بعد الهجوم على مطار العاصمة عدن..

(اليوم الثامن) تنشر إحاطة المبعوث مارتن غريفيث إلى مجلس الأمن

المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث اثناء زيارته مطار عدن الدولي بعد الهجوم الحوثي

واشنطن

احاطة إلى مجلس الأمن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة - السيد مارتن غريفيث 14 كانون الثاني / يناير 2021 شكرا السيد الرئيس.


وأرحب بأعضاء المجلس الجدد واتطلع إلى التعاون معا في الأشهر المقبلة انتهى العام 2020 على وقع حدث مروع في اليمن .


ففي الثلاثين من ديسمبر / كانون الأول ، استهدف هجوم شرس الحكومة اليمنية المشكلة حديثا لدى وصول أعضائها إلى مطار عدن الدولي .

وقد أصيب أو قتل عشرات المدنيين ، بمن فيهم مسؤولون حكوميون وموظفون من منظمات الإغاثة الإنسانية وصحافي .


لا بد من الإشارة إلى أن القانون الإنساني الدولي يحظر الهجمات المتعمدة على المدنيين أو الممتلكات المدنية ، وقد يشكل ذلك جريمة حرب .


إنني أدين هذا الهجوم بأشد العبارات الممكنة وإنني أقدم أصدق التعازي عمن فقدوا أرواحهم وأتمنى الشفاء التام والسريع للجرحى .


وأود أن أعرب عن تضامني مع الحكومة الجديدة ، التي أظهرت عزمها على البقاء في عدن رغم المخاطر الأمنية الجسيمة للقيام بواجباتها تجاه الشعب اليمني .


في الأيام التي تلت الهجوم ، سافرت إلى الرياض لمقابلة الرئيس هادي وإلى عدن للقاء برئيس الوزراء ووزير الخارجية دكتور أحمد الحاضر معنا اليوم ، كما التقيت بمحافظ عدن .


لقد هزني الحطام الذي رأيته في موقع الهجوم في عدن وكان حجم ا الضرر مهولا .


لقد أطلقت الحكومة تحقيقا في هجوم عدن ونشرت استنتاجاتها في وقت سابق اليوم مشيرة إلى أن أنصار الله هي الجهة المسؤولة عن الهجوم .


لقد ألقى الهجوم بظلال قاتمة على ما كان ينبغي أن يكون لحظة أمل في الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن .

وكان تشكيل الحكومة وعودتها إلى عدن بمثابة خطوة هامة تحققت في اتفاق الرياض من أجل استقرار مؤسسات الدولة والاقتصاد وعملية السلام .


أود أن أهنئ الرئيس هادي وأطراف اتفاق الرياض وجميع الأحزاب والمكونات السياسية التي أيدت هذه العملية وساهمت فيها ، كما أهنئ بالطبع المملكة العربية السعودية على دورها الناجح في الوساطة .


السيد الرئيس إنني أشعر بقلق بالغ إزاء تأثير القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية أجنبية .


نخشى في بعثتي أن يؤدي هذا القرار حتمأ إلى تثبيط الجهود المبذولة الجمع الأطراف .


ونأمل جميعا أن يكون لدينا وضوح مطلق بشأن الاستثناءات الواسعة الأثر حتی نتمكن من القيام بمهامناء على أية حال ، يمكنكم أن تتأكدوا من التزامي العمل مع جميع الأطراف ، بما في ذلك أنصار الله ، مع التصنيف او من دونه ، لإنهاء النزاع في اليمن .


ولكن ، سيدي الرئيس ، بأي حال لا شيئ بأهمية تبعات ذلك القرار على الوضع الإنساني ، كما سنسمع من مارك ودايفيد .


إنني أضم صوتي بقوة إلى صوتهما في أن هذا القرار سيساهم في احداث مجاعة في اليمن وينبغي التراجع عنه لأسباب إنسانية في أقرب فرصة ممكنة .


السيد الرئيس إن الطريق إلى السلام في اليمن لم يكن يوما سهلا .


وأنا أعتقد أن الأمر أصبح الآن أكثر صعوبة مما كان عليه منذ شهر .

ولكن هناك مخرج .

