الأدب والفن
معلقة..
الشُّعْلَةْ
حبيبتي
- حَبِيبَتي يَا فَخَارَ الشِّعْرِ فِي الْكُتُبِ=وَفِي الدَّوَاوِينِ خُطَّ الْحَرْفُ مِنْ ذَهَبِ
- أَرْنُو إِلَيْكِ بِأَشْوَاقٍ مُرَفْرِفَةٍ=فِي الْجَوِّ تَعْبُرُ فِي مَقْصُورَةِ الْقَصَبِ
- يَا قَدَّكِ الْمَاسَ كَمْ أَشْتَاقُ أَعْصِرُهُ=مَا بَيْنَ أَحْضَانِ صَدْرِي مَحْضَ مُسْتَلَبِ
- أَشْتَاقُ شِفَّةَ مِنْ بِالطَيْفِ تَحْضُرُنِي=وَتَلْعَقُ الزُّبْدَ فِي تَغْطِيفَةِ الْأَدَبِ
- تَقُولُ:"يَا حَبْرَنَا قَدْ ذُبْتُ مِنْ شَغَفِي=فَارْحَمْ فُؤَادِي وَأَطْلِقْ شٌعْلَةَ الْحَطَبِ
- أَقْبِلْ وَضُمَّ جَحِيمِي وَامْضِ يَا قَمَرِي=إِنِّي أَتُوقُ ذِرَاعَيْ ثَائِرٍ لَجِبِ
- جِسْمِي يَفُورُ قُمِ اشْرَبْ نَخْبَهُ أَمَلِي=وَافْتَحْ قَنَاتِي وَأَطْفِئْ شَارِدَ اللَّهَبِ
- كَمْ تُقْتُ لِلْحُبِّ مِنْ رَيَّاكَ وَاتَّخَذَتْ=رُوحِي جَمِيعَ صُرُوفِ الْعِشْقِ فِي الْحُجُبِ
- أَمَّنْتَ قَلْبِي وَتَصْرِيفَ الْهَوَى سُبُلاً=لِنَشْوَةِ الْعِشْقِ فِي دُسْتُورِكِ الْعِنَبِي
- أَقْبِلْ حَبِيبِي وَلَا تَخْشَ الْهَوَى أَبَداً=إِنَّ الْهَوَى فِي ثَنَايَا عَقْلِكَ الْأَرِبِ
- شُبَّاكُ حُبِّكَ غَشَّانِي بِتَذْكَرَةٍ=فَتُهْتُ بَيْنَ جَمَالِ الشَاعِرِ الْعَرَبِي
- أَظَلُّ أَحْلُمُ وَالْأَنْوَارُ تَجْذِبُنِي=إِلَى مَدَائِنِ تَكْوِينِي وَمُجْتَلَبِي
- أَحْضَانُ حُبِّكَ تُؤْوِينِي وَتُمْتِعُنِي=وَتَصْطَفِينِي لِدَوْرٍ بَاتَ فِي النُّجُبِ"
- فَقُلْتُ:"يَا مُقْلَةَ الْعَيْنِ الَّتِي بُعِثَتْ=تُعَمِّرِينَ مَزَاجَ الشَّاعِرِ الْغَرِبِ
- أَهْلاً بِحُبِّي وَأَشْجَانِي وَمَفْخَرَتِي=أَهْلاً بِإِنْسَانِ عَيْنِي فِي دُجَى الْكُرَبِ
- حَبِيبَتِي مَا أَلَذَّ الْوَصْلَ فِي دَمِنَا=شَرِيعَةُ الْحُبِّ فِي تَرْنِيمِ مُغْتَرِبِ
- سَنَلْتَقِي فِي شُعُورِ الْحُبِّ مِنْ أَمَمٍ=وَنَخْتَفِي عَنْ عُيُونِ الْحِقْدِ وَالرَّهَب
- مُتَوَّجِينَ بِلَحْنِ الْحُبِّ يَجْمَعُنَا=قُلُوبُنَا فِي رِبَاطِ الشَّوْقِ لِلْعَتَبِ
- يَا لَلدِّيَارِ تُنَادِينَا بِمَحْزَنَةٍ=بَعْدَ افْتِئَاتٍ عَلَيْهَا جَدُّ مُنْسَرِبِ
- يَا لَلدِّيَارِ تُنَادِينَا بِمَنْدَبَةٍ=وَقُدْسُنَا صَارِخٌ مِنْ شِدَّةِ الْعَذَبِ
- قَامُوا عَلَيْهِ بِتَحْطِيمٍ وَتَكْسِرَةٍ=تَآمَرُوا ضِدَّ قُدْسِي فِي دُجَى الْهَرَبِ
- يَا قُدْسُ طَالَتْ سِنُو غَيٍّ بِلَا رَشَدٍ=وَدَنْدَنَ الْغَاصِبونَ الْحَيَّ فِي طَرَبِ
- منْ كُلِّ حَدْبٍ تَدَاعَوْا فِي مُؤَامَرَةٍ=تُغْلِي الدِّمَاءَ عَلَى دُسْتُورِنَا الْجَرِبِ
- حَبِيبَتِي لَا تَصُبِّي الدَّمْعَ فِي أَسَفٍ=عَلَى مَنِ اسْتَنْطَعُوا فِي شَوْكِنَا الْخَرِبِ
- تَزَامَنَتْ غُصَّةُ الْبَاكِينَ مِنْ وَرَمٍ=عَلَى الْكِمَاوِي بِأَمْرِ الْقَهْرِ وَالْعَطَبِ
