"عاصمة اليمن ملاذ آمن لتنظيم القاعدة"..

تقرير: من هو "عارف مجلي" ولماذا كرمته ميليشيات الحوثيين بصنعاء

عناصر من تنظيم القاعدة تستقل مركبة عسكرية عقب الاستحواذ عليها قبل سنوات - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

 مثلت عملية قتل أمير تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية قاسم الريمي في مدينة مأرب (عاصمة إخوان اليمن)، ضربة قوية للتنظيم الذي أصبح منذ مقتل خليفة أيمن الظواهري في فبراير (شباط) العام 2020م، اثر غارة جوية نفذتها طائرة درون أمريكية، اثناء اختبائه في مزرعة يمتلكها رئيس تنظيم الإخوان في مأرب "بن عبود الشريف".

والريمي هو قاسم عبده محمد أبكر، المولود في بلدة  ريمة حميد بسنحان مسقط رأس نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، يعد نائب زعيم تنظيم قاعدة الجهاد أيمن الظواهر، وكان مرشحاً لخلافته.

وعانى التنظيم من ازمة قيادة بعد انقسام اشد فروع التنظيم تطرفا في الجزيرة العربية الى فصيلين الأول يتبع خليفة الريمي، السعودي خالد باطرفي، وفصيل أخر يتبع اليمني "النهدي".

الانقسام في التنظيم سهل للحوثيين مهمة الاستقطاب الكبيرة، خاصة بعد نجاح القوات المحلية في الجنوب والمدعومة من الامارات، تطهير امارات للتنظيم في لحج وأبين وشبوة وساحل حضرموت، قبل ان يستقر التنظيم في معسكرات سرية بين وادي حضرموت ومأرب والبيضاء، غير ان تقارير ومراكز دراسات اقليمية كشفت ان العاصمة اليمنية صنعاء باتت المركز الرئيس والآمن لتنظيم القاعدة، وسط الحديث عن استعانة الأذرع الإيرانية في اليمن بالتنظيم لتوجيه ضربات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.

وتعرضت العاصمة عدن لضربات إرهابية، خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اثبتت تحقيقات أمنية وجود تعاون بين الحوثيين وقيادات في تنظيم القاعدة، المنضوية تحت معسكر جماعة الاخوان المسلمين في اليمن، بقيادة أمير سابق في التنظيم وقائد لواء حالي في الجيش اليمني، يدعى أمجد خالد فرحان القحطاني.

وتؤكد التحقيقات واعترافات عناصر إرهابية على تورط أمجد خالد فرحان القحطاني في التخطيط والتنفيذ لمحاولة اغتيال محافظ عدن السيد أحمد حامد لملس ووزير الزراعة والري السيد سالم السقطري، في العاشر من أكتوبر تشرين الأول، وقد سبق تلك الحادثة مواجهات مسلحة بين الشرطة وعناصر إرهابية في حي كريتر، ثم تفجير المطار ثم محاولة اغتيال الصحافي محمود العتمي الذي أصيب في التفجير واستشهدت زوجته وجنينها، في حادثة إرهابية هزت المجتمع في الجنوب.

وبالنظر الى اعترافات أعضاء الخلية الإرهابية، تبين ان هناك عمليات إرهابية وتفجيرات سبقت الهجمات الأخيرة، كما تبين انه تم اغتيال شخصيات بعد عملية تتبع ومراقبة لها على أجهزة الاتصالات.

وقالت مصادر ذات صلة لصحيفة اليوم الثامن "إن ما تسمى بالحكومة الشرعية رفضت فك ارتباط مدن الجنوب المحررة بالاتصالات في صنعاء بل انها افشلت شركة عدن نت وحولتها من شركة وطنية حكومية، الى شركة استثمار خاصة باتت تعاني من مشاكل فنية وتقنية كبيرة، ناهيك ان إيرادات الشركة تذهب إلى حسابات خاصة، ولم تلزم الشركة بإيراد مواردها الى البنك المركزي في عدن.

