بحوث ودراسات
تقرير إخباري..
لماذا يشكل تحرير «المخا» انتصاراً استراتيجياً ؟
وصف مراقبون تحرير ميناء المخا بأنه انتصار استراتيجي للقوات الشرعية اليمنية والتحول الأبرز في تطورات الملف العسكري، لاسيما أنه سيؤدي إلى وقف عمليات تهريب السلاح المنتظمة لمليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التي كانت تتم عبر هذا الميناء الذي سيشكل نقطة انطلاق لتحرير مناطق أخرى على الساحل الغربي.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم جوي ولوجستي مكثف من قبل دول التحالف العربي قد حررت كامل مدينة المخا، وميناءها الاستراتيجي، بعد مواجهات عنيفة مع المليشيات الانقلابية، ما يعزز خيار الحسم العسكري في البلاد. وتعتبر المخا، القريبة من باب المندب، واحدة من أهم المدن الواقعة على الشريط الساحلي الغربي. ويشكل انتصار قوات الشرعية، وإحكام قبضتها على المدينة، ضربة قاصمة للمليشيات التي كانت تستخدمها منافذ تهريب رئيسة لجلب الأسلحة ومختلف أنواع الدعم من إيران لإطالة عمر الانقلاب.
وقال مراقبون: «إن عملية الرمح الذهبي تكتسب أهمية كبيرة لقوات الشرعية، خلافاً لبقية المعارك الدائرة في عدد من المحافظات الأخرى، وهو ما دفع التحالف إلى دعم العملية بتعزيزات عسكرية ضخمة، شملت مدرعات ودبابات وناقلات جند ومدافع حديثة ومتطورة، بهدف كسب المعركة سريعاً، والسيطرة على باب المندب». وأشاروا إلى أن العملية تستهدف تطهير مدن الساحل الغربي اليمني كافة، ودفع المليشيات الانقلابية إلى المناطق الداخلية التي تشهد في الأساس مواجهات عنيفة، وتضييق الخناق عليها في صعدة وصنعاء والجوف وتعز والبيضاء.
ورأى محللون عسكريون أن عزل المليشيات جغرافياً من خلال حرمانها من السيطرة على الموانئ التي تزودها بالموارد المالية والأسلحة المهربة سيسارع في إنهاء الحرب، إضافة إلى تصاعد حالة الغضب الشعبي جراء عجز الانقلابيين عن دفع رواتب الموظفين. وبينوا أن معركة تحرير المخا تهدف إلى التقدم تجاه بلدة الخوخة الساحلية، كمقدمة لاستعادة ميناء الحديدة الذي استغله الانقلابيون أيضاً في تهريب الأسلحة، ما يحقق استراتيجية التحالف وقوات الشرعية في حشر الانقلابيين في إقليم آزال، وقطع إمدادات الأسلحة التي تزودهم بها إيران عبر الموانئ التي يتم تحريرها. وبينوا أن سيطرة الجيش الوطني على المخا ومينائها المهم سيمكن الحكومة من تأمين الممر الدولي الذي يمر من خلاله أكثر من 1000 قطعة بحرية يومياً.
وكانت منظمة أبحاث تسليح النزاعات قد تحدثت الشهر المنصرم عن وجود خط بحري حيوي لتهريب الأسلحة من إيران إلى الانقلابيين في اليمن عبر إرسالها أولاً إلى الصومال. ودأبت المليشيات على استخدام ميناء المخا، في عمليات استلام شحنات الأسلحة القادمة من السفن الإيرانية، وكذلك عمليات إرسال السلاح إلى ميناء الحديدة. وقد تمكنت عملية «الرمح الذهبي» العسكرية التي انطلقت قبل نحو 16 يوماً من استعادة السيطرة على مديريتي باب المندب، والمخا على الرغم من كثافة الألغام الأرضية التي زرعها الانقلابيون.
ورأى مراقبون أن ترجيح كفّة الشرعية لا يقتصر فقط على كونها تُسيطر على المساحة الأكبر من الأراضي اليمنية، بل يُضاف إلى ذلك أنها تُسيطر على المناطق والمحافظات الاستراتيجية كإقليم حضرموت، ومحافظة مأرب شمال شرق اليمن. وأكدوا أن السيطرة على ميناء المخا سيمثل منطلقاً لتحرير إقليم تهامة بالكامل، كما سيعزز محور القتال عبر السيطرة على طريق الحديدة - تعز، وهو طريق آخر للإمداد اللوجستي للمليشيات.
وشدد خبير عسكري على أن تحرير المخا يمثل انتصاراً نوعياً سيساهم في رفع الروح المعنوية والقتالية لقوات الشرعية، لتسريع تحرير بقية مناطق الساحل الغربي لليمن، مؤكداً أن المليشيات أثبتت فشلها في خوض المعارك في الأماكن المفتوحة لكونها لا تجيد سوى حرب الشوارع. ولفت إلى مواصلة وحدات الجيش التقدم في منطقة نهم شرق صنعاء، وتمكنها خلال الأيام الأخيرة من تحرير جبال ومواقع عدة، وتطويق بقايا المليشيات في جبلي العياني والقناصين.