عبدالعزيز جباري ينفذ من مأرب الأجندة القطرية ضد التحالف العربي..

تقرير: قيادات "الشرعية" تهاجم الإمارات وفروع الإخوان تهاجم السعودية

تيار الدوحة يتحرك لعرقلة اتفاق الرياض حول اقتسام السلطة

الرياض

أكدت مصادر محلية يمنية في محافظة مأرب لصحيفة العرب الدولية وصول نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري إلى المحافظة بعد أيام قليلة من انتقاده الجهود التي يبذلها التحالف العربي لتنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل حكومة جديدة بناء على اتفاق “تقاسم السلطة”.

وقالت المصادر إن زيارة جباري لمأرب تأتي في سياق تحرك تيار الدوحة بشكل أوسع لتخريب التفاهمات الأخيرة التي جاءت في إطار تنفيذ اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي.

ووفقا للمصادر فقد غادر جباري العاصمة السعودية الرياض بعد أيام من وصوله إليها على متن طائرة خاصة أقلته من القاهرة برفقة عدد من أعضاء هيئة رئاسة البرلمان ومستشاري الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

ولفتت المصادر إلى أن موقف جباري ليس الأول من نوعه حيث سبقته تصريحات نارية انتقد خلالها التحالف العربي، كما سبق له أن غادر العاصمة السعودية في أعقاب أحداث أغسطس الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية المؤقتة ليلتحق بوزير الداخلية أحمد الميسري ووزير النقل المستقيل صالح الجبواني في العاصمة العمانية مسقط.

ووفقا لمصادر تأتي مواقف نائب رئيس مجلس النواب اليمني المناهضة لاتفاق الرياض في إطار حراك نشط يقوده عدد من رجالات الدوحة في الحكومة اليمنية المؤقتة مثل أحمد الميسري الذي يتنقل بين مدينتي صلالة العمانية والمهرة اليمنية، وصالح الجبواني الذي عاد من زيارة سرية للدوحة وشرع في إنشاء معسكر في مدينة عتق بتمويل قطري.

ورجحت مصادر سياسية أن تشهد الفترة المقبلة بعد تنفيذ اتفاق الرياض موجة جديدة من النزوح السياسي من “الشرعية” نحو عواصم معادية لدول التحالف العربي مثل إسطنبول والدوحة وعواصم أخرى حيث يحتشد السياسيون والإعلاميون الموالون لقطر وتنظيم الإخوان بهدف تشكيل تكتل سياسي جديد مناهض للشرعية والتحالف العربي.

وتوقعت المصادر أن ينشط نائب رئيس البرلمان عبدالعزيز جباري خلال الفترة القادمة لخدمة الأجندة القطرية من محافظة مأرب، بالتوازي مع الدور الذي يلعبه أحمد الميسري من محافظة المهرة وصالح الجبواني من شبوة وحمود سعيد المخلافي من محافظة تعز.

ويتمحور نشاط التيار القطري التركي في اليمن حول بيئة معادية للتحالف العربي في تلك المحافظات من خلال تسيير المظاهرات المناهضة للتحالف العربي والمشككة بدوره، ونقل عدوى هذا التوجه إلى مكونات السلطة الشرعية في تلك المحافظات ووسائل الإعلام المحلية، بالتوازي مع نشاط عسكري مشبوه يتمثل في فتح المعسكرات وتخريج ميليشيات على عقيدة عسكرية معادية لدول التحالف وموالية لقطر وتركيا، ومن ثم السعي لدمج تلك القوات في إطار مؤسسات الجيش والأمن عبر عملية إحلال واسعة تستهدف تغيير تركيبة الجيش الوطني اليمني بشكل كلي وممنهج.

وأشارت مصادر سياسية يمنية إلى أن النشاط الذي يقوده تيار قطر في محافظات تعز وشبوة ومأرب والمهرة يحظى بغطاء سياسي من بعض القيادات النافذة في الشرعية والمنتمية إلى جماعة الإخوان والتي تعلن دعمها للتحالف وتسعى في الوقت ذاته لتمكين الأجندة القطرية التركية من مفاصل الدولة ومؤسسات السلطة المحلية والجيش والأمن.

ويتبنى بعض قادة الشرعية الداعمة لتيار قطر تركيا وفقا للمصادر خطابا معاديا للإمارات في الوقت الذي تترك فيه مهمة مهاجمة الدور السعودي لفروع التنظيم في إسطنبول والدوحة، فيما يشارك في هذه الحملات المنظمة بعض المسؤولين الذين يتبوأون مناصب رسمية ويقيمون في تلك المدن من دون اتخاذ أي إجراء حقيقي لنزع الصفة “الشرعية” عنهم كما هو الحال مع عضو مجلس الشورى علي البجيري الذي يدعو إلى تدخل تركي إيراني في اليمن، وعصام شريم عضو مجلس الشورى الذي أعلن لقاءه في مسقط بأعضاء الوفد الحوثي التفاوضي، ومختار الرحبي مستشار وزارة الإعلام الذي يدير قناة “المهرية” القطرية المعادية للتحالف من إسطنبول، واللواء أحمد قحطان عضو مجلس الشورى الذي يقود الحراك المعادي للسعودية في محافظة المهرة، إضافة إلى العشرات من المستشارين ووكلاء الوزارات الذين باتوا يعلنون صراحة اصطفافهم مع محور تركيا قطر إيران في مواجهة التحالف العربي.

ويرى مراقبون يمنيون أن تصاعد نشاط التيار القطري التركي في اليمن في الأيام الأخيرة جاء ردا على نجاح الجهود السعودية في حلحلة الأزمة المتفاقمة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة المؤقتة وتوصل القوى والمكونات السياسية إلى حالة توافق حول إجراءات المرحلة الأولى من تطبيق اتفاق الرياض المتعلقة بالشق السياسي والتي تتضمن تكليف رئيس وزراء وتعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة المؤقتة عدن.

وسبق أن كشفت مصادر عن توافق واسع حول تكليف رئيس الوزراء الحالي معين عبدالملك بتشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا بالمناصفة بين شمال اليمن وجنوبه، وفقا لمخرجات اتفاق الرياض، وتعيين نائبين جديدين للرئيس هادي أحدهما من الشمال والآخر من الجنوب، بدلا عن نائب الرئيس الحالي علي محسن الأحمر الذي أكدت المصادر وجود توافق واسع بين مختلف القوى والمكونات اليمنية على إقالته وتعيينه في منصب شرفي.