الحوثيون يرفضون عرضا سعودياً لإيقاف الحرب..

تقرير: "هادي والأحمر" قادا الرياض إلى خيارات أكثر صعوبة في اليمن

هادي ونائبه حرفا مسار الحرب نحو الجنوب

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات
قال سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد آل جابر إن مليشيات الحوثي المدعومة من إيران والتي تقود بلاده تحالفا عربيا لمحاربتها، رفضت عرضا سعوديا للحوار في الرياض؛ الأمر الذي يؤكد وصول البلد المجاور لليمن إلى خيارات صعبة، دفعتها إلى البحث عن حلول لإنهاء الحرب الدموية والتي كلفت التحالف العربي كثيرا.
وجاءت تصريحات آل جابر في اعقاب قيام تنظيم الإخوان الموالي لقطر والممول من السعودية، بتسليم مدن ومعسكرات واسلحة ضخمة قدها التحالف العربي للحوثيين في جبهات الشمال اليمني.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن السفير السعودي لدى اليمن تحدث إليها عن إجراء (بلاده) محادثات يومية مع الحوثيين في اليمن، وأنها دعت ممثلين عن هذه الجماعة والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لإجراء محادثات سلام في الرياض".
 
ونقلت وول ستريت جورنالعن محمد آل جابر قوله، إن اقتراح إجراء محادثات لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات ما زال مطروحا على الرغم من تصاعد العنف قبل أيام، لكنه قال إن الحوثيين لم يستجيبوا للعرض بعد.
وأكد آل جابر أن المسؤولين السعوديين شددوا لمسؤولين حوثيين يوم الاثنين على أن الغارات الجوية على صنعاء كانت ردا على الهجمات الصاروخية البالستية التي شنوها يوم السبت، وليس هدفها تصعيد الصراع.
وأضاف آل جابر: "نحن ملتزمون بوقف التصعيد، ومستعدون لوقف إطلاق النار في جميع الأراضي اليمنية إذا قبلوا ذلك".
وقالت السلطات السعودية يوم السبت إنها اعترضت صواريخ بالستية أطلقها الحوثيون على العاصمة الرياض ومدينة جازان على الحدود مع اليمن، ورد التحالف بقيادة السعودية يوم الاثنين بضربات جوية في صنعاء، وهي الضربات الأولى من نوعها على العاصمة اليمنية منذ شهور.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن السعودية صارت حريصة بشكل متزايد على تخليص نفسها عسكريا من اليمن، حيث تدخلت في مثل هذا الشهر قبل خمس سنوات بعدما استولى الحوثيون على صنعاء وأطاحوا بالحكومة المعترف بها.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن إيلانا ديلوزيير الخبيرة في شؤون اليمن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قولها، إن الدعوات الحالية للقاء الحوثيين وجها لوجه لإجراء محادثات بعد الهجمات الاستفزازية نهاية الأسبوع، تشير إلى أن السعوديين يريدون بشدة إنهاء الحرب في اليمن.
وأضافت أنه على الرغم من المكاسب الإقليمية الأخيرة التي حققها الحوثيون، فإن السعوديين يرغبون بفتح قنوات مباشرة مع الجماعة التي لم يتمكنوا من تطويعها.
وأعلن السفير محمد آل جابر عبر الهاتف من الرياض، أن العرض السعودي لإجراء محادثات في المملكة تم بناء على طلب من مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن.
وفي حين اعترف المسؤولون السعوديون على حياء بإجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين، ذهب آل جابر أبعد من ذلك، وقال إنه منذ العام الماضي كانت هناك مكالمات هاتفية يوميا بين مسؤولي التحالف بقيادة السعودية والحوثيين.
وأضاف أن القناة الدبلوماسية افتتحت في سبتمبر الماضي بعدما أعلن الحوثيون أنهم سيوقفون الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة على الأراضي السعودية.
