سواحل وجبال وصحارى تكتمل بأجواء نوعية..

السعودية: "عسير".. غطاء رقيق من الضباب في أوقات طويلة من العام

تراث أصيل في معظم مدن المنطقة (الشرق الأوسط)

الرياض

ألقت استراتيجية تطوير منطقة عسير، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الثلاثاء، الضوء على الإمكانات الطبيعية والسياحية لواحدة من أهم مناطق السعودية، وجاءت تحت شعار «قمم وشيم».

عسير، هو اسم لمنطقة تحتل الجزء الجنوبي الغربي من السعودية بمساحة تصل إلى نحو ثمانين ألف كيلومتر مربع. سخيّة بالتنوع الطبيعي والجغرافي؛ تبدأ في أجزاء من ساحل البحر الأحمر التابعة لعسير، الغنية بالجزر الجذابة، من أشهرها «كدمبل»، التي ينتصب فيها جبل شامخ، تؤنس وحدته طيور الفلامنغو والصقور النادرة المهاجرة وسط الماء.

يلف عسير، وصولاً إلى جبالها المكتسية باللون الأخضر، وسفوحها التي يصل ارتفاعها لأكثر من 3 آلاف متر، غطاء رقيق من الضباب، في أوقات طويلة من العام.

وتمتد مساحات برية بكر حول المنطقة الجبيلة، في سهول محافظتي بيشة وتثليث، حيث تنتصب هامات النخيل الباسقة والكريمة بإنتاج التمر والمحاصيل الحمضية، على ضفاف أكبر أودية السعودية.

تكتسي المرتفعات الجبلية التي تشغل مساحات كبيرة من المنطقة في أوقات متفاوتة من السنة غطاءً أبيض بفضل زخات من البرَد الكثيف التي يجود بها طقس المنطقة بين حين وآخر، ولا ينقطع عنها المطر الذي يحوّل قممها إلى ميازيب تنعش الأودية الواسعة والمتحدرات الخفيضة.

ليست التضاريس وحدها، بل تحتفظ عسير الإنسان والمكان، بإرث ثقافي واجتماعي فريد، يشكل واحداً من مقوماتها السياحية. ولفظة عسير التي تطورت دلالياً، أضحت اسماً لثقافة محلية محددة، تستمد من قرابة 4 آلاف قرية تاريخية، ذاكرة وامتداد فنونها الفلكلورية وأزيائها التقليدية ومطبخها الخاص.

وفي عسير هناك تجربة سياحية كاملة لم تكتشف بعد، فالغابات الصنوبرية الجميلة التي تحتفظ باعتدال درجات الحرارة في كل الأوقات، والقرى المعلقة، وبيوت الحجر الرملي التي بنيت قبل 400 سنة، على حواف الجبال، ومناظر الهوة الصخرية التي تنطوي على صمت مهيب، والكهوف والمغارات والمسارات الجبلية والنقوش التي تزين وجوه الصخور العملاقة، وبيوت النحل ومصانع العسل، وآثار المزارعين القدامى وأكاليل الورد التي تزين الرؤوس، وملامح عن حياة الاكتفاء الذاتي العتيقة، والآثار التي خلّفتها الحضارات القديمة. فضلاً عن مدنها الرئيسية والمتطورة، وهي الأخرى تضيف خيارات سياحة عصرية.

لم تكن عسير المنطقة، مجهولة بالنسبة إلى كثيرين، فهي وجهة سياحية مألوفة، نظراً لما تتمتع به من طقس سياحي مشجع، بيد أنّ الخطوة الأخيرة من شأنها أن تزيد من اكتشاف المنطقة، وزيادة الاستثمار في مقدراتها الطبيعية، وفتح أبوابها لسياحة دائمة وبمواصفات عالمية.