تحليلات

سجن مفتوح على هيئة مدينة..

تقرير: جنوبيون في صنعاء.. خونة وغير مرحب بهم

جانب من العاصمة اليمنية صنعاء التي يحتلها الحوثيون الموالون لإيران

خاص (عدن)

 

ختطف الحوثيون والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مدينة صنعاء كغيرها من المدن التي وصل عبثهم إليها، واقام طرفي الانقلاب سياسية النار والحديد للتعامل مع كل من لا يروق لهم، أو بمجرد اختلافه معهم في الأفكار أو المذهب، حتى بات الجميع في نظرهم خائناً ويستحق السجن مالم يكن كما تشتهي نزعتهم المتعطشة للدماء، وهو ما جعل صنعاء مدينةً يسكنها الرعب والخوف والقلق.

 

جنوبيون في صنعاء

ما زال ثمة الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية يقطنون مدينة صنعاء، وبعضهم أصبحت حياته متعلقة بالمدينة، كون أملاكه ومصادر رزقه فيها، إلا أن الكثير من هؤلاء باتوا الآن يمتعضون من البقاء في المدينة بعد أن تحولوا الى أعداء و مواليين" للمحتل للإماراتي" كما تطلق عليهم المليشيات الحوثية.

 

وتمكن "اليوم الثامن" من الوصول الى شاب جنوبي في صنعاء، لم يسمح بذكر اسمه لدواعٍ أمنية، والذي تحدث عن معاناتهم في المدينة وممارسات المليشيات الحوثية ضدهم "الجنوبيين في صنعاء أصبحوا كأنهم خونة ويناديهم البعض بأنهم سلموا بلادهم (للاحتلال الاماراتي)". وهو يُفضل أن يعود الى الجنوب في أقرب فرصة.

 

ويبرر صحفي مؤتمري يعمل في صحيفة "اليمن اليوم" التابعة للمخلوع صالح هذه الحقائق، وارتأى افضلية التحفظ عن اسمه، ويقول" لا توجد أي طرق سيئة للتعامل مع الجنوبيين وفي الحقيقة تواجد ابناء المناطق الجنوبية في صنعاء بنسبة صغيرة, والتعامل في صنعاء بشكل عام لا يتم على اساس المنطقة أو الطائفة او العرق, المواطنون في صنعاء كلهم يمنيين والتعامل معهم على هذا الاساس , لا سيما أن صنعاء تاريخياً تحتضن أبناء اليمن كافة وسكان صنعاء من مختلف المحافظات, لذلك تجد ابناء المحافظات الجنوبية يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بعكس ما يجده اهل صنعاء في الجنوب من ممارسات عنصرية".

 

وأكد طالبٌ من محافظة ريمة ويدرس كلية الإعلام في جامعة صنعاء وله أصدقاء جنوبيين أن " أبناء الجنوب ايضا في صنعاء يتم التعامل معهم من قبل الحوثيين على اساس انهم ارهابيين ودواعش، وهذا أمر يبرر لحرب دينية ليست سهلة وبإمكان الحرب اذا ما تحولت من حرب سياسية الى دينية ان تقضي على الجميع وتأكل الأخضر واليابس، وتكون نتائجها وخيمة".

 

أساليب طائفية

ويضيف المصدر ذاته أن  مليشيا الحوثي " تمارس العديد من الانتهاكات والملاحقات والاعتقالات بحق الكثيرين من القاطنين في العاصمة صنعاء على أسس دينية ومذهبية، وأخرى عنصرية، قائمة على المناطقية".

 

ويقول صحفي اليمن اليوم أن هنالك " تفاوت في المعاملة مع ابناء هذه المناطق(ذات الأغلبية الشافعية) من قبل جماعة انصار الله (الحوثيين)  من منظور الانتماء السياسي, وقد يكن هذا الامر من قبل  الجهات الامنية لخوفها من خلخلة الامن في صنعاء والحفاظ عليه, بالإضافة الى دور ابناء هذه المناطق في صنعاء اذا ما كانوا في الاعلام او لهم دور في النشاط السياسي".

