ترجمة

القمة الخليجية الأمريكية..

ترامب في السعودية: استثمارات تاريخية وتحول في سياسة الشرق الأوسط

ترامب يرفع العقوبات عن سوريا ويؤمن استثمارات سعودية ضخمة في الرياض

استهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته في الشرق الأوسط بزيارة إلى المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء، 13 مايو 2025، حيث استقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحفاوة، إلى جانب نخبة من قادة الأعمال الأمريكيين والسعوديين. تمحورت الزيارة حول تعزيز العلاقات الثنائية، تأمين استثمارات ضخمة، وإعادة صياغة السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، مع تبني نهج أكثر مرونة تجاه إيران بعد تغيير نظامها. فيما يلي أبرز النقاط الخمس للزيارة:

الاستقبال الملكي

هبطت طائرة الرئاسة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، حيث فُرشت سجادة أرجوانية ترحيبًا بالرئيس ترامب، الذي رافقه الأمير محمد بن سلمان إلى المحطة الملكية. وقبل الهبوط بنحو نصف ساعة، رافقت مقاتلات سعودية من طراز إف-15 الطائرة الرئاسية في استعراض رمزي، بحسب الصحفيين المرافقين. وفي الديوان الملكي، تجدد الاستقبال بسجادة أرجوانية أخرى، مع موكب من الفرسان على خيول عربية أصيلة، وأصوات أبواق السيارات تحية للرئيس. عزفت الأناشيد الوطنية للبلدين، ثم حضر ترامب والأمير محمد حفل قهوة تقليدي بحضور مئات المدعوين.

الفعاليات الرسمية

في قصر الدرعية الطريف، أحد مواقع التراث العالمي، أقيم عشاء رسمي تخلله عرض لنموذج الدرعية، الذي أشاد به ترامب واصفًا إياه بـ"العمل المذهل". اصطف فرسان على خيول عربية على طول الطريق، حاملين أعلام الولايات المتحدة والسعودية، بينما أضاء الموقع بإضاءة ذهبية، مما أضفى أجواءً مهيبة على الحدث.

حضور إيلون ماسك وقادة الأعمال

شارك إيلون ماسك، وزير كفاءة الحكومة الأمريكية، في الفعاليات، حيث قدمه ترامب للأمير محمد بن سلمان خلال محادثة ودية. حضر ماسك حفل القهوة والغداء والعشاء الرسميين، إلى جانب كبار المسؤولين في إدارة ترامب. ومن المتوقع أن تنتهي صلاحيات ماسك الحكومية في 30 مايو 2025، وسط ضغوط من مجلس إدارة تيسلا للعودة إلى قيادة الشركة. كما انضم إلى الفعاليات أكثر من 30 من قادة الأعمال والتكنولوجيا، من بينهم جياني إنفانتينو (رئيس الفيفا)، ستيفن شوارزمان (بلاكستون)، لاري فينك (بلاك روك)، أرفيند كريشنا (آي بي إم)، كيلي أورتبيرج (بوينج)، آندي جاسي (أمازون)، سام ألتمان (أوبن إيه آي)، وفرانسيس سواريز (عمدة ميامي). يعكس هذا الحضور تركيز الزيارة على تعزيز الاستثمارات وتأمين الصفقات التجارية.

السياسة الخارجية: مبادرة تجاه إيران وسوريا

في كلمته خلال منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي، قدم ترامب رؤية متفائلة لمستقبل الشرق الأوسط، معربًا عن انفتاحه على إبرام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقال: "إذا نجحنا في عقد صفقة مع إيران، سأكون سعيدًا جدًا، لنجعل المنطقة والعالم أكثر أمانًا. لكن إذا رفضت القيادة الإيرانية هذه المبادرة واستمرت في تهديد جيرانها، فسنضطر لممارسة أقصى الضغوط." يأتي ذلك بعد محادثات أمريكية-إيرانية حديثة، علماً أن ترامب انسحب من الاتفاق النووي الإيراني خلال ولايته الأولى. كما أعلن ترامب رفع العقوبات عن سوريا بناءً على طلب حلفاء الولايات المتحدة، مشيرًا إلى رغبته في منح سوريا "بداية جديدة" بعد سقوط نظام بشار الأسد. ومن المقرر أن يلتقي ترامب الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في الرياض يوم الأربعاء، في إشارة إلى دعم الحكومة الجديدة.

الصفقات الاقتصادية

حقق ترامب إنجازًا اقتصاديًا كبيرًا بتأمين استثمارات سعودية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، شملت صفقة دفاعية بقيمة 142 مليار دولار لتزويد السعودية بمعدات عسكرية متطورة من شركات أمريكية. كما تستثمر شركة "داتا فولت" السعودية 20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في أمريكا، إلى جانب استثمارات بقيمة 80 مليار دولار من شركات مثل جوجل، أوراكل، سيلزفورس، وأوبر في كلا البلدين. تشمل الصفقات أيضًا مشاريع بنية تحتية في السعودية بقيمة 2 مليار دولار نفذتها شركات أمريكية مثل هيل إنترناشونال وجاكوبس، بالإضافة إلى تصدير توربينات غاز من GE Vernova بقيمة 14.2 مليار دولار، وطائرات بوينج 737-8 بقيمة 4.8 مليار دولار. كما ستستثمر شركة Shamekh IV Solutions للرعاية الصحية 5.8 مليار دولار، بما في ذلك إنشاء مصنع في ميشيغان. وأُعلن عن إنشاء صناديق استثمارية بقيمة إجمالية 14 مليار دولار في مجالات الطاقة، الفضاء، الدفاع، والرياضة.

العلاقة الشخصية مع ولي العهد

أشاد ترامب بالأمير محمد بن سلمان خلال كلمته في منتدى الاستثمار، واصفًا إياه بـ"الرجل الرائع" و"الصديق العزيز"، مؤكدًا عمق العلاقة بينهما. وقال مازحًا إن الاستثمار السعودي قد يصل إلى تريليون دولار، مضيفًا: "نحن نحب بعضنا كثيرًا." وكانت أول مكالمة أجراها ترامب مع زعيم أجنبي بعد تنصيبه مع الأمير محمد، الذي تربطه علاقة وثيقة أيضًا بجاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق. ومع ذلك، أثار سجل ولي العهد في مجال حقوق الإنسان جدلاً، خاصة بعد تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الذي أشار إلى مسؤوليته عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، وهو ما دافع عنه ترامب خلال ولايته الأولى.

عكست زيارة ترامب إلى السعودية تركيزًا على تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية، مع تحقيق استثمارات ضخمة وإشارات إلى انفتاح سياسي تجاه إيران وسوريا. ومع استمرار جولته إلى قطر والإمارات، تبرز الزيارة كخطوة لإعادة تشكيل العلاقات الأمريكية مع الشرق الأوسط، وسط تأكيد على الحفاظ على التحالف الوثيق مع المملكة العربية السعودية.

الدور السعودي في إعادة تشكيل الإعلام الرسمي اليمني.. بين الشراكة السياسية والهيمنة المؤسسية


الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن سوريا: خطوة نحو إعادة الإعمار والاستقرار


الكونغرس الأمريكي يصوت لصالح دعم الديمقراطية في إيران وإدانة قمع الملالي


القمم الخليجية-الأمريكية: تنسيق استراتيجي لمواجهة التحديات الإقليمية