دعت قيادات في وزارة الإعلام بحكومة ما يسمى بالإنقاذ التابعة للحوثيين، رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية المقيمين في العاصمة صنعاء لاجتماع خاص.
وقالت مصادر إعلامية أن الحوثيين يقومون برصد أسماء مالكي الصحف والمواقع الإلكترونية اليمنية بهدف إنشاء قاعدة بيانات لهم من شأنها فرض قيود إضافية على حرية الإعلام والصحافة.
ويعاني الصحافيون المقيمون في العاصمة صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من مضايقات وقيود مشددة على ممارسة العمل الصحافي.
وكانت جماعة الحوثي قد أصدرت في أكتوبر من العام الماضي، قرارا يفرض المزيد من القيود على حرية الصحافة الإلكترونية في اليمن، ويُجرم ممارستها إلا بترخيص مسبق ووفق شروطها.
ومنع القرار الصادر من وزارة الإعلام في حكومة ما يسمى بالإنقاذ، منعاً تاماً ممارسة أي نشاط من أنشطة الصحافة الإلكترونية إلا بعد الحصول على ترخيص من الوزارة، على أن يتعهد الملتزم بالقوانين واللوائح والأنظمة والتعليمات، وعلى وجه الخصوص في أوقات الأزمات والحروب.
وترصد مؤسسات حقوق الإنسان، ومؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بحرية الصحافة انتهاكات كبيرة ومتكررة بحق الصحافيين في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقد وثّقت لجنة حماية الصحافيين في تقرير أصدرته مؤخرا، حالات اختطاف واعتداء وإحراق ودعاوى قضائية وقتل منذ اندلاع القتال في عام 2014.
ووصف الصحافي المستقل سامي الكاف الوضع بقوله إنه “من الممكن أن تأتي التهديدات من جميع الأطراف”.
وذكر صحافيون أنهم لا يستطيعون العمل بصورة آمنة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وأصبحوا مجبرين على ممارسة الرقابة الذاتية من أجل الحفاظ على سلامتهم وأمنهم.
وأفاد التقرير النصفي لنقابة الصحافيين اليمنيين بأنه منذ بداية العام الجاري 2018 وصلت عدد حالات الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون إلى 100 حالة متنوعة منها 38 حالة اختطاف واعتقال، و18 حالة اعتداء، و9 حالات منع من التغطية، و8 حالات تهديد، و5 حالات محاكمة، وحالة تعذيب واحدة، فيما تمت مصادرة مقتنيات الصحافيين والصحف خمس مرات، وحالتان من إيقاف الرواتب، و5 حالات قتل الصحافيين، و7 حالات حجب المواقع، وحالتان من إيقاف وسائل الإعلام.
وأشارت النقابة إلى أن عدد الشهداء من الصحافيين منذ عام 2014 حتى منتصف العام 2018 بلغ 27 صحافياً ومصوراً وعاملاً في مجال الإعلام.
ويرى ناشطون إعلاميون وحقوقيون، أن الصحافيين في اليمن يتعرضون لمختلف أنواع الانتهاكات من قبل الميليشيات الحوثية، في فترة تعتبر من أسوأ مراحل التاريخ على الصحافة اليمنية، مشيرين إلى أن ما يتعرض إليه الصحافي في اليمن من انتهاك صارخ خارج نطاق القانون والإنسانية، فهناك من تعرض للقتل كاستشهاد الإعلامي محمد القدسي، ومن تعرض لإخفاء قسري أدى إلى موته كالصحافي أنور الركن الذي توفي بعد رحلة تعذيب دامت قرابة عام، وكانت قضيته هي الأبرز في النصف الأول من العام 2018، لتعرضه إلى أبشع أنواع التعذيب من قبل الميليشيات الحوثية أثناء إخفائه القسري في مدينة «صالح» بمحافظة تعز.
وأضافوا أن ما تعرض إليه الإعلامي وائل العبسي الذي استشهد في تعز، يعود إلى كشفه الصورة الحقيقية التّي تُروج لها وسائل إعلام الانقلاب، كما استشهد 3 إعلاميين في قذيفة غادرة أطلقتها ميليشيات الحوثي على تجمع للإعلاميين بالقرب من مدرسة «محمد علي عثمان» شرق تعز التي تعيش حصاراً منذ ثلاث سنوات وأكثر، والكثير من الانتهاكات التي يمارسها الحوثيون ضد الصحافة في اليمن.