"بن عديو" يستعد لإرسال تعزيزات عسكرية ولكن بشروط..

تقرير: "معسكر هادي".. مدينة لودر ساحة صراع أخير بين الرئيس ونائبه

نظرة تعالي من هادي الرئيس تجاه نائبه - أرشيف صحيفة الأيام

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

أعلنت مصادر قبلية في لودر، رفضها تحويل مدينة لودر إلى ساحة صراع "في داخل معسكر ما يسمى بالشرعية اليمنية، التي يتزعمها الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، فيما قالت مصادر أمنية ان مدير أمن أبين "المكلف"، عاود الجمعة حشد مقاتليه في تخوم المدينة الجنوبية، لإجبار مدير أمن المدينة على التسليم والدخول إليها فاتحين.

وعلى نطاق واسع في المدينة تبادل اطلاق نار بين القبائل وقوات الأمن من جهة، ومسلحي جماعة علي الذيب الكازمي على مداخل المدينة، ولم تعرف اي تفاصيل فيما اذا كانت هذه الاشتباكات قد خلفت ضحايا، لكنها اثارت رعب السكان.

وبدأ التوتر الخميس، حين حصلت مشادة كلامية بين مسلحين قبليين وأخرين من مسلحي مدير أمن أبين "علي الذيب أبو مشعل"، في سوق القات بالمدينة، انتهت المشادة الكلامية بقيام المسلحين القبليين بنزع أسلحة مسلحي مدير أمن أبين "المكلف"، وعلى أثر ذلك قام الأخير بحشد نحو 12 ألية عسكرية لاقتحام المدينة، لكنه قوبل بمقاومة مسلحة اجبر على اثرها على الانسحاب وسط هتافات جماهيرية مناهضة لمشروع الإخوان الذي وصفه متظاهرون بمشروع تنظيم القاعدة الإرهابي.

والجمعة، قالت مصادر أمنية وقبلية لمراسل صحيفة اليوم الثامن أن "الوضع متأزم في لودر لعدم التزام مسلحي مدير أمن أبين، بالاتفاق الذي تم ليلة الخميس على ان يتم تسليم أدارة أمن لودر للجنة الوساطة ودخولهم فقط بطقمين كحراسة خاصة باللجنة وتسيير العمل في إدارة الامن من قبل مدير مكتب حمصان حتى يتم اختيار البديل الذي يتم الاتفاق عليه من الجميع في المديرية، ولكن تفاجأ الجميع بمسلحي علي الذيب الكازمي صباح الجمعة بعدد أكثر من 25 مركبة عسكرية، لدخول أدارة أمن لودر، بالقوة، وهو ما يعني ان المواجهة قد تحدث مجددا، رغم جهود التهدئة.

وقال مصدر مقرب من مدير أمن أبين المكلف علي الذيب، ان الأخير طلب دعم عسكري من "القوات الخاصة" في شبوة (ميليشيات إخوانية)، لدعم فرض قرار وزير الداخلية إبراهيم حيدان، الا ان محافظ شبوة الإخواني قدم جملة من الشروط، من بينها منع رجل الاعمال اليمني أحمد صالح العيسي من الاستمرار في نقل المشتقات النفطية إلى محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وان يكون نقل المشتقات "حصرا لتجار محليين يتبعون بن عديو".

وأكد المصدر "أن مدير أمن أبين علي الذيب، قرر اجتياح لودر عسكريا للسيطرة عليها، بغض النظر ان وصل أي دعم من شبوة، او لم يصل".. مشيرا الى انه لا يريد توتير العلاقة بين "محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، ورجل الأعمال الإخواني أحمد صالح العيسي، المورد الحصري للمشتقات النفطية إلى البيضاء عبر معبر الحلحل البديل لعقبة ثرة، والذي يقع في أرض آل لقفاع".

وحذرت مصادر قبلية في لودر، قبيلة باكازم من مغبة الدخول في فتنة وصراع قبلي، يجر الجميع عليها المدعو علي الذيب الكازمي، والذي يريد اقتحام منطقة قبلية ظلت تربطها علاقة وثيقة بقبائل باكازم".

ورغم ان الخلاف في صورته الظاهرة، خلاف على تهريب المشتقات النفطية للحوثيين، الا انه يؤكد على وجود انقسام في معسكر الرئيس هادي، الذي فقد الكثير من مصادر القوة منذ العام 2016م، حين دفعت أطراف إقليمية ويمنية بالجنرال علي محسن الأحمر الى منصب نائب الرئيس.

واستطاع الأحمر اعاد ترتيب قواته العسكرية التي فككها هادي في صنعاء، (الفرقة الأولى مدرع)، مرة أخرى في مأرب وتمدد إلى شبوة، في حين ان "عاصفة الحزم" التي أطلقتها السعودية لاستهداف القوات المسيطر عليها من الحوثيين، حيدت قوات الأحمر في وادي حضرموت والمعروفة بقوات المنطقة العسكرية الأولى.