 

ويعزز فكرة العنصرية التي يمارسها الانقلابيون، أحد ابناء محافظة تعز القاطنين في صنعاء بتأكيده أنه " ظهر التمييز المناطيقي في صنعاء للقاطنين فيها من محافظات اخرى بمظاهر معتادة ومألوفة، في ممارسات يومية وتصرفات يمكن ملامستها في الحياة العامة". مضيفاً بشكل عام انا اعتقد انها تصرفات فردية من أشخاص لم يستوعبوا بعد تعايش اليمنيين على المدى الطويل، هؤلاء جاؤوا محملين بأثقال طائفية تربوا عليها، انا مثلا أتعرض لكلمات تشعرني بالنقص أمامهم، لكنهم ليسوا كثر، ولا يمثلون سوى نسبة قليلة ودخيلة على ثقافة صنعاء وموروثها الذي أثبت على مدى طويل بأنها عاصمة لكل اليمنين، أحداث الأعوام الأخيرة أثرت بشكل كبير على هذا الجانب، وعملت على فرز مجتمعي ضيق نرى انفسنا فيه ناقصين وغرباء".

 

تسميات عنصرية

لا يكتفي الحوثيون وأنصارهم في صنعاء بنبذ أبناء المناطق المعارضة لهم فقط، بل تطور الامر الى استخدام أساليب عدائية ضدهم في المساجد كما يؤكد المواطن التعزي في صنعاء بقوله " من ناحية دينية وبكوننا محسوبين على مناطق ليست زيدية فهذا تلحظه في دور العبادة". ويضيف " في بعض دور العبادة في صنعاء تلحظ العيون تتبعك لمجرد أنك تضم يديك الى صدرك ولا تسربل كما يفعل اتباع المذهب الزيدي".

 

ويتابع المصدر " حدث هذا لي عند بداية الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد، لكنني لا اذهب لدور العبادة الا نادرا الآن".

 

من جانبه يعود صحفي اليمن اليوم ليبرر " لم نلتمس من جماعة انصار الله أي استخدام للأساليب الطائفية مع المواطنين.. انصار الله تحركوا بغرس معتقداتهم عبر خطباء المساجد والمعلمين وإقامة الدورات التثقيفية, أما من ناحية ممارسات مباشرة مع المواطنين فهذا خالي من الصحة".

 

دواعش وتكفيريين ومرتزقة

أثارت المليشيات الانقلابية عبر وسائل اعلامها تسميات كثيرة تطلقها على كل معارضيها، واستطاعت ان تضلل أنصارها في صنعاء ومناطق سيطرتها بهذه التسميات، والذين بدورهم عملوا على انتهاجها واعتبروا كل من يخالفهم بأنهم "دواعش وتكفيريين ومرتزقة".

 

يؤكد الطالب في كلية الإعلام بصنعاء أن " ما يثبت ذلك هي التسميات التي تطلقها على أبناء تعز وإب وريمة وغيرها ووصفهم بالدواعش كونهم ينتمون لغير المذهب الشيعي، علاوة على تكفيرهم، وهذا الأمر يؤكد ان الحرب اليمنية والمستمرة منذ ثلاث سنوات وتقودها مليشيا الحوثي ذات نزعة دينية وطائفية أكثر من هي سياسية".

 

ويبين المصدر الآخر أنه " مع هذا لا ننس الطرف الاخر فهو ساهم بشكل او بآخر بمحاولة اظهار الصراع السياسي على انه صراع ديني، الأمر الذي جعل عامة الناس من كافة الأطراف تتعامل مع هذا المنطق كسلوك".

ترامب في السعودية: استثمارات تاريخية وتحول في سياسة الشرق الأوسط


الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن سوريا: خطوة نحو إعادة الإعمار والاستقرار


الكونغرس الأمريكي يصوت لصالح دعم الديمقراطية في إيران وإدانة قمع الملالي


القمم الخليجية-الأمريكية: تنسيق استراتيجي لمواجهة التحديات الإقليمية