الأدب والفن
معلقاتي..
نِعْمَ الصَّدِيقُ يُغِيثُنِي فِي مِحْنَتِي
الصديق
حُبِّي إِلَيْكِ غَادَتِي مُغَامِرٌ
- أُرِيدُ أَنْ أُفْضِي إِلَيْكِ حُبَّنَا=بَعْدَ انْخِرَاطٍ فِي مَتَاهَاتِ النَّوَى
- لَوْ تَعْلَمِينَ غُصَّتِي وَحُرْقَتِي=لَغُصْتِ فِي بَحْرِي وَلَوْ ذُقْتِ التَّوَى
- فَقَرِّبِي مِنِّي وَلَوْ بِلَمْسَةٍ=نَهْنََاهَةٍ مَسَّاحَةٍ طُولَ الْجَوَى
- وَدَنْدِنِي وَغَرِّدِي عُصْفُورَةً=قَدْ أَطْرَبَتْ قَلْبِي وَلَيْلِي مَا انْجَلَى
- أُرِيدُهُ تَطْوِيلَهُ تَرْنِيمَهُ=تَغْنِيجَهُ فِي الْحُبِّ عَالِي الْمُسْتَمَى
- أَنَا بِلَحْنِ الْحُبِّ أُذْرِي دَمْعَتِي=يَا غَادَتِي وَالْحُبُّ يَسْمُو بِالصِّلَى
- قَلْبِي بِحُبِّكِ انْتَشَى فِي أَوْجِهِ=بِوَجْهِ عُذَّالِ الْهَوَى خَاضَ الْوَغَى
- حُبِّي إِلَيْكِ غَادَتِي مُغَامِرٌ=فَاقَ الْعَمَالِقَ جَابَ أَقْصَى الْمُرْتَمَى
- لِلْمَسْجِدُ الْأَقْصَى أَنِينٌ مُوجِعُ=شَقَّ الْقُلُوبَ دَاحِضاً تِلْكَ الدُّمَى
- مَا بَالُنَا فِي غَيِّنَا يَا حَسْرَةً=أَوْدَتْ بِنَا حَتَّى مَتَارِيسِ الْعِدَى
- يَا وَيْلَتَى مِنْ مَكْرِهِمْ مِنْ غَيِّهِمْ=مِنْ ظُلْمِهِمْ فَاقُوا أَسَاطِينَ الْكُدَى
- أَخْجِِلْ بِنَا يَا عَمَّنَا يَا خَالَنَا=ذُقْنَا اللَّظَى بَعْدَ افْتِقَادِ الْمُنْتَمَى
- لَا عِبْرَةٌ لَا عَبْرَةٌ لَا دَمْعَةٌ=لَا حَسْرَةٌ تَأْوِيهَةٌ أَيْْنَ الدِّمَا
- تُهْنَا وَتَاهَتْ خُطْوَةٌ=بِطَرِيقِهَا تَصْفِيقِهَا لَا يُجْتَبَى
- تَصْفِيقَ أَفَّاقِينَ مَالُوا لِلْهَوَى=تَغَيَّبُوا فِي جُبِّهِمْ بَيْنَ الْفَلَا
- بِيعَتْ حُقُوقُ الْمُنْتَمِي بَلَاهَةً=سَيْفُ الْحَيَاءِ بَاعَهُمْ حَتَّى الْحَصَى
- تُهْنَا بِلَا حَتَّى الْبَلَا لَمْ نُلْفِ لَا=بَلْ أَلْفُ لَا وَاحَسْرَتَا تَحْتَ الثَّرَى
فَأَنَا الْمَجْنُونُ فِي بَحْرِ هَوَاكْ
- كُلُّ إِلْهَامٍ جَمِيلٍ لِعَدَاكْ=كَانَ فِي الْحَقِّ فُيُوضاً مِنْ هَوَاكْ
- اِفْتَحِي الْبَابَ لِقَلْبِي كَيْ يَرَاكْ=فَأَنَا الْمَجْنُونُ فِي بَحْرِ هَوَاكْ
- خُيِّرَ الْقَلْبُ بِآلَافٍ تَجَلَّوْا=فِي جَنَانِي لَمْ أَخَلْ أُنْثَى سِوَاكْ
- كَانَ صُبْحاً بَاسِماً وَقْتَ لِقَانَا=أَظْهَر الْمُضْمَرَ مِنْ بَحْرِ نَدَاكْ
- نَبْضُ قَلْبِي نَالَ حَظًّا لَا يُبَارَى=بَعْ أَنْ تُوِّجَ فِي قَصْرِ رِضَاكْ
- أَيْنَ أَنْتِ الْآنَ يَا بَدْرَ اللَّيَالِي=وَفُؤَادِي مِثْلَ طَيْرٍ فِي سَمَاكْ ؟!!!
