القوات الجنوبية تعلن تحرير أول بلدة يمنية في مأرب..

تقرير: "الاشتراكي".. من هم المسؤولون عن انكسارات "جيش هادي"

مقاتلان في مأرب خلال عملية تصوير توثيقية فوق تلة رملية لكن يبدو السلاح في وضع "آمان" - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

أعلنت قوات العمالقة الجنوبية تحرير بلدة حريب اليمنية في جنوب محافظة مأرب اليمنية(الاثنين)، في عملية عسكرية نوعية هدفها تامين محافظة شبوة النفطية في الجنوب.

ووصفت مصادر عسكرية العملية العسكرية بالتقدم النوعي للقوات الجنوبية في شمال اليمن، حيث نجحت ألوية العمالقة الجنوبية في تحرير أول بلدات محافظة مأرب شمالي اليمن بعد مواجهات عسكرية مع مليشيات الحوثي استمرت على مدار أيام متواصلة.

ونقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة، أن قواتها تقدمت ميدانيا وسيطرت على جبال ضاحة شقير والقرن والمدفون المطلة على حريب.

كما ذكر المركز سيطرة ألوية العمالقة على جبال المدفون والحقيل ومهران المطلة على طريق الجفرة العبدية بمحافظة مأرب.

وأشارت المعلومات التي أوردها المركز الإعلامي إلى "معارك عنيفة"، بين الجانبين، واستطاعت من خلالها ألوية العمالقة "تكبيد" قوات الحوثيين مئات القتلى والجرحى.

  ومثلت عملية استعادة بلدة حريب ضربة أخرى لجيش الإخوان في مأرب الذي لا يزال يستخدم استراتيجية المناورة مع الميليشيات الحوثية، ويرفض الدخول في معركة حقيقية لتأمين مأرب.

وعلى مدى سبع سنوات من الحرب، لم تحرز القوات المحسوبة على هادي (جيش الإخوان)، أي انتصارات، بل على العكس خسرت العديد من المدن التي كانت قد حررتها قوات التحالف العربي في العام الأول للحرب، واستحوذ الحوثيون على كميات كبيرة من الأسلحة التي قدمها التحالف لجيش مأرب.

وبرر الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني وسفير حكومة هادي لدى المملكة المتحدة، ياسين سعيد نعمان، الانتكاسات لجيش الاخوان إلى عوامل دولية حالت دون تقدم ما اسماها بقوات الحكومة الشرعية التي ينحصر وجودها في مأرب وتعز (فقط).

وقال نعمان ان المجتمع الدولي يستطيع أن يضع حداً لحرب اليمن، وتجنيب المنطقة ويلات الانزلاق نحو نزاعات تهدد الأمن الإقليمي والدولي، وان لديه من أوراق الضغط ما يجعل إنهائها أمراً ممكناً.

واتهم نعمان المجتمع الدولي بممارسة الضغط على الحكومة الشرعية لتوقيع اتفاقية وقف القتال في الحديدة، زاعما ان القوات التي كانت تقاتل هناك "قوات تتبع الحكومة اليمنية".

وزعم أن هذا الوقف الجزئي للحرب تم في المكان الذي كانت فيه الحكومة الشرعية وحلفائها قادرين على كسر الحوثي وارغامه على العودة الى مائدة مفاوضات السلام".

واقر نعمان بان ما اسماها بالحكومة الشرعية الموقعة على اتفاقية استكهولم، ساهمت في منح الحوثي حرية الحركة والتمدد ونقل الحرب من الحديدة الى الجنوب، او كما قال أمين الاشتراكي (شرق البلاد).

واشار الى ان المجتمع الدولي قد قرر المكان المسموح للحرب أن تتمدد فيه، ويقع ما بين الجبل والرملة شرق (عدن)، حيث التضاريس الصعبة، وحيث بؤس الحياة يغلف كل شيء حتى أن الحرب هنا لا تعني أكثر من ترويع واجتثاث البلدات والقرى والربوع والمدن النائمة فوق جغرافيا منقوعة في تاريخ عبق الكبرياء فيه يقض مضاجع ورثة الإمامة، وأن مهمة الحرب هي كسر هذه الكبرياء". 

ولم يشر نعمان الى الانتصارات التي حققتها قوات العمالقة الجنوبية في شبوة، لكنه زعم ان الحوثي خسر معركة مارب والوصول إلى منابع النفط"..

الحوثي يخوض الحرب لهدفين مزدوجين  : الأول هو الحفاظ على ما تحت يديه من البلاد ، والثاني السيطرة على أراضي من شأنها أن تشكل درعاً حامياً لما قي قبضته من جغرافيا ، وهذه الأخيرة يمكن أن تكون ساحة لمعارك كر وفر ، وهو ما يعني أن الحرب تجري في الجغرافيا التي لا يشكل كسره فيها عنصراً ذا قيمة استراتيجية .

 وتساءل نعمان "كيف لنا أن نفهم سياسة المجتمع الدولي وهو يكرس مثل هذه السياسة الانتقائية التي تقرر أن تحارب هنا ولا تحارب هناك لاستعادة شرعية الدولة المصادرة".. مقرا بان "الحوثي هو المستفيد الوحيد من هذه السياسة، ولو أن المجتمع الدولي استطاع أن يضبط سلوك المليشيات الحوثية في جبهة الساحل الغربي عملاً بما قرره "لأسباب انسانية" ، لكان من الممكن فهم الدافع وراء ذلك ، لكن أن تتحول منطقة الساحل الغربي وموانئها وسواحلها وبحارها وشواطئها وجزرها إلى قوة يوظفها الحوثي في عدوانه على اليمن وعلى دول الجوار ، بما في ذلك تصفية "ثأراته" في المنطقة التي حملت لواء الدفاع عن اليمن فذلك أمر لا يستعصي على المجتمع الدولي فهمه حينما يطلب منه اليمنيون أن يعيد بناء رؤيته تجاه مشروعية مواجهة الحوثي ، ومن ورائه إيران ، في كل مكان".