وأسس نجل هادي، ناصر عبدربه قوات الحرس الرئاسي التي كان يفترض انها ستظل موالية للرئيس، لكن سرعان مع استحوذ عليها هادي عن طريق القيادات التي كانت تقودها، ومن تلك الألوية اللواء الرابع حماية رئاسية الذي كان يقاتل في الحدود اليمنية السعودية، ونقله الأحمر الى عدن بقيادة الإخواني (غير العسكري) مهران القباطي.

وسعى هذا اللواء إلى محاولة السيطرة على عدن، الا ان القوات العسكرية الجنوبية، نجحت في ابعاده من العاصمة ودفعه الى خارجها.

وأعاد نجل هادي إعادة تشكيل لواء أخر "حرس رئاسي"، وفتح باب التجنيد في أبين وشبوة على اعتبار انها مناطق فيها حاضنة شعبية للرئيس، الا ان كتيبة مجندين تعرضت في يناير 2020م، لقصف مجهول المصدر استهدف مسجداً، مما أسفر عن مقتل وجرح نحو مائتين من قوائم افراد الكتيبة، وهو الحادث الذي كشف على أثره هادي انه لم يعد يمتلك أي قوة عسكرية تدين له بالولاء، ونجله لم يعد يمتلك أي قوة عسكرية حقيقية على الأرض، فحتى الحرس الرئاسي الذي كان يحرس قصر معاشيق، أصبح يدين بالولاء لنائب الرئيس بعد ان منح الأخير القيادة للإخواني سعيد بن معيلي.

 وعلى الرغم من ان العلاقة والشراكة التي تربط الأحمر برجل الاعمال احمد صالح العيسي، الا ان الأزمة التي نشبت بين الأخير ومحافظ شبوة "بن عديو" على ميناء قنأ وتهريب المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين، فشل الأحمر في احتواءها، وهو الأمر الذي جعلها تنعكس على الصراع في لودر.

تراهن الأذرع العسكرية في شقرة التي تدفع بعلي الذيب الكازمي لاقتحام لودر، على إمكانية ان تكون السيطرة العسكرية بعيدا عن الاستعانة بمحافظة شبوة، لكن مدير أمن أبين، يرى ان في ذلك صعوبة كبيرة، فيما وزير الداخلية إبراهيم حيدان وقع بين "كماشة الاخوان والعيسي"، فهو الوزير الذي دفع به العيسي في حكومة المناصفة، لكن لا يرغب في الاعتراض على تنفيذ اجندة الأحمر التي تبدو الأقرب لبن عديو وبعيدة عن العيسي.

المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحظى بقاعدة شعبية كبيرة في لودر، حذر اطراف الصراع من مغبة جر المدينة الى صراع اهلي وقبلي، معتبرا ان "أي محاولة لاقتحام المدينة يمثل انتقاما لتنظيم القاعدة الذي تعرض لهزيمة ساحقة في العام 2012م.

وقال الجنرال أحمد سعيد بن بريك في تصريح صحفي "لودر عصية على كل قوى الإرهاب والتعسف التي تحاول تركيعها، لودر بشبابها ورجالها وقبائلها صامدون في الدفاع عنها ومواجهة كل من يحاول العبث والمساس بأمنها واستقرارها".

وأكد بن بريك وقوف المجلس الانتقالي الجنوبي بكل قوة مع لودر وأهلها ومساندتهم في الحصول على حقوقهم ومطالبهم المشروعة في دحر الإرهاب، وحقهم في الحياة الكريمة".

من جهتها، قالت الجمعية الوطنية وهيئتها الإدارية (البرلمان)، إنها تابعت بقلق شديد الاعتداء الغاشم من قوى حزب الإصلاح الإخواني المتدثرين بغطاء ما يسمى بالشرعية على مديرية لودر المسالمة، والتي ما إن تفوق من اعتداء الا ويلحق بها اعتداء جديد يواجهه ابناؤها الأبطال بكل قوة وبسالة مقدمين التضحيات تلو التضحيات دفاعا عن الأرض والعرض والحرية والاستقلال".

 وأوضح بيان – حصلت صحيفة اليوم الثامن على نسخة منه – "إن الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وهي تتابع هذه الاعتداءات الآثمة فإنها تدينها بشدة وتحذر قوى الإرهاب من التمادي في أفعالها ضد المواطنين الآمنين في مدينة لودر، وتعلن تضامنها ووقوفها إلى جانب أبناء هذه المدينة الصامدة وتدعو القوات المسلحة الجنوبية والمقاومة الجنوبية الباسلة إلى صد ذلك العدوان دفاعا عن أهلنا في لودر من البطش والإرهاب".