كوفيد 19..

إيران تعجز عن توفير قوت الشعب في ظل أزمة انتشار "كورونا"

4 دولارات شهريا! تعويض لا يسد رمق الإيرانيين في ظل أزمة كورونا

طهران

خصصت الحكومة الإيرانية العاجزة عن مواجهة مشكلاتها المتناثرة بسبب الضغوط الاقتصادية، مبلغا محتشما كمساعدات معيشية لمواطنيها، قُدر بمبلغ 100 ألف تومان أي ما يعادل 4 دولارات شهريا لتعويض خسائرهم الناجمة عن أزمة الوباء.

وقوبل قرار الحكومة الإيرانية بحملة انتقادات واسعة وسخرية واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجه نشطاء سؤالا إلى الرئيس حسن روحاني، مفاده "كيف يمكن قضاء شهر كامل بهذا المبلغ في ظل غلاء المعيشة؟".

وكان الرئيس الإيراني قد أعلن خلال اجتماع الحكومة لمواجهة تفشي كورونا، أن "ثلث المجتمع سيتلقى حزمًا معيشية بمبلغ 100 ألف تومان للشخص الواحد، لمدة 4 أشهر"، وفق ما أفاد به موقع 'إيران انترناشيونال عربي'.

وجاء ذلك على إثر إعلان روحاني الأحد الماضي "التعبئة العامة للأمة والحكومة" لمواجهة الموجة الجديدة للفيروس وذلك بعد أن أعلنت وزارة الصحة عن أكبر عدد إلى الآن من حالات الإصابة اليومية في أكثر دول الشرق الأوسط تضررا من الفيروس.

وتكررت شكوى المسؤولين الإيرانيين من أن كثيرا من الناس يتجاهلون الدعوة للبقاء في منازلهم، بينما حذر رئيس مجلس مدينة طهران محسن هاشمي من أن حالات الوفاة في المدينة يمكن أن تصل إلى 1000 يوميا في الأسابيع المقبلة.

في المقابل يبدو أن الإيرانيين ملزمين من منازلهم لتوفير قوتهم اليومي في حضرة دولة عاجزة عن تغطية مصاريفهم لإعفائهم من الخروج إلى العمل وتجنبهم خطر الوباء.

ويعاني الشعب الإيراني حتى من قبل ظهور فيروس كورونا، ظروفا معيشية صعبة للغاية بسبب الانهيار الاقتصادي وغلاء المعيشة وتدني قيمة الريال وارتفاع نسب الفقر والبطالة.

وانتقادا لقيمة المساعدات المنخفضة التي قدمتها الحكومة، قال رجل الدين المعارض وحيد هروآبادي، "هل تمنحون مديريكم أيضًا هذه الحزم المعيشية؟".

كما تسائل مواطن آخر قائلا، "أخبروني كيف يمكن لأحد أن يقضي شهرا كاملا بمبلغ 100 ألف تومان (4 دولارات)؟".

وكان مجلس ممثلي العمال الإيرانيين قد أعلن في وقت سابق في ظل اتجاه الأوضاع المعيشية إلى الأسوأ أن "نصف سكان إيران" تحت خط الفقر.

ويحمل الإيرانيون مسؤولية تدهور الأوضاع إلى النظام الإيراني الذي فشل في إدارة الأزمة وتكبد بنهجه "العدواني" وسلوكه "الخبيث" في المنطقة عزلة عميقة واستجلب عقوبات أميركية وضعت البلاد على حافة الإفلاس.

وسجلت إيران اليوم الخميس 476 حالة وفاة و 13223 إصابة جديدة بكورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع إجمالي إصابات الوباء إلى 815 ألف وباء، فيما بلغت حصيلة الوفيات نحو 45 ألف.

وتكابد إيران منذ أشهر للسيطرة على وباء يتسع انتشاره تزامنا مع رفع اضطراري للقيود واستئناف الأنشطة التجارية لتجاوز انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ فرضت واشنطن عقوبات قاسية على طهران.

وفاقمت أزمة فيروس كورونا من المشكلات الاقتصادية التي زادت حدتها بالفعل منذ أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران وأعاد فرض العقوبات عليها.

وإيران التي يربو عدد سكانها على 80 مليون نسمة هي الدولة الأكثر تضررا من جائحة كورونا في الشرق الأوسط. وزادت الإصابات والوفيات بشكل كبير منذ تخفيف القيود في منتصف أبريل/نيسان.

ويأتي ارتفاع إصابات كورونا في إيران وسط انتقادات لاذعة طالت الحكومة الإيرانية بسبب تسرعها في رفع إجراءات الحجر الصحي واستئناف الأنشطة الاقتصادية، متجاهلة تحذيرات منظمة الصحة العالمية من رفع سابق لأوانه لقيود كورونا وسط عجزها عن السيطرة عن الوباء.

واضطرت إيران تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية الخانقة، إلى رفع القيود واستئناف عمل وحدات الإنتاج والأنشطة التجارية، على الرغم من النصائح التي قدمها أخصائيو الصحة من أن ذلك يساهم في انتقال عدوى الفيروس بشكل أوسع لاسيما وأن المرض يسجل يوميا مئات الإصابات وعشرات الوفيات بشكل متواتر.

ويبدو أن إيران ملزمة بالتعايش مع فيروس كورونا لأشهر أخرى وفق التوقعات، لتجاوز الأزمة الاقتصادية في بلد يعجز عن توفير احتياجات مواطنيه حال بقائهم في منازلهم.