- غِبْتِ عَنِّي تَاهَ ظَنِّي سَارَ فَنِّي=مِثْلَ طَيْرٍ ظَلَّ يَشْدُو فِي فََضَاكْ
نِعْمَ الصَّدِيقُ يُغِيثُنِي فِي مِحْنَتِي
- بَدْرٌ تَجَلَّى كَالْبِنَاءِ الشَّاهِقِ=فَأَحَالَ فِكْرِي لِلصَّدِيقِ الصَّادِقِ
- هُوَ بَلْسَمٌ يَأْسُو الْجِرَاحَ بِحِكْمَةٍ=وَرَوِيَّةٍ وَجَمَالِ حُبٍّ دَافِقِ
- يَا تَوْأَمِي يَا وَرْدَةً مِعْطَاءَةً=يَا نَسْمَةً أَوْحَتْ بِفَضْلِ الْخَالِقِ
- أَلْقَاكَ تَنْزَاحُ الْهُمُومُ وَتَخْتَفِي=وَتَخَافُ بَأْسَكَ كَالْهِزَبْرِ الصَّاعِقِ
- يَا فَجْرَ أَيَّامِي إِذَا طَالَ الدُّجَى=أُلْفِيكَ تَبْدُو كَالضِّيَاءِ الْوَاثِقِ
- فَأَرَى السَّعَادَةَ بَعْدَ هَمٍّ مُهْلِكٍ=وَأَرَى التَّكَيُّفَ بَعْدَ قَيْظٍ حَارِقِ
- وَأَرَى النَّعِيمَ يَهِلُّ فِي جَنَّاتِهِ=يَبْدُو لِقَلْبِي كَالْمَلَاكِ النَّاطِقِ
- إِنَّ الصَّدِيقَ وَفَاؤُهُ مُتَحَقِّقٌ=فِي ذَا الزَّمَانِ كَالِاخْتِرَاعِ الْخَارِقِ
- أَغَلَى مِنَ الْمَاسِ الصَّدِيقُ وَلَا أَرَى=إِلَّاهُ عَوْناً كَالنَّخِيلِ السَّامِقِ
- فِي النُّصْحِ أَسْمَعُهُ بِقَلْبٍ خَاشِعٍ=مُتَبَتِّلٍ قَدْ عَافَ مَكْرَ مُنَافِقِ
- نِعْمَ الصَّدِيقُ يُغِيثُنِي فِي مِحْنَتِي=يَغْزُو بَلَائِي بِالضِّياءِ الْفَالِقِ
- وَيَظَلُّ يَرْعَانِي حَنُوناً قَاطِعاً=دَرْبَ الْمَكَارِمِ بِالْوَفَاءِ اللَّائِقِ
- مَا هَمَّهُ الْإِيذَاءُ يَلْحَقُهُ إِذَا=جَلَبَ الْمَنَافِعَ لِي بِقَلْبٍ خَافِقِ
- وَأَرَاهُ يُنْصِتُ عِنْدَمَا أَحْكِي لَهُ=مَا هَمَّنِي مِثْلَ الشَّرِيفِ الْعَاتِقِ
- يُجْلِي الْنَّوَائِبَ إِنْ يَزُرْنِي طَيْفُهَا=وَيَظَلُّ يَعْدُو كَالْجَوَادِ اللَّاحِقِ
- إِنْ تَلْقَهُ بَيْنَ الصِّحَابِ مُطَوِّفاً=لَا تُلْفِهِ إِلَّا بِفَضْلٍ سَابِقِ
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم