تحليلات
دبلوماسي يروي جزء من احداث اعوام الوحدة الأولى..
تقرير: صانع الوحدة.. رفض شيوخ قبائل الشمال أن يحكمهم
علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح
أقل من عام فقط على توقيع الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو ايار 1994م، حتى بدأت قبائل الشمال تخطط في كيفية الانقضاض على الشريك في الوحدة والسيطرة على بلاده، فيما كان علي سالم البيض يحمل طموحات عربي تشبع بفكرة الوحدة اليمنية وبأنها سوف تنقل اليمن الموحد إلى مصاف الدول المتقدمة.
وكشف الدبلوماسي اليمني الجنوبي ياسين سعيد نعمان سفير حكومة هادي المعترف بها دوليا لدى بريطانيا عن جزء من تفاصيل احداث عام الوحدة الأولى، والتي تعرض فيها نعمان لمحاولة اغتيال عقب استهداف بصاروخ.
وقال نعمان في مقالة نشرتها صحيفة (اليوم الثامن) "البيض تساءل ذات يوم في مجلس يضم الرئيس اليمني حينها صالح وقيادات شمالية وجنوبية عن كيف "قتل الشهيد الحمدي ؟".. مشيرا إلى ان "الجميع لم يتكلم بكلمة حول ذلك الموضوع وعملية الاغتيال التي تشير الكثير من الروايات الى وقوف صالح وراء اغتياله".
وروى نعمان جزء من احداث العام الأول للوحدة اليمنية "في مناسبة أخرى وفي خيمة الرئاسة إلتقى الرئيس ونائبه يومذاك بالقوى السياسية ووجاهات المجتمع ، كان صالح يدير الاجتماع والبيض ينبهه لمن يطلبون الكلمة، كان من بين الحاضرين شخص يحبه البيض ويثني عليه ويعتبره مناضل " صمصوم" ، أعطى إسمه أكثر من مرة لصالح علشان يتكلم، لكن صالح ظل يتجاهله ، وكان يهمس للبيض هذا با يربش الاجتماع ، لدرجة أن البيض صدق ممانعة صالح ، وكان يريد أن يغادر الاجتماع إحتجاجاً على حجب حق الرجل في الكلام ، وفي الأخير أعطاه الكلمة . قام الصمصوم إياه وقال عبارة واحدة فقط : "يا بيض أنت رحت أمريكا تعالج عيونك بمائة ألف دولار هذا عبث بأموال الشعب" . نظر صالح الى البيض وكأنه يقول له خبز يدي والعجين".
وتابع نعمان في روايته "في إجتماع عام آخر في الرئاسة حول الحكم المحلي تهجم أحد المشايخ على البيض وقال له :" ما جبناكش يا بيض من الجنوب علشان تحكمنا"؛ وهذه أول رواية تؤكد الرفض الشمالي لوحدة الشراكة مع الجنوب وهو الرفض الذي قاد إلى اجتياح الجنوب واحتلاله من قبل قوى النفوذ الزيدية".
وتابع نعمان "عندما قصف مسكني في شارع نواكشوط بصنعاء بصاروخ في أغسطس ????دعانا صالح يومذاك بحضور العرشي والشيخ سنان ، وكان يتحدث بعصبية ويطلب من الشيخ سنان أن يذهب إلى خولان لإحضار جماعة الصلاحي المتهمين بإطلاق الصاروخ، دون جدوى".
وشهد العام الأول للوحدة اليمنية حوادث قتل لقيادات وكوادر جنوبية بلغ أكثر من 150 مسؤولا خلال اقل من عام، قبل ان تدشن صنعاء حربا جهوية انتهت بالسيطرة على كل مفاصل الأمور في الجنوب".
وكان نعمان يورد تلك الروايات في دحضه لمزاعم تقديمه طلب لجوء لدى بريطانيا التي يقيم فيها كدبلوماسي مبعوث لحكومة هادي المعترف بها دوليا.