الخطر الأكبر لتركيا هو الأيديولوجيا..

خبيرة: تركيا في اليمن.. إذكاء التوتر والتسبب في مزيد من المشاكل

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد أل ثاني

واشنطن
قالت الخبيرة والباحثة الأمريكية، إيرينا تسوكرمان، إن تركيا تستطيع على المدى الطويل، إذكاء التوتر في اليمن والتسبب في مزيد من المشاكل.

وأضافت في تصريح خاص لموقع "نيور يمن" اليمني، أن "الخطر الأكبر لتركيا هو الأيديولوجيا، فحتى عندما تفشل في تحقيق أهدافها عسكرياً، فإنها تنجح في تجنيد الأتباع من خلال مهام على شكل توعية تعليمية وإنسانية والتطرف في المساجد".

وأشارت إلى أنه "في الوقت الحالي، يقتصر تدخلها تركيا في اليمن على بعض معسكرات التجنيد، غير أن هناك بالفعل أدلة على تجنيد مئات من أعضاء حزب الإصلاح للقتال مرتزقة في ليبيا، ما يشير إلى نجاح تركيا في عولمة الصراعات بشكل متزايد. علاوة على ذلك، فإنها تدرب مقاتلي الإصلاح لتعبئتهم ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وغيرهم من القوات اليمنية، وليس ضد الحوثيين".

ولفتت الخبيرة الأمريكية إلى أن "تركيا معدمة، لكن قطر مستعدة لتمويل كل هذه العمليات، ولا يوجد يمنع الاعتقاد أنها لن تستثمر في خلق المزيد من المشاكل للتحالف العربي وأي يمني أو أي قوات يمنية مناهضة للحوثيين أو تتماشى بشكل صريح مع أهداف التحالف".

 قطر وإيران
وتابعت "في الواقع، رأينا حتى الآن أدلة حديثة من تقرير أمني ألماني على أن قطر تمول حزب الله، الذي يدرب الحوثيين" في اليمن مثلاً.

وأردفت المحللة الأمريكية "لإيران علاقة عمل مع تركيا. وعملت أنقرة مع طهران في العديد من القضايا المشتركة منذ سنوات عدة، ضد الأكراد، متحايلة على العقوبات الأمريكية  عبر أجندات ومشاريع مختلفة، بما في ذلك التعامل بالذهب، حتى أنها وقعت اتفاقية للتواصل الديني الذي يظهر نجاح تركيا في الجمع بين ائتلاف شيعي والإخوان، والمستعدين للعمل معاً ضد الغرب".

وقالت: "مهمة قطر تمويل كل هذه العمليات. فالحوثيون وكيل إيراني، لكنهم مثل حزب الله والمنظمات الإرهابية الرئيسة الأخرى المدعومة من إيران، على استعداد للعمل والتنسيق مع الفصائل المفيدة ضد الغرب وأي شخص آخر يقف في طريق سعيهم إلى السلطة".

وتابعت "لذلك، ورغم أن لهذه الجماعات مصالح واضحة إلى حد ما في اليمن، لكن في مرحلة ما قد تكون المصالح التركية، والقطرية، والإيرانية في منافسة بعضها مع بعض. لكن في الوقت الحالي، فإن هدفها الرئيس هو إخراج التحالف العربي من اليمن، وزيادة تطرف السكان وتوطيد القوة المشتركة ونفوذها".

وأوضحت تسوكرمان"ارتباط العمليات والمعارك في الحجرية في محافظة تعز بشكل مباشر بالصراع التركي القطري، ضد السعودية".

تعز
ونوهت إلى أن "تركيا وقطر جزء من اللجنة الرباعية الإسلامية التي تهدف إلى إلغاء اللجنة الرباعية لمكافحة الإرهاب التي تقودها الرياض. وبالطبع، تحدي النفوذ السعودي والاستثمار في المنطقة من خلال الاستثمار السياسي والأيديولوجي والديني والعسكري والوسائل الإنسانية والاقتصادية".

وأوضحت "وهذا هو بالضبط ما يفعله المحور التركي القطري في تعز، أين تعملان على تدريب المقاتلين الذين يمكن أن يمثلوا تحدياً عسكرياً، وتكوين علاقة استخباراتية سرية، ونشر التطرف الإيديولوجي، وبشكل عام تقديم أنفسهم قادة في المنطقة وقوة عظمى تخلق خلافة".

ورأتالخبيرة، أن "تعز هي نقطة البداية وكذلك العمليات هناك. ففي حالة نجاحها، ستنفذ مشاريع مماثلة في مكان آخر، وإذا انتصرت، ستحصل تركيا وقطر على الزخم النفسي الذي قد يلهمها لمتابعة تنفيذها بين السكان المحبطين في المناطق المجاورة الأخرى الذين يرغبون في الوقوف إلى جانب الحصان الأقوى الذي يبدو أن لديه المزيد من الجرأة للقتال والمزيد من الاستثمار في السعي العدواني نحو النصر".

أيديولوجيا قطر وتركيا
وعن حزب الإصلاح قال إن "الإصلاح دائماً وأبدا أقرب من الناحية الأيديولوجية إلى تركيا وقطر. السبب الوحيد الذي جعلهم يجلسون إلى الطاولة مع السعودية أن أعدادهم كانت كافية لتوفير حصن ضروري ضد الحوثيين".

ولكن بعد التطورات الميدانية "لم يعد الإصلاح يشعر بالتهديد من الحوثيين، بل أصبح ينظر لهم بشكل متزايد على أنهم شريك محتمل، بسبب المصلحة المشتركة، وكذلك يعامل المجتمع الدولي بشكل متزايد الحوثيين على أنهم منتصرين وسلطة شرعية في اليمن، في حين أن الحكومة الرسمية غير حاضرة، لذلك فمن المنطقي عند الإصلاح على الأقل أن يغطوا رهاناتهم وأن يكون لديهم جسر مع الذين يرجح أن يسودوا من وجهة نظرهم، وهذه أيضا فرصة لهم لتدمير التحالف ولفرض نفوذهم وأفكارهم على السكان".

وأضافت أن "حزب الإصلاح يتطلع إلى توسيع سيطرته وممارسته، لإقصاء هادي وحكومته، ولإضعاف الجميع بالتحريض على الصراع بين اليمنيين الآخرين، وفي النهاية التوصل إلى بعض ترتيبات الحكم والتنسيق على تقسيم الأراضي مع الحوثيين.

وختمت الخبيرة الأمريكية تسوكرمان حديثها مع "نيوزيمن"، بالقول: "يجب التقليل من تأثير الإخوان إلى الحد الذي يمكن فيه إما السيطرة عليهم واستخدامهم وفقاً للخطة، أو أن يصبحوا غير ضروريين تماماً. لا يجب السماح لهم بتقسيم التحالف العربي، أو أي قوة يمنية مناهضة للحوثيين، بأي شكل من الأشكال".