"بين اتهام السعودية وإدانة شرعية هادي"..
تقرير: إبراهيم حيدان.. وزير داخلية أستأجره الإخوان لمناهضة "التحالف"
على خطى سلفه، شن وزير الداخلية اليمني هجوما عنيفا على التحالف العربي الذي تقوده السعودية، واتهمها بدعم تنظيم القاعدة، وهي ذات الاتهامات التي كان يرددها سلفه المهندس أحمد الميسري، الذي وجد نفسه بعد تلك التصريحات خارج المشهد السياسي، الأمر الذي دفعه الى الفرار صوب المعسكر المناهض للتحالف العربي.
وأتهم وزير الداخلية العميد إبراهيم حيدان، (ضمنيا) التحالف العربي بقيادة السعودية "بدعم تنظيم القاعدة في اليمن"؛ اشد فروع التنظيم تتطرفا في الجزيرة العربية، ليؤكد صحة تقارير صحافية تحدثت عن تحالف حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، مع تنظيم القاعدة، لتتباين الآراء حول اتهام التحالف بدعم القاعدة، وإدانة شرعية هادي بالتحالف مع التنظيمات المتطرفة لمناهضة خصوم الإخوان في الجنوب.
"وزير الداخلية لا يجرؤ على الاقتراب من مأرب".. تقرير: على خطى هادي.. أبين تفضح شخصية "إبراهيم حيدان" الضعيفة |
وخلال السنوات الثلاث الماضية، أكدت وسائل إعلام محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، إن قيادات في تنظيم القاعدة تقاتل جنبا إلى جنب مع قوات تنظيم اخوان اليمن، الحاكم للرئاسة اليمنية، ولم ينف التنظيم ولا الرئاسة اليمنية تلك صحة تلك التقارير، التي وثقت بالأسماء قتال عناصر من القاعدة في صفوف الإخوان في شبوة وأبين، ناهيك عن ورود أسم "عادل موفجة"، وهو أمير سابق في تنظيم القاعدة، يقيم حاليا في قطر.
واعتبرت مصادر سياسية جنوبية تلك التصريحات بأنها ادانة واضحة للرئاسة اليمنية وتنظيم الاخوان برعاية وتمويل تنظيم القاعدة، الذي ينشط في وادي حضرموت، مقر وزارة الداخلية اليمنية الذي نقله حيدان من عدن.
وقال مساعد الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي السيد فضل الجعدي "إن حديث وزير الداخلية عن تواجد عناصر القاعدة في البيضاء وحضرموت هو إدانة لمن ينفون ذلك ودليل على أن هناك قوى توفر لتلك العناصر الغطاء والحماية وتستخدمها في الزمان والمكان الذي تراه وعبر البوابة التي تناسلت منها منذ ما بعد العام 90 وإلى ذات الوجهة، الجنوب".
واعتبرت تصريحات حيدان بأنه تكشف حالة من التخبط والارتباك، من خلال هجومه على التحالف العربي والمجلس لانتقالي الجنوبي واتهامهما بتعطيل عمل ميناء ومطار عدن ودعم تنظيم القاعدة.
استغلال منصبه لنهب الأموال وتصفية ما تبقى من مبالغ.. تقرير: فساد "إبراهيم حيدان".. إعادة سيناريو سلفه (احمد الميسري) |
وأشارت مصادر سياسية إلى أن التصريحات والاتهامات الموجهة للتحالف العربي، تكشف موقف حزب التجمع اليمني للإصلاح (ذراع الاخوان في اليمن) والتي تأتي في الوقت الذي تتواجد فيه قيادة المجلس الانتقالي في العاصمة السعودية الرياض لبحث تنفيذ اتفاق الرياض، في حين يعاني التنظيم من ضغوط محلية وإقليمية.
وقالت مصادر إعلامية إن إبراهيم حيدان تعرض لتوبيخ شديد من قيادة التحالف على خلفية تصريحاته الأخيرة اجبرته على نشر تصريح عبر الموقع الرسمي للوزارة حاول فيه التراجع عن هذه التصريحات وزعم تعرضها للتحريف.
وهاجم حيدان، المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اتهمه بالتعنت في تنفيذ الشق الأمني والعسكري في اتفاق الرياض.
