تقارير وتحليلات
اشترط عدم التدخل في حكومته..
تقرير: رئيس حكومة اليمن الجديد.. شروط قبل القبول
أصدر الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي قرارا قضى بتعيين الدكتور معين عبدالملك رئيسا للحكومة اليمنية، خلفا للمقال أحمد عبيد بن دغر الذي احيل الى التحقيق بتهمة التورط في قضايا فساد كبيرة، وقد جاء قرار الإقالة عقب ضغوط مارسها المجلس الانتقالي الجنوبي على حكومة الرئيس هادي، وطالب بإقالة الحكومة اليمنية المتورطة في قضايا فساد كبيرة من بينها نهب موارد المدن الجنوبية المحررة وتجريف العملة الصعبة من السوق، الامر الذي تسبب بانهيار العملة المحلية.
كشفت مصادر مقربة من الحكومة اليمنية في الرياض عن خفايا تعيين معين عبدالملك رئيسا للحكومة اليمنية كـ(أصغر رئيس حكومة 37 عاما)، حيث قالت المصادر ان تعيين وزير الاشغال العامة تم فرضه من قبل السفير السعودي في اليمن، محمد آل الجابر ، الذي بات يتحكم في القرار الرئاسي اليمني لما يمتلك من نفوذ داخل اليمن.
وبات آل الجابر يتفاخر بانه يدير الأمور في اليمن، فهو السفير السعودي الذي تحدث عن نجاحه في اخراج نائب الرئيس اليمني الحالي علي محسن الأحمر من صنعاء، بعد ان استعان بطيار يمني تربطه به علاقة صداقة، ويقول ال الجابر انه تمكن عن طريق صديقه من اخراج الأحمر من صنعاء، في طائرة عسكرية إلى السعودية تحت تمويه انه (زوجة السفير السعودي).
ولم يكتف السفير السعودي بالتباهي بإخراج الأحمر، فقد استقبل الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي في مدينة المهرة اقصى شرق عدن، حيث كان في استقباله هناك نيابة عن السلطة المحلية.
وقد اثار استقبال آل الجابر لهادي جدلا واسعا في اليمن، حيث ذهب البعض الى اتهام آل الجابر المحسوب على ولي العهد السابق محمد بن نائف، بأنه الحاكم الفعلي لليمن.
وارتبط آل الجابر بعلاقة شخصية مع وزير الاشغال العامة الدكتور معين عبدالملك، في اعقاب اطلاق السعودية لما عرف بـ "البرنامج السعودية لتنمية واعمار اليمن"، وهو المشروع الذي تقول مصادر عليمة انه خلق علاقة وثيقة بين آل الجابر وعبدالملك الذي عين رئيسا للحكومة.
وقالت مصادر عليمة في الرياض لـ(اليوم الثامن) "إن آل الجابر قدم اسم عبدالملك كرئيس للحكومة خلفا لبن دغر الذي تم اقالته دون إبلاغه من قبل الجانب اليمني، وابلغ عن طريق اللجنة الخاصة السعودية".
وبحسب المصادر فقد استشار هادي مدير مكتبه السابق وسفيره في واشنطن أحمد عوض بن مبارك، وهو ما دفع الأخير الى تزكيته، قبل ان يفرض رئيس الحكومة الجديد العديد من الشروط لحظة وصوله إلى الرياض قادما من عدن العاصمة التي كان يقيم فيها بصفته وزيرا للاشتغال العامة، وهو المنصب الذي سيظل يحتفظ به الى ان يعين وزيرا أخر بداله.
وشكك ناشطون من ان يكون لدى رئيس الحكومة حاصل على شهادة الدكتوراه، حيث أكدوا ان عمره 37 سنة تقلل من مصداقية حصوله على شهادة الدكتوراه.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر في الرئاسة اليمنية أن رئيس الحكومة الجديد اشترط على الرئيس هادي عدم تدخله في فرض أي أسماء لتعيين وزراء في الحكومة التي يعتزم عبدالملك تسمية أعضائها.
وقالت المصادر لـ(اليوم الثامن) "إن الرئيس هادي اجراء اتصالا مساء الأربعاء بالسفير اليمني في واشنطن أحمد عوض بن مبارك، وطلب منه الاستعداد لخلافة معين عبدالملك في حال اصر على مطالبه برفض تدخله في طرح أسماء لشخصيات في الحكومة التي يعتزم تسمية أعضائه خلال الايام القليلة القادمة".
وأكدت المصادر ان رئيس الحكومة الجديد يتكئ على دعم السفير السعودي محمد آل الجابر الذي يعد الحاكم الفعلي لليمن، والذي ربما هو من اقترح اشتراطه الاستقلالية في تعيين أعضاء الحكومة الجديدة.
وقالت المصادر ان خلافات نشبت في معسكر الشرعية في الرياض في اعقاب اشتراط عبدالملك ان يتم تعيين حكومة مصغرة من 16 وزيرا يختارهم رئيس الحكومة الجديد دون أي تدخل من أي طرف سواء الرئيس او من غيره.
وعبرت المصادر عن صدمتها حيال الخلافات التي قالت انها قد تؤثر على كل مساعي المعالجات لانهيار العملة في البلاد.
وقالت المصادر ان هادي ربما يكلف بن مبارك سفيره في أمريكا بتشكيل حكومة بعيدا عن شروط معين عبدالملك الذي دعم بن مبارك ترشيحه، نظير ما تربطه به من علاقة وعلاقة بوالده السفير اليمني السابق في قطر عبدالملك سعيد الذي يرتبط بعلاقة وثيقة ببن مارك.