اليوم الثامن تبحث في مستقبل الفرقاء اليمنيين..

تحليل: ما مستقبل شرعية هادي والإخوان وحظوظ الجنوب والحوثيين

هادي واللعب على كعكة الأحزاب والنفوذ - ارشيف

صدام الردفاني

في ظل المتغيرات التي تجري على الساحة اليمنية من شد وجذب بين الفرقاء المحليين ودخول القوى الإقليمية في خط الصراع المحتدم منذ خمس سنوات بعد إعلان عاصفة الحزم . يبدوا أن الفرقاء اليمنيين المحليين قد تقاسموا النفوذ على الأرض فكل فريق استطاع أن يأخذ جزاء من الجغرافيا ينفذ اجندتة فيها ويلعب فيها وفق مبدأ من يمسك الأرض يبقى فيها ..
ومن هذا المنطلق مارس كل فريق لعبته ورمى باوراقه لكي يحط لنفسة مكانة لاي تسوية سياسية قد تترتب وتنهي الحرب الدائرة هناك

الحركة الحوثية ومستقبلها السياسي


في ظل المنعطفات التي تجري في الأزمة اليمنية ظل الحوثيين متمسكين بخيار القوه لفرض إرادتهم وتثبيت مستقبلهم في الجزاء الشمالي من الوطن فنجحوا في إبقاء مناطق الشمال تحت قبضتهم الحديدية حتى الآن ، بل إنهم استطاعوا أن ينتزعوا اجزاء من محافظة مأرب ومدينة ردمان بالبيضاء ومواقع استراتيجية في جبهة نهم شرق صنعاء من جماعة الإخوان بعد سيطرتهم على مدينة الحزم مركز محافظة الجوف التي ظلت لخمس سنوات تحت سيطره الإخوان
لكنهم في المقابل خسروا الجنوب وخاصة العاصمة عدن بعد ستة أشهر من انطلاق عاصفة الحزم واستطاعت القوات الجنوبية من تحرير كامل المحافظات الجنوبية من قبضة الحوثيين وابعادهم من مناطق التماس كما هوا حاصل في جبهات الضالع التي نجحت فيها القوات الجنوبية من التوغل داخل العمق الشمالي وتحييدهم من الحدود الجنوبية للمحافظة _ الأمر لم يقتصر على محافظة الضالع فحسب _ فالقوات الجنوبية استطاعة دحر الحوثيين من الساحل الغربي ومن باب المندب ، ووصلت إلى وسط مدينة الحديدة الساحلية ولم يتبقى بينها وبين ميناءها عده كيلو
غير أن تداخل المشاريع الدولية افضت للضغط على التحالف العربي والقوات الجنوبية لوقف التقدم والسيطرة على ميناءها الاستراتيجي

دبلوماسيا نجحت الحركة الحوثية من كسر الجمود الدبلوماسي المفروض عليها ودخلت في حوار شاق مع وفد الحكومة برعاية اممية ومباركتها
فاتفاق ستوكهولم الذي جرى بين الحوثيين والحكومة اليمنية نهاية عام 2018 م. مازال معلق ولم يتم تنفيذ أي بند من بنود الاتفاق حتى الآن ، وهذا ما يفسره المحليين بأنه جاء لانقاذ الحوثيين بعد تطويق الخناق عليهم من قبل القوات المشتركة والجنوبية لانتزاع منهم محافظة الحديده وميناءها الذي مازال نافذتهم ومتنفسهم للعالم الخارجي

وفي خضم ذالك نشرت عدة تسريبات عن وجود حوار من تحت الطاولة يجري بين المملكة العربية السعودية ، والحوثيين برعاية دوله خليجيه من أجل التوصل إلى تسوية وفتح ثغره للحوار بعد تعليق الحوار بين الحكومة والحوثيين ، وهذا ما اعترفت به الحركة لكن تلك الثغرات ما لبثت حتى سدت وعاد التصعيد من جديد وبتيره عالية حيث شن الحوثيين عدة هجمات صاروخية وبالطائرات المسيره على أهداف استراتيجية سعوديه وهذا ما يفسر بأن الكلام عن وجود مفاوضات بين الطرفين مجرد تسجيل حضور اعلامي لإحياء اتفاق ستوكهولم الميت اصلا

حظوظ الإخوان في البقاء


في المقابل يخوض الإخوان في اليمن مخاضا عسيرا لإبقاء نفوذهم وتمركزهم كأحد الأحزاب السياسية القوية والمنتشره على مستوى اليمن شمالة وجنوبة
لكن تلك المحاولات بات بالفشل والخذلان فحزب الإصلاح المنضوي تحت الشرعية اليمنية أصبح مشتت في عواصم الارتزاق يبحث عن هوية له لكي يستقيم عليها
فالاصلاحين باتوا منبوذين داخليا من عامة الشعب فليس لديهم اوراق يلعبون بها أو جغرافيا يسيطرون عليها غير ” تعز - مأرب “ المدينتان، الذي بات الحوثي مطوق عليهن من كل اتجاه كمتحكم لاقراع طبول الحرب فيهن بين الحين والآخر
فعامل الخساره تعزز " اكثر "خاصة عندما ركز الإصلاح جل تركيزه على أعادة تحرير المحرر ،وفتح بذلك عداوه مع الجنوبيين الذين يتحكمون بمقص الجبهات مع الحوثي ،وصاحبي الانتصارات ”الوحيدين “الذي بات التحالف والقوى السياسية اليمنية الأخرى تدرك ذلك وتتقرب إليهم كونهم الاكثر مصداقية في خوض الحروب التي توجت بتاج النصر
في المقابل عدم وجود حاضنة إقليمية للإخوان خاصة مع الأحداث الاخيره والتي اظهرتهم في حلتهم الصافية بأنهم وراء مشاريع إقليمية تحاول النيل من استقرار الدول العربية وزرع الخراب فيها عبر ازرعها في المنطقة وبالتعاون مع إيران التي باتت على وئام تام ومكشوف مع تركيا ام ” الطفيليات “

