أنباء عن استهداف سفينة تركية قبالة راس لانوف..

الجيش الليبي يعد بـ«مفاجآت لإنهاء مشروع إردوغان»

المشير خليفة حفتر

وكالات

تعهّد الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، بأنه «سينهي قريباً أحلام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على أسوار العاصمة الليبية طرابلس»، وتحدث عما وصفه بـ«مفاجآت كبيرة قادمة».

كما توعد اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش في مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس، في مدينة بنغازي بشرق البلاد، بـ«إنهاء مشروع إردوغان في البلاد»، بينما قالت قوات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج إنها «رصدت عمليات لإخلاء من وصفتهم بمرتزقة روس من مدينة بني وليد».

وقال المسماري إن «قوات الجيش الوطني ستنهي مشروع إردوغان في ليبيا خلال أيام»، لكنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل. وأضاف: «الحرب ما زالت قائمة، ونرفض أي حديث للبعض عن تحقيق نصر هنا أو هناك بسبب انسحاب تكتيكي لقواتنا، كل العمليات السابقة لم تنتهِ بعد، والقادم هو مسح وتدمير كل أحلام إردوغان على أسوار طرابلس».

وبعدما شدّد على أن «محاربة الاستعمار التركي واجب مقدس على كل مواطن ليبي شريف»، اتهم المسماري، رئيس حكومة الوفاق فائز السراج بـ«إهدار 250 مليار دولار من أموال الشعب الليبي».

وتحدث عن «نقاط تحول كبيرة» بالمعارك مؤخراً، وكشف النقاب عن استعادة السيادة الجوية في عدد من المناطق، بعد إسقاط أكثر من 13 طائرة تركية مسيرة خلال الأيام الماضية.

وحثّ المسماري المواطنين على أخذ الحيطة والحذر، باعتبار أن معركة الأصابعة لم تنتهِ بعد، لافتاً إلى المنطقة الممتدة منها حتى غريان والهيرة تعد منطقة عمليات للقوات الجوية بالجيش الوطني. وقال إن «قوات الجيش لم تنسحب من مناطقها، وإنما أعادت التموضع في إطار خطط عسكرية واضحة»، لافتاً إلى «اندلاع اشتباكات قوية في محور عين زارة جنوب طرابلس».

واعتقلت قوات الجيش الوطني في محاور طرابلس، مساء أول أمس، من وصفته بـ«الداعشي السوري محمد الرويضاني المكنى أبا بكر الرويضاني»، الذي قالت إنه «أحد أخطر عناصر (داعش) في سوريا، وانتقل إلى ليبيا برعاية المخابرات التركية كأمير لـ(فيلق الشام)».

وأوضح اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، في بيان له معزز بصور الرويضاني، أنه «قبض عليه وهو يقاتل مع ميليشيات السراج التي يقودها ضباط أتراك»، معتبراً أن هذا يعد دليلاً آخر على «العلاقة بين إردوغان و(تنظيم داعش) التكفيري والتنظيمات المتطرفة عامة»، على حدّ قوله.

وبعد ساعات من هذا الاعتقال، تبنى «تنظيم داعش» هجوماً نادراً، هو الأول من نوعه منذ بدء هجوم الجيش لتحرير طرابلس في 4 أبريل (نيسان) الماضي، حيث قال التنظيم، في بيان بثّته وكالة موالية له، إنه «مسؤول عن الهجوم الذي استهدف سيارة تابعة للجيش بعبوة ناسفة في مدخل مدينة تراغن جنوب غربي البلاد».

وأوضحت الوكالة أنه تم إعطاب آلية للكتيبة 628 مشاة بمدخل المدينة، لكن مصادر محلية قلّلت من الهجوم، وقالت إنه أسفر عن إصابة عدد محدود من الجنود.

