تقرير: استهجان واسع لمقترح ترامب بحقن مرضى كورونا بالمطهرات

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" مؤخراً حول حقن الجسم بمواد معقمة لمحاربة فيروس كورونا المستجد سخطاً عارماً في الأوساط العلمية مع إتهام عدد من الإخصائيين الرئيس بعدم التحلي بالمسؤولية عند قيامه بطرح هذا الإقتراح الخطير الذي يعبر عن مدى السخرية والإستهتار بحياة المصابين.

وقال الرئيس الأميركي ترامب خلال مؤتمراً صحافي عقد في البيت الأبيض لمناقشة جائحة الوباء العالمي (أرى أن المعقمات تقضي على فيروس كورونا في دقيقة واحدة، هل من طريقة للقيام بشيء مماثل مع حقنة في الجسم).

وتابع قائلاً : الفيروس كما تعرفون يدخل إلى الرئتين ويكون له أثر هائل وقد يكون مفيداً التحقق من ذلك، يجب الإستعانة بأطباء لذلك لكنه أمر يثير الإهتمام.

وأثار تصريح "ترامب" موجة سخط واستنكار في صفوف العلماء حيث قال الطبيب "فين غوبتا" خبير الصحة العامة المتخصص بالرئتين والعناية المركزية لشبكة ان بي سي الإخبارية : فكرة حقن الجسم أو شرب أي نوع من أنواع المواد المنظفة اسلوب همجي وطريقة غير مسؤولة وخطيرة وهذه طريقة يلجأ إليها كثيراً الأشخاص المختلين او الراغبين بالإنتحار.

من جهته قال المركز الفرنسي "مارساي ايمونوبول" بسخرية : إضرام النار بالجسم قد يكون حلاً بديلاً مفيداً كذلك، مشدداً بشيء من الفكاهة والدعابة أن الوسائل التي اقترحها الرئيس "ترامب" ستقتل الفيروس والمرضى في آن واحد.

من جانبه غرد "والتر شوب" المدير السابق للهيئة الفدرالية المكلفة بالأخلاقيات المهنية في عهد الرئيس الديموقراطي السابق "باراك أوباما" على صفحته بتويتر معلقاً على حديث "ترامب" قائلاً : توقفوا عن بث مؤتمراته الصحافية حول فيروس كورونا فهي عبارة عن ترهات عبثيه تعرض أرواحاً للخطر، رجاءً لا تشربوا المواد المعقمة ولا تحقنوا أنفسهكم بها.

وكان الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" قد تحدث في كلمته خلال المؤتمر الصحافي عن الأشعة فوق البنفسجية أو ضوء قوي جداً مشيراً الى ان ذلك يمكن توجيهه إلى داخل الجسم لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

وحذرت مجموعة "ريكيت بينكيسر" المنتجة للمواد المطهرة من استخدام منتجاتها في علاج مرض كورونا، وقالت المجموعة بيان عالمي اصدرته بهذا الخصوص : يجب أن نكون واضحين في أنه لا يجب تحت أي ظرف من الظروف توجيه منتجاتنا المطهرة إلى جسم الإنسان عبر الحقن أو البلع أو أي مسار آخر، مشيرة إلى أن تعليقها يأتي نتيجة للتكهنات الأخيرة باحتمالية القيام البعض باستخدام منتجاتها لإغراض تتنافى مع مهامها التي صنعت لأجلها.

بدوره اتهم البيت الأبيض وسائل الإعلام بتحريف تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة، وقالت المتحدثة "كايلي ماكيناني" إن الرئيس ترامب أعلن عدة مرات أن على الأميركيين التشاور مع أطبائهم بخصوص موضوع العلاجات لفيروس كورونا المستجد وهي نقطة شدد عليها مرة أخرى خلال التصريح الصحافي الأخير.

وأختتمت بالقول : اتركوا الأمر لوسائل الإعلام لكي تخرج بطريقة غير مسؤولة تصريحات الرئيس ترامب من سياقها وتقوم بتحريفها ونشر عناوين سلبية وغير منطقية وليس لها اي اساس من الصحة كل ذلك للتشويه والإساءة بشخص الرئيس.