تحليلات

عرض الصحف العربية..

تقرير: تشاؤم من نتائج مشاورات مؤتمر جنيف

ميليشيات الحوثي شمال اليمن

أبوظبي

تحتضن جنيف السويسرية، الخميس، جولة جديدة من مشاورات السلام اليمنية، وسط ظروف سياسية وميدانية بالغة التعقيد تشير إلى أن التوصل لأي اتفاق ربما بات أبعد من أي وقت مضى.


وفي صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، كشفت الجماعة الحوثية في صنعاء تركيبة وفدها، برئاسة المتحدث باسمها محمد عبد السلام كما كان متوقعاً، في حين رفض قادة حزب "المؤتمر" في الخارج، المشاركة في المشاورات، تحت مظلة الميليشيات الحوثية.

لا بوادر لحل قريب
لفتت صحيفة "العرب" اللندنية، في تقرير خاص، إلى أن المشاورات المزمع انعقادها غداً في جنيف، تأتي في ظروف معقدة للغاية.

ويقول الباحث المتخصص في الشؤون اليمنية فارع المسلمي، إن مشاورات جنيف "مهمة لأنها الأولى منذ عامين، ولأنها تجري برعاية مبعوث أممي جديد"، مستبعداً رغم ذلك، أن تُفضي إلى أي اختراق فعلي، خاصةً أن القوى الدولية غير مستعدة بعد للاستثمار في عملية السلام في اليمن، حسب رأيه.

ويُحمل العديد من الخبراء السياسيين المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، مسؤولية الفشل المبكر والمتوقع لمشاورات جنيف، حسب الصحيفة، بسبب محاولته تغيير المسار السياسي للحوار في اليمن، والسعي للانقضاض على المرجعيات، واستبدالها بأخرى لا تتوافق مع طبيعة مهامه وسيطاً دولياً يعمل تحت مظلة القرارات الأممية الصادرة عن مجلس الأمن.

وتتهم أطراف سياسية غريفيث بمحاولة تكريس سياسة الأمر الواقع التي تلبي أهداف الميليشيات الحوثية، مع رهانه على فرض حلول جزئية لا تتلاءم مع حقائق التطورات على الأرض، عبر دعم دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي.

"المؤتمر" يرفض المشاركة
من جهتها، أوردت صحيفة "الشرق الأوسط"، أسماء مفاوضي وفد ميليشيات الحوثي الانقلابية، برئاسة المتحدث باسمها محمد عبد السلام كما كان متوقعاً، مع حضور لقيادات حزب "المؤتمر" الخاضعين لها، ما أكد حرص الحركة الانقلابية على السطو على الحزب وتحويله إلى ذراع سياسية تابعة، بعد أن اغتالت زعيمه ومؤسسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وفي المقابل رفضت قيادات حزب "المؤتمر" في الخارج المشاركة في المشاورات تحت مظلة الميليشيات الحوثية، معتبرين في بيان رسمي،  أن في إدراج قيادات الداخل ضمن وفد الجماعة، نوع من الانحياز من قبل المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صف الجماعة لمساندتها في شق الحزب والاستحواذ عليه.

وأكدت مصادر حزبية للصحيفة، أن القيادية في حزب "المؤتمر" فائقة السيد، وعضو المفاوضات السابقة، رفضت المشاركة في وفد الجماعة التفاوضي، لرفضها أن تضع "يدها في يد الجماعة التي قتلت رئيس حزب المؤتمر علي صالح، وأمينه العام عارف الزوكا، ونكلت بأعضاء الحزب ونهبت ممتلكاته".

وذكرت المصادر، أن الجماعة استبعدت من وفدها في اللحظات الأخيرة، هشام شرف وزير خارجية حكومتها الانقلابية، بسبب التنافس بينه وبين نائبه القيادي في الجماعة حسين العزي على عضوية الوفد، ما أدى إلى تدخل زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، و"معاقبتهما" بشطبهما من عضوية الوفد.

"أسس مضمونة"
وفي لقاء مع صحيفة "الرياض"السعودية، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبدالحفيظ، إن للحوثيين تاريخ طويل في نكث الوعود، بعد كل الاجتماعات التي شاركوا فيها على مدار السنوات الماضية، مشيراً إلى أن مشاورات جنيف تحتاج إلى أسس جديدة لتضمن التزام الجماعة بما يتفق عليه فيها.  

وأضاف عبدالحفيظ، أن "المجتمع الدولي الذي أصدر القرار 2216 بمسؤولية وكفاءة على أساس استعادة الدولة" مطالب بضمان تنفيذ الاتفاقات الموقعة سابقاً والقرارات الصادرة عنه، مثل "القرار الذي ينص على أنه قبل أي تسوية يجب أن تنسحب الميليشيات من المدن اليمنية التي دخلتها، وعليها أن تسلم كافة المقار الحكومية التي عملت على احتلالها، وتسليم الأسلحة التي نهبتها من معسكرات الجيش"، مشدداً على أنه من الصعب "الجزم بأن هذه الميليشيات يُمكن أن ترضخ للدولة اليمنية".

الحوثي يحضر لحرب طويلة
وفي سياق متصل، حذر قياديان سياسيان يمنيان مبعوث الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، من خطورة إفشال الميليشيا الحوثية لمشاورات جنيف 3 ومنحها فرصة التقاط الأنفاسها والبحث عن طرق جديدة لتهريب السلاح وإطالة أمد الحرب.

وقال سكرتير الرئيس الراحل صالح، والعضو في حزب المؤتمر أحمد الصوفي لصحيفة "عكاظ"، إنه ينتظر الكثير من مشاورات جنيف، فهي "جولة وتحرك دولي لتمكين الحوثي من التقاط أنفاسه وتحقيق مكاسب إقليمية ومزيد من الابتزاز وتفكيك المنظومة السياسية في المنطقة وتوسيع نطاق الحرب من داخل اليمن إلى حرب إقليمية"، متوقعاً أن تسمح هذه المشاورات  في النهاية بتأمين "دروب أخرى لتهريب السلاح للحوثي".

دراسة تحليلية: كيف يُهرَّب السلاح إلى الحوثيين في اليمن؟ الفاعلون والمسارات من 2014 حتى 2025


محادثات روسية أوكرانية مباشرة في إسطنبول: آمال حذرة بغياب بوتين وزيلينسكي


الحوثيون يلتزمون بوقف الهجمات على أمريكا ويستثنون إسرائيل: مستقبل غامض في البحر الأحمر


إيران على حافة الانهيار: مسؤولون يحذرون من اضطرابات اجتماعية متفاقمة