وسط اجراءات صحية مشددة وحضور فني دولي مقلص..

تونس: مهرجان قرطاج السينمائي يفتتح عروضه بستّة افلام قصيرة

لا مسابقة رسمية هذا العام

تونس

انطلقت الدورة الحادية والثلاثون لايام قرطاج السينمائية مساء الجمعة، وسط اجراءات لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، وعرضت في الافتتاح ستة افلام قصيرة بدلاً من فيلم عربي أو افريقي طويل كما جرت العادة خلال هذه التظاهرة العربية والافريقية العريقة.

ومع أن جائحة كوفيد-19 ألقت بثقلها على هذا الحدث على مختلف المستويات، يسعى المنظمون من خلاله إلى توجيه رسالة أمل للقطاع الثقافي في تونس الذي خنقته الجائحة وتلاحتفاء بكل من ساهم في اشعاع هذا الحدث السينمائي الذي دابت على تنظيمه تونس منذ 1966.

ووجه الشاعر التونسي الشاب انيس شوشان في مستهل سهرة الافتتاح رسالة امتنان لمن "جمع بينهم حب الفنّ" قائلا "شكرا لكل ما قدمتموه، لحلم امنتم به فحقيقة جعلتموه، شكرا لانكم بنيتم بيننا وبينكم جسوراً افريقيةواخرى عربية في فلك الفنون تدور ولانكم كنتم طوقا للنجاة، كنتم ميلاداً جديداً للحياة ".

وتابع "رغم ما اصاب هذه الايام من ارتجاج لا يزال ثمة اناس يؤمنون بان الفنّ هو سلاحنا للدفاع عن الوطن".

واتخذت اجراءات مشددة لمواجهة جائحة كوفيد-19 في هذه الدورة "الاستثنائية في ظرف استثنائي"، على ما وصفها مديرها المخرج التونسي رضا الباهي، والتي تقام تحت شعار "احمي روحك (إحمِ نفسك) واترك الباقي على أيام قرطاج السينمائية".

واستعين بماسحات حرارية لقياس حرارة الاجسام، وفرض وضع الكمامات، وسمح بعدد محدود من المشاهدين مع إلزامية الاستظهار بالدعوات.

واقيمت مراسم افتتاح المهرجان الذي يستمر ستة ايام، داخل مجمع مدينة الثقافة وسط العاصمة، وكانت في السابق تقام خارج فضائها بمشاركة عدد كبير من نجوم السينما والعاملين في مجال الفن السابع وهواة الشاشة الكبيرة.

إلاّ أن عدد هؤلاء عدد الضيوف، من سينمائيين افارقة وعرب واوروبيين، تقلّص هذه السنة، وقد مشوا على السجادة الحمراء قبل الوصول الى قاعة الاوبرا في مدينة الثقافة، حيث انتشر ايضا عناصر الامن.

وفي تصريح قال الفنان المصري عبد العزيز مخيون الذي يكرمه المهرجان "انا سعيد بتنظيم هذا الحدث السينمائي لان الفنّ يحارب التعصب والجهل والمرض ايضا".

وكان مقررا إطلاق المهرجان في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر، لكنه أرجئ بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أرغم على تأجيل أو إلغاء أكثر من 700 حدث ثقافي آخر في البلاد، بحسب السلطات التونسية.

وتخطّت تونس البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة عتبة مئة ألف إصابة بكوفيد-19، فيما تجاوز عدد الوفيات 3500 منذ بدء الجائحة في آذار/مارس.

وفي اماكن اخرى من العالم، اجبر فيروس كورنا المستجد عددا من الانشطة على الهجرة الى العالم الافتراضي،في حال لم تكن الغيت تماما.

وفي السياق ذاته قالت المخرجة التونسية سلمى بكار إن إقامة المهرجان في ظل هذه الظروف "تحد ثقافي لهذه الجائحة ورهان علينا كسبه امام العالم. وأضافت "نأسف لغياب عدد من اصدقائنا العرب والافارقة الذين نفتقدم" .

وتابعت "لعلها تكون حافزا لاعادة فتح قاعات السينما والفضاءات الثقافية الاخرى" لان "اهل الفن اصبحوا كسمكة خارج الماء".

أفلام قصيرة ولا مسابقة

وافتتحت ستّة افلام تونسية قصيرة مستوحاة من افلام تونسية وافريقية طويلة فعاليات الدورة الجديدة ،على عكس ما جرت عليه العادة في الدورات السابقة حيث درج المنظمون على عرض عمل سينمائي طويل عربي او افريقي.

والأفلام الستة التي أنتجها المركز الوطني التونسي للسينما والصورة العام 2020، هي "الوقت الذي يمرّ" للمخرجة سنية الشامخي و"المصباح المظلم في بلاد الطرنني" لطارق الخلادي و"على عتبات السيدة" لفوزي الشلي و"ماندا" لهيفل بن يوسف و "سوداءفلان" لحبيب المستيري، "تكريما" للمخرج السنغالي عصمان صمبان الذي نال التانيت الذهبي، اهم مكافآت مهرجان قرطاج، خلال الدورته الاولى قبل 54 عاما.

واعتبر المنظمون الأفلام الستة "احتفاءً بافلام طويلة تركت اثرا عميقا في تاريخ المهرجان".

وأعلن المنظمون بسبب الجائحة "إلغاء المسابقة الرسمية هذا العام"، المكرسة عادة للمخرجين العرب والأفارقة وتضّم أفلاما روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، تتنافس للفوز بجائزة التانيت الذهبي.

ويُعرض في الحدث الذي يستمر حتى 23 كانون الأول/ديسمبر، حوالى 120 فيلما من بلدان عدة بينها تونس ومصر وسوريا والسودان ودول إفريقية. وتقرر تقديم مواعيد عروضها المسائية في 16 صالة بسبب حظر التجول.

وأعلنت السلطات التونسية الأحد تمديد حظر التجول الساري منذ تشرين الأول/أكتوبر للحد من تفشي الوباء حتى 30 كانون الأول/ديسمبر في كل أنحاء البلاد.

ومن أبرز المحطات التي يشهدها المهرجان عرض فيلم "الرجل الذي باع ظهره" للتونسية كوثر بن هنية المرشح لجائزة الاوسكار، والذي يصوّر التلاقي العنيف بين عالمي اللاجئين والفن المعاصر.

ومن بين الأفلام التي ستعرض للمرّة الأولى "200 متر" للمخرج الفلسطيني أمين نايفة و"ليلة الملوك" لفليب لاكوت من ساحل العاج و"الهربة" للتونسي غازي الزغباني.

وتشمل أيام قرطاج السينمائية عرض أفلام في خمسة سجون تونسية بحضور نحو 12 الف سجين، بتنظيم مشترك بين إدارة المهرجان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب ووزارة العدل التي تشرف على السجون في تونس.

وفي البرنامج ايضا تنظيم منتدى الأيام تحت شعار "أيام قرطاج السينمائية: الماضي، الحاضر والمستقبل" يتناول اربعة محاور من بينها كيفية ترويج التراث السينمائي.

كذلك استحدث المهرجان إذاعة خاصة لتغطية فعالياته، و"سينما السيارات" في سابقة على صعيد هذا الحدث .