برعاية أممية..

"الصليب الأحمر" يتولّى الجانب اللوجستي في عملية تبادل الأسرى

الأطراف المتحاربة ستتبادل نحو 1081 أسيرا خلال يومين

صنعاء

بدأ الخميس، تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، بوصول دفعة أولى من الأسرى الحوثيين إلى مطار سيئون (شرق) في أكبر عملية تبادل أسرى منذ انطلاقها.
وقال مصدر حكومي، طالبا عدم نشر اسمه، إن "230 من الأسرى الحوثيين، وهم دفعة أولى، وصلوا إلى مطار سيئون بمحافظة حضرموت الخميس".
كما أعلن مسؤول رفيع المستوى في صفوف المتمردين الحوثيين في اليمن الخميس إن الأطراف المتحاربة ستتبادل نحو 1081 سجينا الخميس والجمعة، بموجب اتفاق أبرم في سويسرا الشهر الماضي.
وكتب عبد القادر المرتضى رئيس لجنة شؤون الاسرى التابعة للحوثيين في تغريدة على تويتر "سيتم تنفيذ الصفقة بعون الله في موعدها المحدد اليوم وغدا (الخميس والجمعة) كما كان مرسوماً لها"، مضيفا "تم استكمال كل الإجراءات من جميع الأطراف".

من جهتها أكّدت قناة "المسيرة" المتحدثة باسم الحوثيين أن المجموعة الأولى من سجناء المتمردين ستصل الخميس إلى مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين.
ووافق الجانبان في محادثات السويد في كانون الاول/ديسمبر العام 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق.
لكن عملية التبادل المقررة أن تنفذ الخميس والجمعة هي الأكبر منذ بداية النزاع الدامي على السلطة في منتصف 2014 وتدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في 2015 دعما للحكومة.
وأشاد مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث بالاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في المحادثات في سويسرا، واصفا إياه بأنه "إنجاز مهم للغاية".
وقالت متحدّثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتولّى الجانب اللوجستي في عملية التبادل، إن فرقها متواجدة في عدد من المطارات المشاركة في عملية النقل.
وأضافت "الاستعدادات جارية، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها نأمل أن تتم عملية الافراج في الساعات القليلة المقبلة".

وكان عضو في الوفد الحكومي قال مشترطا عدم الكشف عن هويته إنه سيتم تبادل "681 أسيرا من الحوثيين و400 من الحكومة".
وذكر أنّ من بين المفرج عنهم "15 سعوديا وأربعة سودانيين" هم أسرى لدى الحوثيين، مضيفا أنّه تقرّر "تأجيل الافراج" عن شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء الإفراج عن أميركيين كانا محتجزين في اليمن لدى المتمردين الحوثيين الذين استعادوا في المقابل أكثر من 200 من أنصارهم كانوا عالقين في سلطنة عمان في ما بدا أنّه صفقة تبادل.

وتاتي عملية التبادل في ظل تاجج الصراع بين القوات اليمنية والمتمردين في عدد من المحافظات حيث أعلن الجيش اليمني، الأربعاء، مقتل قياديين حوثيين اثنين بارزين، في مواجهات مع القوات الحكومية بمحافظة الحديدة غربي اليمن، فيما لم يصدر تعقيب رسمي من جماعة الحوثي.

وقال متحدث باسم القوات المشتركة في الساحل اليمني الغربي العقيد وضاح الدبيش، إن "قائد اللواء العاشر (قوات خاصة للحوثيين) اللواء أحمد جابر المطري، قتل في هجوم شنته مليشيا الحوثي على مواقع القوات المشتركة في محافظة الحديدة، أمس الثلاثاء".
وأشار، إلى إن "المطري ضابط رفيع في فريق ارتباط مليشيا الحوثي مع لجنة إعادة الانتشار الأممية في الحديدة، ويعد من القيادات البارزة لدى جماعة الحوثي".
وفي سياق متصل قال المركز الإعلامي لألوية العمالقة (تابعة للجيش اليمني) في بيان تقلت الأناضول نسجة منه، إن "القيادي الميداني لدى جماعة الحوثيين اللواء أبو البتول الأقهومي لقي مصرعه في هجوم شنته عناصرها على مواقع للجيش جنوبي الحديدة"، دون تحديد تاريخ الهجوم أو تفاصيل عنه.
وأشار المركز، إلى أن "الأقهومي من كبار قادة جماعة الحوثيين، الذين تلقوا تدريبات سابقة في إيران، ومن المقربين من زعيمها عبدالملك الحوثي".

ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. وتصاعدت الحرب مع تدخل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة في آذار/مارس 2015.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم العديد من المدنيين، حسب منظمات إنسانية عدة.
ولا يزال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون آخرين، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مراراً أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.