جنرال الإخواني العسكري يخشى موقف الرياض الأخير..

تقرير: علي محسن الأحمر.. النفاق السياسي للسعودية لا يهزم الحوثيين

ثماني سنوات مضت، والأحمر الجنرال العسكري والممسك بملف الحرب والجيش والنفوذ السياسي والقبلي، لم يحقق أي شيء، فالجبال التي كان يطل عليها خلال العام 2016م، ليشاهد صنعاء "بواسطة منظار عسكري"، قد تجاوزها الحوثيون.

لا يمكن ان تستمر السعودية كثيرا في التعويل على جنرال عجوز فشلت قواته في تحقيق اي انجاز عسكري ضد الحو

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن
صنعاء

ثماني سنوات، انقضت منذ ان فر الجنرال العسكري الإخواني علي محسن الأحمر من العاصمة اليمنية صنعاء، التي اسقطها الحوثيون المدعومون من إيران في الـ21 من سبتمبر (أيلول) العام 2014م، بعد ان حيد أكبر تحالف عسكري يقوده "قوات الفرقة الأولى مدرع"، من الدفاع عن العاصمة اليمنية.

يطرح يمنيون تساؤلات كثيرة وعديدة، حول دور الجنرال العجوز في الحرب التي تقودها السعودية قائدة التحالف ضد الحوثيين الموالين لإيران، فالقوات التي ذابت بفرار قائدها إلى صنعاء، عيد تجميعها مرة أخرى في مارب، والنتيجة "ذاتها"، الذوبان والانكسار كما جرت العادة.

 

ثماني سنوات مضت، والأحمر الجنرال العسكري والممسك بملف الحرب والجيش والنفوذ السياسي والقبلي، لم يحقق أي شيء، فالجبال التي كان يطل عليها خلال العام 2016م، ليشاهد صنعاء "بواسطة منظار عسكري"، قد تجاوزها الحوثيون.

عمل الأحمر الجنرال العجوز في تحييد صنعاء من القتال، لثلاث مرات، فالأول حين قرر اللجوء الى السفارة السعودية، وطلب إخراجه من صنعاء، في العام 2014م، والثانية حين طلب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، المدد لإخراج الحوثيين من صنعاء في أواخر العام 2017م، اما الثالثة فهي تلك التي رفض اقتحام صنعاء، بدعوى انها مدينة تاريخية يمنع اقتحامها عسكريا حتى لا تتعرض للتدمير، كما دمرت عدن وأبين ومدن الجنوب الأخرى.

  عقب نحو عقدين، هاجم الأحمر السعودية، واتهمها بانها تعمل ضد اليمن (بلاده)، وقال فيها أكثر مما قاله الحوثيون لاحقا في الرياض، ومع ذلك لا تزال الأخيرة تحتفظ به كحليف ورجل المرحلة لهزيمة الحوثيين او لدفعهم نحو تسوية سياسية تنهي الاستنزاف المالي والعسكري لقائدة التحالف العربي.

ما كان يقوله الأحمر، قبل فراره، ضد السعودية، يكرره إعلامه بشكل يومي، فصحيفة اخبار اليوم التي يملكها الأحمر، ففي سبتمبر أيلول الماضي، هاجمت صحيفة أخبار اليوم -التابعة لنائب هادي السعودية، ووصفتها بالدولة الفاشلة سياسياً وغير المؤتمَنة، واتهمتها بخذلان اليمن.

ولا تخفي تصريحات الأحمر الأخيرة، خشيته من اي تحرك سعودي قد يكون مناهضا لتنظيم الإخوان الذي يحتل محافظة شبوة، وتعاون مع الحوثيين مؤخرا للإلتفاف على مأرب من ريف بيحان، التي سلمت للأذرع الإيرانية دون قتال.

واعتبرت الصحيفة دول التحالف ممثلة في السعودية والإمارات دولاً مبتزة تبحث عن مصالحها فقط في اليمن، وتحاول الشرعنة لوجودها.