- قَدِ اسْتَكَانُوا لِذُلٍّ فِي مَسَاكِنِهِمْ=فَدَمَّرَ اللَّهُ مَا أَثْرَوْا بِلَا نَصَبِ
- يَا عُصْبَةَ الْمَارِقِينَ اللَّهُ يَجْمَعُكُمْ=فِي هَذِهِ الدَّارِ مِنْ تَدْبِيرِ مُحْتَسِبِ
- يُذْرِي عَلَيْكُمْ عَنَاقِيدَ اللَّظَى ابْتَهَلَتْ=وَحَطَّتِ الْكَيْلَ فَوْقَ اللَّهْوِ وَاللَّعِب
- حَبِيبَتِي فَارِقِيهِمْ إِنَّهُمْ ظَلَمُوا=بِتَرْكِهِمْ قُدْسَهُمْ فِي وَكْسَةِ الْعَرَبِ
- حَبِيبَتِي إِنَّ قَلْبِي مِنْ ذُرَى أُمَمٍ=تَعَايَشَتْ بِلِقَاءِ الْمَعْشَرِ النُّجُبِ
- عَاشُوا عَلَى حُبِّنَا وَسَطَّرُوا خُطَباً=مِنْ أَجْلِ مَسْجِدِنَا تَدْعُو إِلَى الْعَجَبِ
- إِسْرِيلُ قَدْ سَطَّرَتْ فِي نَعْشِهَا سُمَراً=وَتَابَعَتْ غَيَّهُ فِي سَائِرِ الْقُضُبِ
- لَمْ تَرْعَ عَهْداً وَلَا مِيثَاقَ تَأْخُذُهُ=يَا لَلْيَهُودِ بِخَطْوِ العَاهِرِ السَّلِبِ
- تَمْشِي عَلَى الْجَمْرِ فِي أَيَّامِنَا لَعِبَتْ=دَوْرَ الْيَتِيمِ وَأَطْفَتْ شُعْلَةَ الْغَضِبِ
- وَكُلَّمَا فَشِلَتْ فِي سَبْكِ لُعْبَتِهَا=تَخْطُو عَلَى غَيِّهَا فِي نَشْوَةِ الْجُنُبِ
- حَبِيبَتِي غَرْبِلِي قَمْحاً يُشَيِّعُنَا=فَلَا نَعُودُ لِدُنْيَا الْغِشِّ وَالْكَذِبِ
- قَدْ دَمَّرُوا عُشَّنَا وَقَهْقَهُوا طَرَباً=وَنَحْنُ سِرْنَا إِلَى بُسْتَانِنَا الْقَرِبِ
- بَيْتُ الصَّفِيحِ غَدَا فَخْراً لِسَاكِنِهِ=مُخَيَّمٌ بَائِسٌ فِي الْمَشْهَدِ الصَّخِبِ
- نَمْشِي عَلَى صَخْرَةٍ قَدْ خَابَ سَالِبُهَا=وَسَوْفَ نَصْطَادُهُ فِي بُؤْرَةِ السَّلَبِ
- يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى أَنْفَاسِ مَقْدِسِنَا=شَهِيقُهُ زَفْرُهُ بِالْقُطْبِ وَالْقُطُبِ
- نَحْنُ الَّذِينَ أَخَذْنَاهُ إِلَى هَلَكٍ=وَلَمْ نُرَاعِ قَدَاسَاتٍ لِمُنْتَحِبِ
- عَاثُوا بِأَجْوَائِهِ حَتَّى إِذَا أَمِنُوا=قَدْ جَنْدَلُوهُ بِلَا خَوْفٍ وَلَا رَهًبِ
- وَدَمَّرُوا خَرَّبُوا فِي جَوْفِ أَفْئِدَةٍ=وَلَمْ يُبَالُوا بِـأَكْوَاخٍ وَلَا عِنَبِ
- قَدْ صَادَرُوا كُلَّ مَا يَحْلُو لَهُمْ طَمَعاً=حَتَّى الْجَمَادَاتِ وَالْأَفْيَالِ وَالرُّطَبِ
- حَتَّى النِّسَاءِ قَدِ اسْتَحْيَوْا حَرَائِرَهُمْ=وَجَرَّدُوهُمْ مِنَ الْعِبْيَانِ وَالْحُجُبِ
- مَنْ ذَا يَرُدُّ لَهُنَّ الْحَقَّ فِي وَلَعٍ=إِلَّا ضَمِيرٌ يُغَذِّي سَائِرَ الشُّعُبِ؟!!!
- مَنْ ذَا يُضَحِّي بِلَا شُحٍّ وَلَا طَمَعٍ=يُؤَدِّبُ الْوَغْدَ مِنْ سُلْطَانَةِ الرِّيَبِ؟!!!
- كُنَّا وَكُنْتُمْ وَلَمْ تُصْبِحْ لَنَا شِلَلٌ=تُسَمِّرُ الْوَغْدَ فِي أَشْلَاءِ مُنْكَبِبِ
- كُنَّا وَكُنْتُمْ وَلَا أَبْكَاكُمُ أَبَداً=رَيْبُ الزَّمَانِ بِتَقْصِيرٍ مِنَ الشُّعَبِ
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم