي إنّ التعامل مع الفيروس يتطلّب "استجابة دوليّة قويّة منسّقة واسعة المدى مبنيّة على الدلائل العلميّة ومبدأ التضامن الدولي. ونحن ملتزمون بشدة تشكيل جبهة موحّدة لمواجهة هذا الخطر المشترك".


وأضافوا "نقوم بضخّ أكثر من 5 ترليون دولار في الاقتصاد العالمي، وذلك في إطار السياسات المالية والتدابير الاقتصادية وخطط الضمان المستهدفة لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية للجائحة".


وتعرّضت مجموعة العشرين التي تشكل نحو ثلث سكان العالم وثلاثة أرباع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، لانتقادات جرّاء عدم تنسيق جهودها قبل القمة الطارئة التي ترأستها السعودية.


وعبرَ الفيديو أيضا، سعى قادة الاتّحاد الأوروبي في قمّة الخميس إلى تخطّي خلافاتهم للتوافق على رد موحدّ ينتشل الاقتصادات من سباتها. وقد قرّروا منح وزراء المال في منطقة اليورو 15 يوماً لإيجاد خطّة مشتركة لمواجهة التداعيات الاقتصاديّة لأزمة كورونا.


وكان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أكّد في وقت سابق أنّه سيواصل تقديم الأموال على شكل ديون من أجل الحدّ من تبعات احتواء آثار الفيروس على أكبر اقتصاد على مستوى العالم، غداة موافقة مجلس الشيوخ بالإجماع على خطة دعم "تاريخية" بقيمة ألفي مليار دولار.


وتبنّى البرلمان الألماني من جهته خطّة تدابير شاملة بقيمة 1100 مليار يورو.


سباق مع الوقت


بعد جلستين حقّقت فيهما مكاسب، انتكست بورصة طوكيو الخميس على خلفيّة الخوف من تفشّي الوباء في العاصمة اليابانيّة التي دعي سكّانها إلى تجنّب السفر في نهاية الأسبوع.


واختتمت بورصتا لندن وباريس بارتفاع، وتأثّرتا إيجاباً ببورصة وول ستريت المدعومة بتعهّد المصرف المركزي الأميركي بضخّ مساعدات جديدة.


وفي إفريقيا غير المؤهلة للتعامل مع أزمة صحّية كبرى، تتصاعد المخاوف من انتشار الفيروس بعد ظهور أولى الإصابات في مالي وليبيا.


وتُسابق المنظّمات الصحّية وغير الحكوميّة الوقت للحدّ من سرعة انتشار الوباء في الدول الفقيرة وتفادي كارثة بشريّة.


بالمقابل، يبدو أنّ انتشار الفيروس يتراجع في الصين مع إعادة فتح مقاطعة هوباي أبوابها بعد شهرين من الحجر.


وتستعدّ فرنسا، حيث توفّي أكثر من 1300 شخص، للتعامل مع مرحلة صعبة قد تطول، في وقت أعلنت رئاسة الأركان سحب جنودها من العراق حيث يشاركون في تدريبات.
وأعلنت بلديّة موسكو من جهتها إغلاق المطاعم والمتاجر غير الأساسيّة اعتباراً من السبت.


وتُطلق أفغانستان خلال الأيام المقبلة نحو 10 آلاف سجين في محاولة لإبطاء الفيروس في بلد يعاني ضعفاً بالمرافق الصحية.