طاعون بنى إسرائيل ووعيد الله للمخالفين..

الأوبئة فى الكتب المقدسة

أرشيفية

وكالات
مع انتشار فيروس "كوفيد 19" السريع فى عدد كبير من دول العالم، ازدادت التساؤلات عن الأسباب التى قد يعاقب الله فيها الناس بالأمراض والأوبئة، وما إذا كانت هذه الأمراض من علامات نهاية الزمان. النصوص الدينية المقدسة عند أصحاب الديانات الإبراهيمية (السماوية) الثلاث "اليهودية – المسيحية – الإسلام" تضم العديد من المواقف والقصص التى عاقب الله فيها الناس بانتشار الوباء والمرض، ليكونوا عبرة للناس.
 
الكتاب المقدس
حذر الله الناس من عواقب العصيان وعدم الطاعة، والتي منها الأوبئة (لاويين 26: 21، 25). فنذكر مرتان قضى الله في إحداهما على 14700 شخص، وفي الأخرى 24000 شخص بسبب العصيان بأشكال مختلفة (عدد 16: 49 وأيضًا 25: 9). بعد أن أعطى الله الشريعة لموسى، أمر الشعب بطاعتها حتى لا يقاسوا من شرور كثيرة: "يَضْرِبُكَ الرَّبُّ بِالسِّلِّ وَالحُمَّى وَالبُرَدَاءِ وَالاِلتِهَابِ وَالجَفَافِ وَاللفْحِ وَالذُّبُولِ فَتَتَّبِعُكَ حَتَّى تُفْنِيَكَ" (تثنية 28: 22). هذه مجرد بعض الأمثلة لأمراض وأوبئة كثيرة جلبها الله.
 
قال الله لسليمان في أخبار الأيام الثاني 7: 13-14 "إِنْ أَغْلَقْتُ السَّمَاءَ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ وَإِنْ أَمَرْتُ الْجَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ الأَرْضَ وَإِنْ أَرْسَلْتُ وَبَأً عَلَى شَعْبِي فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ". هنا نرى الله يستخدم الكارثة لكي يجذب الناس إليه، ولكي يجعلهم يتوبوا.
 و أشار يسوع إلى أوبئة مستقبلية مرتبطة بالأيام الأخيرة (لوقا 21: 11). سيكون للشاهدين المذكورين في سفر الرؤيا 11 السلطان أن "يَضْرِبَا الأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَةٍ كُلَّمَا أَرَادَا" (رؤيا 11: 6). وسوف ينزل الملائكة السبعة سبع ضربات في سلسلة من الدينونات الأخيرة القاسية المذكورة في رؤيا 16.
 
القرآن الكريم
كلمة مرض ذكرت فى القرآن فى مناسبات عدة مثل "لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴿٥٣ الحج) إلا حالات ذكر الوباء أو الأمراض، فأن أشهر السور التى تناولت مثل تلك الأمور، هى التى تحدثت عن قصة قوم خرجوا من ديارهم مخافة الموت فرارًا من الطاعون حسب قول المفسرين، حيث يرى بعض أئمة التفسير أن القوم المذكورة هى بنى إسرائيل إذ يقول تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243).
 
كما قال تعالى: " (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) [المدثر: 31]، حيث يفسرها بعض المفسرون بأن الله هنا يقصد الفيروسات الكبيرة القاتلة، إنه جندي من جنود الله تعالى سلَّطه على البشر، فالمعاصي لا يمكن أن تمر هكذا بدون عقاب في الدنيا قبل الآخرة.