ووصفت صحيفة “أخبار اليوم” -في تقرير نشرته تحت عنوان “اتفاق الرياض.. ابتزاز سياسي ودراما تُنبئ عن فشل سعودي”- المملكة “الدولة غير المؤتمنة والفاشلة”.

 

وزعمت الصحيفة التي تصدر من مدينة مارب، أن “السعودية قزّمت الإمكانيات العسكرية للجيش الوطني”، متجاهلة الدعم الكبير الذي يقدمه التحالف العربي بقيادة المملكة، لقوات الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني، طيلة 7 سنوات.

 

وحمل التقرير الكثير من المغالطات، أبرزها إلقاء مسؤولية فشل تنفيذ اتفاق الرياض على كاهل السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي، رغم أن الإخوان هم من عطل الاتفاق من اللحظات التالية لتوقيعه.

وقالت مراكز دراسات إن هجمات الحوثيين في عمق محافظة مأرب، وعلى أطراف محافظة شبوة، يتزامن مع تراشق الأطراف المناهضة للحوثي، الاتهامات واللوم والتخوين..

 

وقال مركز العربية السعيدة للدراسات (أنشئ حديثا) "إن حزب الإصلاح يدعي انه يشكل القوة العسكرية  المناهضة للحوثيين، باسم الشرعية الدستورية للرئيس اليمني (المؤقت) عبد ربه منصور هادي، إلا أن الربح والخسارة في هذه المعركة الاستراتيجية، يرتبطان في المقام الأول بالمملكة العربية السعودية التي تقول إنها تخوض الحرب في اليمن منذ 2015، بدعوى مواجهة النفوذ الإيراني ممثلًا في جماعة الحوثي

 

ولفت المركز إلى أنه في حال حدوث أية هزيمة شاملة في هذه المناطق لصالح الحوثيين، وهو أمر لم يعد من المستبعَد حدوثه، فإن قواعد وقيادات حزب الإصلاح لن يكونوا مستعدين، كما يبدو، لتصديق أن التحالف بقيادة السعودية قد فشل بالفعل في توفير الحماية اللازمة لمأرب وشبوة، بل سينحازون عاطفياً، تحت تأثير الصدمة، إلى رواية أخرى جاهزة ومبنيّة في جانب منها على المؤامرة وفرضية التواطؤ المقصود.

وبعيدا عن امتداح الأحمر للسعودية، يقول رئيس تحرير صحيفة اخبار اليوم التابع للجنرال العجوز ، سيف الحاضري “لا يحتاج الأشقاء في المملكة العربية السعودية منا إلى تعريفهم أين يكمن أمنهم القومي، فقد قرروا أن مصلحتهم في إضعاف الشرعية وشرعنة المليشيات. المشكلة الحقيقية في قيادتنا التي لم تحدد مسارها بوضوح أين تكمن مصلحتنا هل بالبقاء تحت عباءة السعودية، أم بتوسعة دائرة التحالفات التي تخدم حربنا مع إيران المحتلة".

ويبقى التأكيد ان الجنرال العجوز، لم يعد بمقدوره إخفاء التحالفات او الخيانات التي تقوم بها قواته في مأرب وشبوة، فالرياض التي يعتقد الأحمر انه يستطيع خداعها بنفاقه السياسية، قد أدركت اللعبة أخيراً وانسحبت من شبوة، بعد ان تبين لها وجود مخططات لاستهداف قواتها المرابطة في مطار عتق.

فلا خداع الأحمر الطويل يمكن ان يحسم الحرب ولا نفاقه (الشخصي)، يمكن ان يهزم الحوثيين، ولا هجوم إعلامه على الرياض يمكن ان يبتز التحالف العربي لمواصلة تقديم الدعم المالي والعسكري لجيش لم يعرف عنه غير تسليم الأسلحة والمدن اليمنية والجنوبية للحوثيين دون قتال.