وقال حيدان المعين في حكومة المناصفة على حصة الرئيس هادي "إن المجلس يشعر أنه لو أدرجت تلك التشكيلات التابعة له تحت إطار وزارة الداخلية أو الدفاع يشعر أن دوره سينتهي، ولذلك هو حريص على عدم انضمام التشكيلات الأمنية لوزارة الداخلية والعسكرية لوزارة الدفاع".
ونشر موقع وزارة الداخلية تصريحاً باسم مصدر مسؤول في مكتب الوزير حيدان قال بإن "بعض ما نشر من تصريحات صحفية للوزير اللواء الركن إبراهيم حيدان في بعض وسائل الإعلام نقلاً عن وكالة سبوتنيك قد حُرفت مضامينها".. زاعما "أن تحريف مضامين تصريح وزير الداخلية من قبل وسائل إعلام مختلفة نتيجة فهم الصحيفة لألفاظ تخالف المقصد عن بعض ما ذكر في حديثه".
"اليوم الثامن" توثق معلومات صادمة عن السجون السرية.. تقرير: إخوان شبوة.. ثكنات عسكرية جديدة والتحالف "عدوان خارجي" |
ولكن لم يحدد الموقع الرسمي هذه الالفاظ التي تم تحريف معناها، اكتفى بالدعوة الى "تحري المصداقية وعدم تحريف الألفاظ لأي أغراض كانت والتأكد من صحة المعلومات من مكتب وزير الداخلية قبل نشرها".
واثارت هذه التصريحات السخرية والاستهجان، حيث اعتبر ناشطون التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية إبراهيم حيدان، بانها تكشف ان دوره تحول من رجل أمن إلى ناطق اعلامي باسم تنظيم يتحاشى ان يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية، رسمياً، لذلك هو يلجأ إلى الهجوم عن طريق شخصيات حكومية، حتى لا يتبنى تلك المواقف بشكل رسمي.
وقال مصدر في وزارة الداخلية بسيئون "إن ضابطا صغيرا يدعى "و.س.ف.ن"، يعمل في مكتب الوزير، هو من كلف بأرسال تصريحات باسم الوزير الى وكالة "سبوتنيك" الروسية، لكنه أكد ان التصريحات عرضت على الوزير قبل ارسالها واجازها للنشر.
وصفه الكاتب محمد عبدالرقيب الذي علق على هذه التصريحات بالقول: ياصاحب المعالي .. إبدأ شوف شغلك بالداخلية والأجهزة الأمنية؛ وقم بأداء المهام والمسؤوليات المناطة بك؛ تلك المسؤولية التي يفترض أنك تستلم مخصصاتك وراتبك الضخم من أجل القيام بها لخدمة الشعب".
"غليان شعبي في مواجهة سلطة التنظيم".. تقرير: "السعودية".. خفض التوترات في شبوة ضئيلة والسبب هيمنة إخوان اليمن |
وخاطب عبدالرقيب الوزير قائلا "لاتحاول الخلط ودع المطار والميناء لجهة الإختصاص فأهل النقل أدرى بشعابها؛ وشوف شغلك وأسأل مدير أمن الشمايتين وهو كما يفترض أحد مرؤوسيك"..
وأضاف "القاتل الذي اقترف جريمته بكل أريحية في قرية الصيرة ذبحان مديرية الشمايتين_ محافظة تعز؛ وسفح دم أخي المغدور عبدالله عبدالسلام نعمان؛ ثم لاذ بالفرار ليحتمي بحماة اليمن فيما يسمى باللواء الرابع جبولي؛ ومنذ (28) يوم والأجهزة الأمنية الواقعة تحت سلطتك عاجزة عن إلقاء القبض على القاتل؛ وأنت حاوش بالمطار والميناء".
ورفض وزير الداخلية إبراهيم حيدان المعين على حصة هادي ضمن حكومة المناصفة، ان تستمر وزارة في عدن، وفق ما نص عليه اتفاق الرياض، على اعتبار انها عاصمة مؤقتة، بل فضل نقل الوزارة الى سيئون، وسط صمت من رئيس الحكومة معين عبدالملك، الذي يقيم في عدن او أي سلطة له على وزير الداخلية.
وتعد سيئون (مركز وادي حضرموت)، معقلا رئيسيا لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، حيث تشهد المدينة حوادث عنف واغتيالات دون أي تحرك من الوزير الذي تقول مصادر أمنية إنه تفرغ للتصريحات الصحفية والجدل السياسي، على حساب مهامه الأمنية الرسمية.