كورونا يهدد أمريكا اللاتينية..

كيف أبادت الأوبئة الشعوب الأصلية قديما؟

الشعوب الأصلية فى أمريكا الجنوبية

وكالات

يواجه السكان الأصليون فى أمريكا اللاتينية خطر الهلاك نتيجة تفشى وباء كوفيد-19 بسبب ضعف أجهزة المناعة لديهم وإهمال الدولة هذه المجتمعات منذ قرون، وتم تسليط الضوء على التهديد الذى تواجهه مجتمعات السكان الأصليين بعد وفاة الزعيم البرازيلى باولينيو باياكان، وهو مدافع بارز عن غابات الأمازون المطيرة التى تضم 420 مجتمعا أصليا.

وكانت وفاة باياكان فى مستشفى فى شمال البرازيل واحدة من أكثر من 300 حالة حصلت فى 100 من مجتمعات السكان الأصليين فى البلاد وفقا لرابطة السكان الأصليين فى البرازيل (أبيب)، ويعادل هذا العدد خمس مرات عدد الوفيات فى العام 2019 بكامله.

ومأساة شعوب أمريكا اللاتينية مع تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" ليست الأولى التى تواجه الشعوب الأصلية فى العالم، فقد تسبب الأوبئة قديما فى إبادة وإنقراض عدة  من بينها:

شعب الخودينتس


شعب الخودينتس أو الخودينس، كان أحد القبائل الثلاثة عشرة لشعب اليوكاغير فى شمال سيبيريا، كان أفراد هذا الشعب منخرطين فى الصيد وصيد الأسماك بالمقام الأول، وكان هنالك ما يقرُب من 620 من أبناء شعب الخودينتس فى القرن السابع عشر، حيث تقلصت أعدادهم إلى حدٍ كبير بفعل الصراعات القبلية والأوبئة الصحية، حيث لقيت أعدادٌ كبيرة من هذا الشعب مصرعها فى وباء الجدرى فى عامى 1692 و1693، وإندمج من تبقى منهم فى نهاية المطاف مع السكان من العرق الروسى وشعب اليوكاغير.

الهنود الحمر


من السنوات الأولى من الاستعمار, غزاة مثل فاسكو نونيز دى بالبوا قاموا بجرائم الإبادة الجماعية ضد السكان الأصليين، فى 1700 المليشيا البريطانية مثل وليام ترينت أعطى بطانييات معرضة للجدرى للمبعوثين الامريكيين كهدايا لنقل الجدرى إلى الهنود، فى واحدة من أشهر الحالات الموثقة فى الحرب الجرثومية. فى حين أنه من غير المؤكد مدى نجاح مثل هذه المحاولات ضد السكان المستهدفين،  وقد لاحظ المؤرخون أن "التاريخ يسجل حالات عديدة من الامثلة الفرنسية، الإسبانية، الإنجليزية، وفى وقت لاحق الأمريكية والتى استخدمت الجدرى كوسيلة للقتل. كان الجدرى يخشى منه الهنود أكثر من الرصاص: حيث انه يمكن إبادتهم وأخضاعهم بسهولة وسرعة بالموت عن طريق الفيروس أكثر من أسلحة الرجل الأبيض".

الاستعمار اليابانى لهوكايدو


أينو من الشعوب الأصلية فى اليابان (هوكايدو)، فى 2009، صحيفة اليابان اليوم ذكرت "العديد من آينو أجبروا على العمل كعبيد، مما أدى إلى تفكك الأسر وإدخال الجدري, الحصبة, الكوليرا و السل فى مجتمعاتهم، فى عام 1869، بعد معركة هاكوداته خلال حرب بوشين، حكومة ميجى الجديدة سمت جمهورية إيزو هوكايدو والتى حدودها تم تشكيلها من قبل أعضاء سابقين من توكوغاوا شوغن، وجنبا إلى جنب مع الأراضى حيث عاش الآينو، تم دمجهم فى اليابان.لقد حظرت لغة الآينو وأخذت أراضيهم بعيدا، وحظرت الاينو من الانخراط فى صيد سمك السلمون وصيد الغزلان." روى توماس كتب: "سوء معاملة السكان الأصليين هو مشترك بين جميع القوى الاستعمارية، وفى أسوأ حالاته، يؤدى إلى الإبادة الجماعية. أن اليابانيين قد رفضوا قبول الاينو رسميا كأقلية منفصلة الأقليات ." فى عام 2004، مجتمع الاينو الصغير الذين يعيشون فى روسيا كتب رسالة إلى فلاديمير بوتين، وحثه على تعريف السلوك اليابانى ضد شعب الآينو كإبادة جماعية والذى رفض بوتين ان يفعله.

شعوب أستراليا الأصلية


دمر الجدرى السكان الأصليين فى أستراليا، ما أدى إلى مقتل حوالى 50% منهم فى السنوات الأولى من الاستعمار البريطانى، كما قتل العديد من النيوزيلنديين الماوريين، وفى الفترة ما بين (1848-1849) تشير التقديرات إلى وفاة حوالى 40 ألف من أصل 150 ألف من سكان هاواى بسبب الحصبة والسعال الديكى والإنفلونزا، وفى عام 1875 قتلت الحصبة أكثر من 40 ألف فيجى، أى ما يقرب من ثلث السكان، ودمر المرض سكان أندامانيس.