الانتقالي الاكثر حظا


بين الحوثيين وبين الحكومة الشرعية التي يسيطر عليها الإخوان برز المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف ثابت في المعادلة اليمنية فالجنوب بمقاومتة وشعبة وقف في صف التحالف العربي منذ الطلقة الأولى للحرب فاصبح شريك صادق وفاعل ،واستطاع تكوين قوه مسلحة تحفض مصالح الجنوبيين ومكتسبات التحالف وبذالك شارك في جبهات القتال وكان صاحب النصر دوما
فاتفاق الرياض الذي وقع بين وفد الانتقالي والشرعية اليمنية في الرياض أصبح عامل ربح للانتقالي دبلوماسيا ،حيث أعاد له فتح نوافذ خارجيا مع دول الرباعية ودول الإقليم وبات الانتقالي ممثل الجنوب الفعلي داخليا وخارجيا وهذا ما غض مضاجع القوى النفوذ اليمني من حوثيين واصلاحيين الذين تحالفوا للنيل من الجنوب ومقاومته

المؤتمر حقنة تحت الجلد


استطاع حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صالح ان يحافظ على نفسة ك أحد الفرقاء اليمنيين المهمين لاي تسوية سياسية قادمة فالمؤتمر له نفوذه على الساحة اليمنية فهوا لدية اذرع في الشرعية تتعامل مع الرئيس هادي سياسيا ، ولها وفاق تام مع شرعية هادي لكن في المقابل توجد قوات على الأرض تنتشر في الساحل الغربي بقيادة طارق عفاش ابن عم الرئيس صالح الذي قتل في ال 4 من ديسمبر 2017م. على يد الحوثيين بعد خلاف على النفوذ أفضى في النهاية لمقتله
فالقوات التي تتبع طارق عفاش تنضوي كقوة محسوبة على المؤتمر الشعبي لكنها في المقابل لا تعترف بشرعية الرئيس هادي وما زالت تتلقى بناءها وتدريبها بدعم قوات التحالف العربي الذي يشرف على مسار العمليات العسكرية في اليمن بشكل عام
فالمؤتمر لدية عامل ربح من خلال امتطاءة قلاده الشرعية وكقوة ردع لمجابهة الإخوان في الشمال الذي يتقاسم نفوذه الحوثيين والإصلاحيين فوجود المؤتمر في الشمال عامل مطمئن للتحالف العربي الذي يخشى من تأثير الإخوان على المدى المنظور ،


في خضم ذالك يبدوا بأن مسار الحرب في اليمن قد صار نحو منعطف متعرج ومنحدر ضبابي قد تبدو فيه الأمور في ميزان ، وقف الحرب وتسوية سياسية برعاية إقليمية وهذا ما تحتاجة السعودية بعد خمسة أعوام من الحرب أوصلت المملكة نحو طريق مسدود بعد انغلاق الافق الميداني في سير المعارك خاصة بعد اعتماد النظام السعودي على قيادات ظلت تبيع الوهم للاسره الحاكمة بمساعدة سفيرها "ال جابر " المسؤول الأول عن ملف اليمن .
وما حملة العزل لقيادات في القوات المشتركة التي جرت خلال الأيام الماضية غير بعيده عن حالة الطقس الدافئ الذي شاب جبهات القتال والملف اليمني برمته من اخفاقات وفشل ذريع تتحمله المملكة حين اركنت كل ثقلها على حكومة منقسمة لمشاريع إقليمية تعمل على إفشال دور الشرعية في اليمن خدمة للمشروع القطري وتعطيل اي توافق جنوبي مع التحالف لإفساح المجال للفوضة الخلاقة التي بدات طبولها تُقرع من باب شبوه عبر مسؤولي الحكومة الشرعية
وبين الحكومة الشرعية بقيادة هادي وحزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح يبقى الانتقالي ممثل الجنوب الشرعي مع المكونات الجنوبية الأخرى مقابل الشمال وهذا الثقل يبدوا بأنه يسير نحو منعطف متعرج ومنحدر يطمح فيه الانتقالي لإعادة الاعتبار لهوية الجنوب وتاريخه وارثة كدولة مستقلة بحجمها الطبيعي الاصيل وشوكه ميزان يرجح كفة آمال المواطن الجنوبي لحلمه المنشود الذي ظل مغيب ومَغتصب من قوى ونفوذ الشمال عبر تمرير شخوص وشخصيات سياسية محسوبة على الجنوب دابت على تجهيل وطمس كل ما يتعلق بالجنوب كدولة مستقلة ذات سيادة .

--------------------------------

المصدر| الكاتب