قضايا وحريات
معاناة أزمة الغاز ..
هكذا المرأة اليمنية تحتفل باليوم العالمي للمرأة
يحل اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف الثامن من مارس/آذار، هذا العام على المرأة اليمنية، وقد أضافت إليها ميليشيا الحوثي الانقلابية معاناة جديدة، تعكسه طوابيرهن الطويلة منذ أسبوع بحثاً عن الغاز المنزلي أمام المحطات المغلقة في أزمة تؤكد كل المؤشرات وقوف الحوثيين وراءها.
وأثارت صورة تداولها ناشطون يمنيون، لإحدى النساء وقد تركت طفلها في المنزل، ووضعت على عربته أسطوانة غاز في رحلة بحث بشوارع صنعاء للحصول عليها، ردود أفعال ساخطة ضد الحوثيين الذين أعادوا #اليمن سنوات إلى الوراء.
طوابير الغاز للمرأة اليمنية، واحدة من أوجه معاناة متعددة أفرزتها الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر/أيلول 2014، تحت غطاء فرض زيادات سعرية على المشتقات النفطية والغاز لترتفع في عهدهم عشرة أضعاف عما كانت عليه، بعد أن حولوا كل شيء إلى سوق سوداء للإثراء وتمويل حربهم.
"المرأة في طابور الغاز وزوجها في طابور البترول وأبناؤهم يبحثون عن حطب أو كراتين من أجل الخبز"، هذه خلاصة ما يراه أحد سكان صنعاء، لما يقاسونه من معاناة منذ انقلاب #الحوثيين، وهو على يقين، كما الآلاف غيره، أن الحوثيين هم من يفتعلون هذه الأزمات لتوسيع أرباحهم المهولة من السوق السوداء.
وتكمل العاصمة صنعاء أسبوعها الأول منذ انعدام مادة الغاز المنزلي لتلحقها ببقية المشتقات النفطية، في حين تروج قيادات الحوثيين إعلاميا لحل الأزمة، فيما الطوابير على حالها والمحطات مغلقة، وعشرات القاطرات المحملة بالوقود والغاز المنزلي محتجزة من قبل الميليشيا لمطالبتها بدفع إتاوات باهظة مقابل السماح بدخولها.
وتكدست أعداد كبيرة من النساء في طوابير طويلة أمام إحدى محطات الغاز في صنعاء، وتتنهد امرأة كبيرة في السن، لتقول بحسرة وألم "الموت أرحم من هذا الوضع"، وتفسر همسا لمن بجوارها في الطابور، أن أسرتها لا يوجد لديها غاز منذ ثلاثة أيام وتتناوب هي وابنها على الطابور في انتظار وصوله.
وأضافت: "ما بش مرتبات وكل شيء غالي وقد احنا نعيش على وجبة واحدة بالعافية، وعيالي (أبنائي) فلتوا الدراسة يشتوا (يريدوا) منهم رسوم شهرية، وأبوهم قتل في الحرب".
وعمقّت ميليشيا الحوثي مأساة المرأة اليمنية، بالتسبب في فقدان عشرات الآلاف منهن لأزواجهن وذويهن، ما أجبر العشرات من النساء على تحمل مسؤولية تدبر الحياة المعيشية.
وانتشرت أسواق الحطب بشكل واسع في شوارع العاصمة صنعاء، في مظهر اعتبره كثيرون، دليلا على مشروع التخلف الذي تحمله ميليشيا الحوثي لليمنيين.
وكان تقرير حقوقي رصد العديد من الانتهاكات ضد المرأة اليمنية من قبل ميليشيا الحوثي، تشمل القتل، والإصابة، والتشويه، والاعتقالات، التحرش الجنسي والعنف، وقتل أو جرح رؤوس الأسر المعيشية، وتشريد الآلاف من النساء.