كان الهدف من توقيت هذه الهجمات المعدة منذ أشهر عرقلة وصول البعثات الدبلوماسية الأوروبية الى عدن، وإظهار عدن انها غير أمنة، على أمل الشرعنة للميليشيات التي يتم الدفع بها إلى شقرة وتخوم لحج في الحدود مع تعز وتقودها قيادات عسكرية إرهابية اثبتت التحقيقات انها هي من مولت وخططت لهذه الهجمات الإرهابية، كما قالت تقارير حينها.

الحوثيون الذين برروا اجتياح الجنوب في العام 2015م، بدعوى محاربة القاعدة وداعش، غير ان التحقيقات الأمنية اكدت على وجود تنسيق بين الحوثيين والقاعدة منذ تحرير عدن؛ في إشارة الى هجمات إرهابية ضربت فندق القصر ومقر قوات التحالف العربي، في العاصمة عدن، بعد ان روج الحوثيون انهم سيقصفون العاصمة الجنوبية بالصواريخ قبل ان تهزم المدينة تفجيرات مركبات عسكرية ملغومة.

وفي تأكيد على وجود تنسيق بين الحوثيين والاخوان والقاعدة، قال مركز المرجع المتخصص في متابعة أنشطة الجماعات المتطرفة إن ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، منحت القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي «عارف مجلي»، درع وسام القبيلة العربية، تكريمًا لدوره في مساندة الميليشيا بحشد عدد كبير من العناصر، والزج بهم في صفوف الحوثي.

وظهر القيادي القاعدي عارف مجلي، إلى جانب عدد من القيادات الحوثية، بالعاصمة اليمنية صنعاء، في حفل تكريم له، الخميس 2 ديسمبر 2021.

وبحسب المركز يأتي التكريم بعد اعتماد الميليشيا على الإرهابي عارف مجلي في تعميق التقارب مع القاعدة، خاصة وأنها قامت بتعيينه مؤخرًا وكيلًا لمحافظة صنعاء.

ويعود أول تعاون مباشر بين فرع القاعدة في اليمن وبين ميليشيات الحوثي إلى عام 2015، عقب  دخول «الحوثي»، كوسيط بين إيران وبين «القاعدة» في صفقة تبادل أسرى، للإفراج عن دبلوماسي إيراني كان مختطفًا لدى التنظيم، مقابل إطلاق طهران سراح خمسة من كبار قادة «القاعدة» من السجون الإيرانية.

ومنذ ذلك الحين فتحت الميليشيا الانقلابية الطريق أمام تنظيم القاعدة في المناطق التي تخضع لسيطرتها في محافظة البيضاء.

يقول المحلل السياسي اليمني، محمد الحميري إن تنظيم «القاعدة» تربطه العديد من المصالح مع الحوثي، منها أن تلك العلاقة تضمن له الحصول على الدعم المالي والعسكري من إيران، وهذا الدعم يضمن له البقاء حيًّا على أرض اليمن، كما أن ذك الدعم سيمدد نفوذ القاعدة في اليمن.

وأكد «الحميري» في تصريح لـ«المرجع»، أن جماعة الحوثي استفادت خلال الفترة الماضية من تنظيم القاعدة، من خلال العناصر الإرهابية التي أرسلها التنظيم الإرهابي، للجماعة المدعومة من إيران، لذلك فالمصالح بين التنظيمين مشتركة.

وختم المحلل السياسي اليمني تصريحه بأن كلًا من «الحوثي» و«القاعدة»، لديهما عدو مشترك هو الجيش الوطني اليمني، فالاثنان ليس من مصلحتهما بقاء الجيش، والدخول معه في المواجهات، لذلك تحالفا ضده.

مؤسسات الدولة في كل بلدان العالم تكافح الإرهاب أمنيا وثقافيا وإعلاميا اما هذه البلاد ينشط فيها الإرهاب من داخل مؤسسات الدولة ومعسكراتها فيما تتولى قنوات محلية الدفاع عن الارهابي وتقديمه كناشط مدني يدافع عن حقوق مشروعه.

يجب محاكمة كل من ساهم في توطين الإرهاب في بلادنا وهم معروفون.