ويجب أن نتذكر أنه حتى بعد كل المآسي التي عانى منها اليمنيون في جميع أنحاء البلاد ، فإن السلام ممکن حیثما تتوفر الإرادة لتحقيق ذلك .


السيد الرئيس ، ناقشنا في هذا المجلس ، في كل شهر على مدى الأشهر التسعة الماضية ، الأمال التي تشاطرنا أن الطرفين قد يتفقان على الإعلان المشترك الذي كنا نناقشه ، ولا داعي لأذكركم أنه مجموعة من المقترحات التي تتضمن وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وبعض إجراءات الإغاثة الإنسانية والاقتصادية للشعب اليمني وبالطبع استئناف العملية السياسية .

والحقيقة هي أن الطرفين اتفقا من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار على مستوى البلاد ، ولكن الخلافات ظلت قائمة بشأن المقترحات الاقتصادية والإنسانية .


وكان هذا يتعلق بشكل خاص بالطريقة التي سيتم بها دفع الرواتب لموظفي القطاع العام وفتح موانئ الحديدة للاستيراد وفتح مطار صنعاء للرحلات الدولية .

السيد الرئيس ، لقد كانت الأمم المتحدة واضحة منذ البداية أنه لا بد من الأخذ بهذه التدابير الإنسانية .


وأود التذكير أنني في أول إحاطة لي أمام هذا المجلس في نيسان / أبريل 2018 ، طالبت بفتح مطار صنعاء الدولي .


يتعين على الأطراف أن تتفق أيضا على إطلاق سراح المزيد من السجناء والاسری .


انني أرى بوادر مشجعة السيد الرئيس أنه من المتوقع أن تجتمع الأطراف قريبا بشأن هذا الملف وأنا أعلم أن المفاوضات بشأن الإعلان المشترك كانت مرهقة ومحبطة ، ولعلي على يقين أكثر من أي شخص آخر أنها لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية .


ولكن اسمحوا لي أن أكون واضحا ، أن بوسع الأطراف أن تقسم مجموعة المقترحات الواردة في الإعلان المشترك بالطريقة التي يريدون .


يمكن أن تكون حزمة كاملة ويمكن أن تتم بشكل أجزاء . لا أحد لديه اعتراض على طريقة اعتماد هذه التدابير .


ولا زلت أعتقد أنه من الصواب الآن متابعة المقترحات الواردة في ذلك الإعلان .


والواقع أنني تلقيت في الأيام القليلة الماضية خلال زيارتي الى المنطقة مشورة صريحة ومباشرة من الدول الأعضاء في المنطقة ، أن الآن على وجه الخصوص ، هو الوقت المناسب لاختتام هذه المفاوضات بنجاح .

على أي حال وبصرف النظر عن نتيجة المفاوضات حول هذا الإعلان ، علينا أن نوجه اهتمامنا واهتمام الأطراف إلى الهدف الأساسي .

والهدف الأساسي هو استئناف العملية السياسية الشاملة التي من شأنها إنهاء النزاع بشكل كامل .


إن الاتفاق على هذا الوضع النهائي السياسي له أهمية أساسية وهذه هي الطريقة التي تنتهي بها الحرب .


وبالتالي بالنسبة للأطراف ، إن استئناف العملية السياسية ، هو أكثر من مجرد التزام ، إنه واجب .


السيد الرئيس ، إنها أيام صعبة ، أنها أيام قاتمة في اليمن .


اسمحوا لي أن أنهي حديثي بملاحظة قد تكون أكثر إيجابية .


إن إحراز تقدم على مسار اتفاق الرياض أمر بالغ الأهمية .


تطلب الوقت وتطلب بذل الجهود والاهتمام والالتزام وتكلل بالنجاح .


والدكتور احمد الحاضر معنا اليوم هو خير دليل على ذلك .


وهو يبين لنا أن المصالحة بين الأطراف المتنازعة يمكن أن تتحقق .


وعلى الرغم من كل معارضتهم المريرة ومع الجهود الدؤوبة التي بذلتها المملكة العربية السعودية كوسيط ، توصل الجانبان إلى احراز السلام بينهما .

لذا ، يمكن القيام بذلك ، سيدي الرئيس ، يمكن القيام بذلك شكرا لكم