"اختطافات متزايدة في شبوة..

تقرير: "الانتقالي".. ماذا بعد ان أصبحت الكرة في ملعب السعودية؟

يتعامل المجلس بإيجابية مع المواقف السعودية على الرغم من الانحياز للإخوان - أرشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

رمى المجلس الانتقالي الجنوبي، الكرة في ملعب المملكة العربية السعودية راعية اتفاقية الرياض، الموقعة بين المجلس وحكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، في الخامس من نوفمبر العام 2019م، بعد ان تعثر تنفيذ الشق السياسي والعسكري بفعل مماطلة تنظيم إخوان اليمن المتحكم بالرئاسة اليمنية، في تنفيذ ما وقع عليه.

ويماطل الإخوان في تنفيذ الشق السياسي المتمثل في تعيين محافظين للحج وأبين وشبوة وحضرموت، الأمر الذي تشير تقارير صحفية الى تعلق ذلك بترتيبات على الأرض خاصة في محافظة لحج التي يبدو انها قد تصبح وجهة الاعلام في الأيام القادمة.

وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي تثمينه لجهود من وصفهم بالأشقاء في المملكة العربية السعودية التي أثمرت عن التوافق بين طرفي اتفاق الرياض على عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن في أسرع وقت ممكن ووضع الالية المطلوبة لتوفير الحماية لها.

 وقال المتحدث باسم المجلس السيد علي الكثيري في تصريح صحفي – صحلت اليوم الثامن على نسخة منه – "إن المجلس الانتقالي الجنوبي يؤكد على أن ما يثار عن رفض أي طرف من طرفي اتفاق الرياض عودة حكومة المناصفة إلى عدن غير صحيح، كما نؤكد أن الجهود تبذل للشروع في التوافق على آليات استكمال تنفيذ اتفاق الرياض".

وتوقعت مصادر سياسية تحدثت لصحيفة اليوم الثامن عن قرب عودة حكومة معين عبدالملك الى العاصمة عدن لممارسة عملها من هناك، عقب أشهر من عودة رئيسها الى الرياض، احتجاجا على خروج تظاهرات شعبية تنديدا بتردي الخدمات، والتي أكد المجلس الانتقالي الجنوبي، على ضلوع قوى سياسية يمنية في الوقوف وراء تلك الازمات لمحاولة ارباك عمل الحكومة.

ولم يقتصر الأمر على الازمات المفتعلة بل صعد حلفاء الحكومة ضد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، بهجمات نشتها عناصر إرهابية وخلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الجنوبية، ناهيك عن قيام ميليشيات إخوانية يقودها متطرفون في محافظة شبوة، بحملة اعتقالات واختطاف طالت مدنيين وسياسيين بتهمة "الولاء للمجلس الانتقالي الجنوبي".

ولكن هذا التصعيد من قبل الإخوان حلفاء حكومة هادي، لم يلق أي ردة فعل سعودية، وحتى لحظة كتابة هذا التقرير الـ10 مساء الأثنين، تواصل ميليشيات الاخوان اختطاف قياديين في الجمعية الوطنية.

وقالت مصادر جنوبية لمراسل صحيفة اليوم الثامن إن ميليشيات إخوان اليمن الموالية لقطر اختطفت قياديين في المجلس الانتقالي الجنوبي، هما سالم سعيد المعاري، ووائل عمر المعاري، في جبل الريدة بشبوة، واقتادتهما إلى جهة غير معلومة.

وأفادت مصادر "اليوم الثامن" ان من اختطفهم قيادي مقرب من حاكم مأرب يدعى "لكعب"، وهو من المتهمين بالتورط في ارتكاب انتهاكات في شبوة بحق مدنيين وناشطين سياسيين.

وأكدت مصادر أمنية (غير رسمية بشبوة) "إن قياديا بارزا في المجلس الانتقالي الجنوبي، اختطفته الميليشيات الإخوانية، وزجت به في سجن انفرادي".

وقال مصدر في البحث الجنائي بشبوة لمراسلنا "ان ميليشيات الإخوان التي يقودها المقرب من حاكم مأرب "لكعب"، أقدمت على اختطاف القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي حسن الطفي، قبل ان تقتاده إلى سجن انفرادي، ومنعت عنه الأكل والشراب".

وقال الناشط السياسي محمد باحداد "ان الطفي اختطف بتوجيهات من حاكم شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو".. مشيرا الى ان الطفي هو أحد ابطال تحرير العاصمة عدن، ومن مؤسسي الحراك الجنوبي".

واختطفت الميليشيات الاخوانية قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي بينهم القيادي محمد بن الشيخ أبوبكر رئيس القيادة المحلية بحضرموت، قبل ان تفرج عنهم عقب اعلان المجلس تعليق مشاركته في مشاورات الرياض".

وقال مصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي لصحيفة اليوم الثامن "ان المجلس تعامل بصبر وحكمة امام التصعيد الإخواني الخطير بالاعتماد على التنظيمات الإرهابية المتطرف، في أبين وشبوة ووادي حضرموت، وصولا إلى قيام ميليشيات الاخوان باختطاف قيادات ومنتسبي المجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة".

ويبدو ان الرياض تغض الطرف عن هذه الممارسات على الرغم من جهودها الرامية الى تنفيذ الاتفاقية التي رعتها، لكن مصادر على صلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، لا تزال تصف موقف الرياض بالإيجابي".

وتعبر مصادر جنوبية في شبوة عن استغرابها حيال صمت القوات السعودية المتواجدة في مطار عتق، حيال الممارسات والانتهاكات التي ترتكبها سلطة الإخوان بحق المديين في شبوة ومدن الجنوب الأخرى.

ويبدو ان المجلس الانتقالي الجنوبي يتعامل بإيجابية، بغض النظر عن الموقف السعودي، المنحاز الى صف الاخوان، كما يعتقد البعض، لكن هذا لا يعني ان المجلس الانتقالي قد تنازل عن موقفه الرافض للإجراءات الاحادية التي اتخذها هادي، وهو ما يعني ان اي تفاهمات ستأخذ بالاعتبار القرارات الأحادية التي اتخذها هادي، بمنح الاخوان حق السيطرة على المناصب السيادية.