في المقابل، قالت «عملية بركان الغضب»، التي تشنّها الميليشيات الموالية لحكومة السراج أمس، إنها «دمّرت آليتين مسلحتين وعدة مراصد للجيش الوطني بمحور الكازيرما». كما أعلنت رصدها نقل من سمتهم بـ«مرتزقة الفاغنر»، الذين تقول الوفاق إنهم «يقاتلون في صفوف الجيش الوطني، على مدى اليومين الماضيين عبر رحلات جوية من مدينة بني وليد». وأفادت، في بيان لها أمس، أن «طائرة شحن عسكرية من طراز (إنتينوف 32) هبطت في مطار المدينة، لاستئناف نقل المرتزقة الفارين من محاور جنوب طرابلس إلى وجهة غير معلومة»، مشيرة إلى أنه «تم رصد مساء أول من أمس، هبوط 7 طائرات شحن عسكرية للمطار لنقل المرتزقة وكميات من الذخائر والعتاد العسكري»، كما نشرت صوراً لما قالت إنها «منظومة دفاع جوي صاروخية روسية (بانتسير) في مدينة بني وليد».

ونقلت وكالة رويترز، عن سالم عليوان، رئيس بلدية بني وليد الموالي لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، أن «مقاتلين روساً متحالفين مع الجيش الوطني تراجعوا، وعتادهم الثقيل، من العاصمة إلى مطار البلدة التي تبعد نحو 150 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من طرابلس».

ونفى أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني أن يكون هناك أي أجانب يقاتلون مع قواته. وفي خطوة، وصفتها بأنها «بادرة إنسانية»، تراجعت قوات الجيش الوطني عن تمركزاتها في بعض المواقع في جنوب طرابلس خلال اليومين الماضيين، لكن قوات حكومة الوفاق عادت إلى بعض هذه المناطق.

وأثار مفتي ليبيا المقال من منصبه، الصادق الغرياني، الجدل مجدداً بعدما اقترح على حكومة الوفاق منح إردوغان الأولوية في عقود الإعمار والتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، وتعزيز التعاون الاقتصادي مع تركيا، والالتزام بالاتفاقيات المبرمة معها.

وأشاد الغرياني من مقره في تركيا، عبر تصريحات لقناة تلفزيونية يمتلكها هناك، بما وصفه بـ«انتصارات قوات الوفاق» ووصف قوات الجيش الوطني بـ«العدو».

إلى ذلك، نفت السفارة الأميركية لدى ليبيا تقارير تلفزيونية عن وصول وفد أميركي على متن طائرة خاصة هبطت في مطار بنينا بمدينة بنغازي، للقاء المشير حفتر، وقالت السفارة في تعليق مقتضب: «لا يوجد وفد أميركي متوجه إلى بنغازي، هذه الشائعة غير صحيحة».

بموازاة ذلك، قال «تقرير سري» لخبراء في الأمم المتحدة إنه تم إجهاض مهمة سرية كانت تقوم بها قوات غربية خاصة في ليبيا، تضم 20 شخصاً على الأقل من أستراليا وفرنسا ومالطا وجنوب أفريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة لدعم المشير حفتر، عن طريق إيقاف سفن الإمداد التركية وهي في طريقها إلى العاصمة طرابلس، واعتراض إمدادات الأسلحة وهي في طريقها لقوات الوفاق.

ووفقاً للتقرير الذي قالت وكالة الأنباء الألمانية إنها اطلعت عليه: «شملت المهمة السرية المزعومة التي تم إيقافها لأسباب غير معروفة بعد أيام قليلة فقط، تهريب 6 طائرات مروحية عسكرية من جنوب أفريقيا إلى ليبيا وقاربين عسكريين من مالطا في صيف العام الماضي».

من جانب آخر، أعلن 11 من أعضاء مجلس النواب الليبي الموجود بشرق البلاد، في بيان مشترك، عن دعمهم لمبادرة رئيسه عقيلة صالح للتوصل إلى حلّ سياسي للأزمة في البلاد. واعتبر البيان أن المبادرة «تحمل حزمة من الحلول الجذرية لهذه الأزمة الليبية، وطالب الجميع بقبولها «دون التفاف أو محاولات تفريغها من فلسفتها بالانتقائية التي أفسدت كل التسويات السياسية في ليبيا».