غضب إخواني ووزير معزول يتهم "الرئيس" بالخيانة..

تقرير: "هادي" يفكك سلطة الإخوان بشبوة والقبائل تطالب بمحاكمة بن عديو

الأحمر فشل في منع اقالة بن عديو على الرغم من انه ذهب إلى الدوحة واستلامه تمويلا ضخما - أرشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

علمت صحيفة اليوم الثامن من مصادر رئاسية إن الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، وافق الليلة الماضية على عزل حاكم شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو، وذلك بعد نحو شهرين من الانتفاضة القبلية التي طالبت بعزله ومحاكمته جراء ما اسموه "ارتكاب خيانة عظمى بتسليم جزء من المحافظة الغنية بالثروات النفطية للحوثيين".

وقالت المصادر "ان هادي المقيم في الرياض، رضخ لضغوط سعودية بضرورة طي صفحة الاخوان، بعد ان ظل يماطل بانه لم يصل الى تفاهمات مع معاونيه؛ في إشارة الى نائبه الاخواني علي محسن الأحمر، الرافض لتنفيذ اتفاقية الرياض".

وأكدت المصادر ان الأحمر فشل في منع اقالة بن عديو على الرغم من انه ذهب إلى الدوحة واستلامه تمويلا ضخما من بينها نصف مليون دولار أمريكي، قدمتها الدوحة كجائزة للمنتخب اليمن المشارك في بطولة كأس العرب.

واعتبرت مصادر جنوبية "تأكيد قرار عزل بن عديو، بأنه بداية مشروع تفكيك لتنظيم الإخوان المصنف على قوائم الإرهاب، خاصة في ظل وجود أدلة تؤكد على علاقة التنظيم بالحوثيين وخدمة المشروع الإيراني.

وقالت مصادر قبلية في شبوة لصحيفة اليوم الثامن "ان القبائل تعرضت لهجمات إرهابية من ميليشيات بن عديو خلال فترة حكمه وان هناك ضحايا سقطوا برصاص ميليشيات بن عديو، وان على الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، مسؤولية أخلاقية في محاكمة الرجل جراء ما ارتكبه من مجازر بحق أبناء شبوة".

وأعلن الشيخ القبلي البارز سالم بوزيد الخليفي "أن شبوة بعد عزل الاخواني بن عديو ستكون للجميع، وسيتم التعايش بين مختلف أبناء المحافظة دون أي تمييز او اقصاء او تهميش".

وقال الخليفي وهو عضو التحالف الموحد لأبناء شبوة في تصريحات لصحيفة اليوم الثامن "ان شبوة مقبلة على مرحلة جديدة سيكون فيها الجميع مسؤولون أمام الله والقانون والشعب بانه سيعملون على إعادة اللحمة الوطنية الجنوبية".

وأكد ان شبوة بنخبها القبلية والسياسية لن يتم فيها السماح لأي إجراءات انتقامية من حقبة بن عديو التي طويت وأصبحت من الماضي، وعلى الجميع ان يفكر بالمستقبل لإعادة ترميم ما دمرته السلطة التي طوت صفحتها اليوم".

واثار تأكيد قرار عزل بن عديو غضب إخوان اليمن خاصة في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ سبع سنوات، حيث طالب ناشطون إخوان في تصريحات لتلفزيونات التنظيم التي تبث بتمويل قطري "برفض قرار اقالة بن عديو من منصب المحافظ".. معتبرين ان قرار اقالته يهدد الوحدة اليمنية".

ووصف وزير النقل المعزول، صالح الجبواني، الرئيس عبدربه منصور هادي، "بالخائن" على خلفية إقالة المحافظ الإخواني محمد صالح بن عديو المتورط بتسليم مديريات بيحان لميليشيا الحوثي الإنقلابية دون قتال .

الجبواني الذي يعتبر أحد أعضاء خلية مسقط الإخوانية المتآمرة على شرعية هادي والتحالف العربي، اعتبر في تغريدة له بتويتر، إقالة الرئيس هادي لمحافظ شبوة الاخواني محمد صالح بن عديو، "خيانة عظمى" .. زاعماً أن الرئيس هادي فرط في سيادة بلاده في إصدار مثل هذا القرار .

وقال الجبواني الذي كان بصدد بيع منافذ الدولة البرية والبحرية والجوية لتركيا قبل إقالته، "أنه على يقين أن الدنبوع -الرئيس هادي- سيقيل بن عديو وان تبرير ذلك بإن عليه ضغوط يعني أنه فرط في سيادة الدولة" .

وتتفق تغريدة الجبواني مع ما يطرحه نشطاء اليمن المنتمين لتنظيم الإخوان، جناح تركيا وقطر، الذين أطلقوا العديد من الحملات الإلكترونية لدعم بن عديو بالتزامن مع أنباء إقالته خوفاً من إجهاض مخططاتهم التأمرية ضد التحالف العربي والشرعية في شبوة إذا ما تم إبعاد الإخوان عن قيادة المحافظة.

ويعد بن عديو واجهة للتنظيم الدولي للإخوان واوكلت له مهمة محاربة التحالف العربي وحرف مسار الحرب بدلا من محاربة الحوثيين والخوض في معارك جانبية وهو ما اكده وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك في تصريحاته الأخيرة على قناة الجزيرة .

من ناحية أخرى، أفادت مصادر محلية في محافظة شبوة بإنتشار قوات الأمن الخاصة الإخوانية التي يقودها عبدربه لعكب الشريف في عدد من مديريات المحافظة بالتزامن مع انباء إقالة المحافظ، محمد صالح بن عديو .

وذكرت المصادر، أن ميليشيا الإخوان حركت 50 طقماً عسكرياً بإتجاه الطلح وأرسلت قوات بإتجاه مديريتي جردان والروضة .. مشيرة إلى وصول تعزيزات إخوانية ضخمة من مأرب التي تشهد معارك عنيفة ضد ميليشيا الحوثي الإنقلابية في عدة جبهات .

وأفادت مصادر مسؤولة بمحافظة شبوة، أن عدد من القيادات الأمنية والعسكرية الإخوانية بدأت مغادرة  مدينة عتق بشكل مفاجئ بالتزامن مع وصول تأكيدات على توقيع الرئيس عبدربه منصور هادي قرار إقالة المحافظ الإخواني محمد صالح بن عديو .

وقالت المصادر إن تلك القيادات غادرت المحافظة برفقة أسرها، في حين غادرة أسرة بن عديو عبر مطار سيئون إلى العاصمة المصرية القاهرة التي من المتوقع أن يستقر بن عديو فيها .

وأشارت المصادر إلى قيادات عسكرية وأمنية أخرى تواصلت بالتزامن مع الحراك القبلي بعتق وأبلغت قيادته عدم علاقتها ببن عديو وإستعدادها التنسيق والترتيب من أجل المرحلة القادمة والمساهمة في تعزيز الأمن وإجهاض أي محاولات لزعزعة الإستقرار من قبل الخلايا الإرهابية التابعة للإخوان .

ونجح الحراك القبلي في محافظة شبوة بقيادة النائب في البرلمان والزعيم القبلي، الشيخ، عوض محمد ابن الوزير، في وضع حد لهيمنة وجرائم وفساد سلطة الإخوان في شبوة .

وتسيطر جماعة الإخوان منذ أربع سنوات، على محافظة شبوة، وقامت في سبتمبر/أيلول الماضي بتسليم مديريات بيحان الثلاث (غرب) لمليشيا الحوثي، ما أثار غضب رجال القبائل المحلية ورفع من منسوب الحراك الشعبي لإسقاطها.