ألتزم الحوثيون بهدنة منذ العام الماضي، لكنهم عادوا للتوغل صوب مأرب المعقل الرئيس لحلفاء التحالف العربي "تنظيم الإخوان" الحاكم الفعلي لحكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي.
في مواجهة محدودة استطاع الحوثيون الحصول على تسليح نحو 17 لواءا عسكريا كانت السعودية قد مولت تسليحها في مأرب خلال خمس سنوات.
هذا التقدم الكبير للحوثيين, الذي بررته وزارة دفاع مأرب بالانسحاب التكتيكي، ساعدهم في الحصول على كمية كبيرة من الأسلحة، تقول مصادر عسكرية لـ(اليوم الثامن) "إن الحوثيين يستعدون للدفع بها صوب الجنوب، بالتزامن مع اجتياح يحضر له الإخوان في شقرة بأبين".
وحقق التحالف العربي بقيادة السعودية والشريك الفاعل دولة الإمارات العربية المتحدة انتصارات نوعية في الجنوب، ضد الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، إلا ان الرياض كان لها موقف أخر بغض الطرف عن مليشيات الإخوان التي اجتاحت شبوة واجزاء من أبين، لتضيفها إلى مناطق وادي حضرموت والمهرة الخاضعة لسيطرة التنظيم الموالي لقطر وتركيا.
دفعت السعودية قائدة التحالف العربي بكل ثقلها لمحاربة الحوثيين، إلا انها وجدت نفسها تغض الطرف عن حرف مسار الحرب صوب الجنوب، بعد ان دعمت تأسيس قوات يتجاوز عدد افرادها 250 ألف مقاتل.
تقول تقارير صحافية ان السعودية غيرت من استراتيجية الحرب بعد تحرير الجنوب في منتصف العام 2015م، لتدفع في العام التالي 2016م، بعلي محسن الأحمر الذي سبق له وسلم صنعاء للحوثيين.
كان مبرر الرياض ان "حليفها" سوف ينجح في تفكيك الحزام القبلي لصنعاء، لتكتشف بعد ذلك ان القوات التي كانت تقاتل في الحدود، قد سحبها الأحمر صوب عدن، والتي عرفت بألوية الحرس الرئاسي لاحقاً، حيث حاول الأحمر منحها شرعية انها قوات تتبع الرئيس هادي، لكن قادتها لهم ارتباطات بالتنظيمات المتطرفة.
حاول نائب الرئيس اليمني السيطرة على عدن عدة مرات، لكنه في كل محاولة يفشل، حتى أصبح يضع شروطا "التمكين من عدن قبل التوجه لقتال الحوثيين".
وأطلق موالون لنائب الرئيس اليمني تصريحات أكدت في مجملها على ان استعادة صنعاء يأتي في الأول من السيطرة على عدن، على اعتبار انها عاصمة مؤقتة.
خلال "يناير وفبراير ومارس"، نجح الحوثيون في السيطرة على مناطق استراتيجية واقتربوا بشكل كبير من مأرب، فيما انسحبت القوات السعودية بعد نهب قيادات إخوانية لأسلحة ثقيلة من معسكر صحن الجن وتسليمها للحوثيين.
عززت السعودية من قواتها في عدن، بسحب المزيد من قواتها التي كانت تتمركز في مأرب.
تريد السعودية وضع نهاية للحرب الدائرة منذ خمس سنوات، فالحلفاء الذين اعتمدت عليهم الرياض في محاربة الحوثيين، وضعوا التحالف العربي في خيارات أكثر صعوبة.
فاليمن الشمالي بجغرافيته السابقة أصبح خاضعا لإيران، والجنوب يسيطر حلفاء تركيا وقطر على اجزاء واسعة منه بما في ذلك المهرة التي تريد السعودية مد من خلالها انبوب نفط يصلها ببحر العرب.
تسعى السعودية وفق تصريحات سفيرها ال الجابر الى الدخول في تسوية حقيقية مع الحوثيين، تضمن بموجبه حدودها من أي اعتداءات، قبل ان تتفرغ لخوض حروب أخرى ربما في الجنوب الذي تسعى السعودية لبناء نفوذ كبير، مع ادراك القادة في الرياض ان "الحلفاء الجدد الذين يقدمون انفسهم كحلفاء لها يرتبطون بأطراف اقليمية معادية، وهو ما يدفع الرياض إلى اعادة تصويب المشهد السياسي.
الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، أصبح يشكل عبئا على السعودية، والدخول في تسوية مع الحوثيين يعني ازاحته من المشهد السياسي، وهو ما ترغب فيه الكثير من الاطراف التي ترى في الرئيس اليمني ونائبه وجوه حاضنة للتنظيمات الارهابية، وهي الورقة التي ربما ربحها الحوثيون، بتصنيف الولايات المتحدة لقيادات يمنية رفيعة كقيادات في التنظيمات الارهابية.