قضايا وحريات
في مديح حياة الترحال..
زوجان تركا كل شيء ليعيشا في سفر دائم
قرر أندور بلاكمان وزوجته جيني أن يبيعا كل شيء ويسافرا حول العالم، أن يهجرا الاستقرار ليذهبا إلى حياة الترحال، فكيف كانت هذه التجربة؟ ما هي مميزاتها وعيوبها؟ كتب بلاكمان مقالًا لصحيفة «وول ستريت جورنال» يحكي فيه تجربته ويشرح نمط حياته الجديد. قال بلاكمان:
جسَّدت ليلة الكريسماس التي قضيناها في طنجة أفضل وأسوأ ما في حياتنا البدوية الجديدة.
بعت، أنا وزوجتي جيني، معظم ممتلكاتنا منذ عامين، وخزنَّا الباقي في صناديق وضعناها في قبو بيت والديّ جنوب لندن. اشترينا سيارة تويوتا مستعملة، وانطلقنا نحو إيطاليا. كنت في الـ38 من عمري، وكانت جيني في الـ41. كانت فكرتنا أن نسافر عبر أوروبا، لكن دون أن نضع وقتًا محددًا لنهاية رحلتنا. قررنا أن نعيش على الطريق، وأن نعمل حال سفرنا لنجني من المال ما يكفينا لتغطية نفقاتنا من أجل الاستمرار في التنقل أينما شئنا.
وبينما كان أهلنا وأصدقاؤنا يتبادلون الهدايا متحلقين حول غداء تقليدي من الديك الرومي المشوي المزركش، ليلة الكريسماس، كنا نتمشى على شاطئ مغربي تحت شمس رائعة السطوع، محاطين بناس لا يمثل لهم الـ25 من ديسمبر (كانون الأول) سوى يوم عادي من أيام السنة.
كان هناك رجل يقود قافلة من الجمال بطول الشاطئ. عرض عليَّ أحد الرجال القلقين، بصوت هامس، أن يبيعني بعض الحشيش. وعندما هززت رأسي رافضًا، عرض عليَّ أن يرشدني عبر جولة في القصبة بدلاً من ذلك. رفضت، مرة أخرى، بأدب. قضيت باقي فترة الظهر أنا وجيني في استكشاف الأزقة الملتوية للمدينة، ومساومة بائعي السجاجيد، وشرب كؤوس متتابعة من الشاي المنعنع.
عندما أخبر الناس بما نفعل، عادة ما يخبرونني بأنهم يشعرون بالغيرة. ربما يرجع هذا إلى أنهم يربطون بين ما نفعل وبين كوننا في إجازة طويلة، أو ربما يكون هذا الشعور نتيجة للعدد الوفير من المعلمين الحكماء دائمي التشجيع للناس على أن «يعيشوا أحلامهم».
اختيارنا.. وما دفعنا في مقابله
في الحقيقة، وعلى الرغم من أننا قد نكون فعلاً نعيش حلمنا، إلا أنَّ ما نحن فيه ليس إجازة طويلة. إنَّ نمط حياتنا الحالية اختيار مثل أي اختيار آخر، له مميزات وعيوب. ضحينا ببعض الأشياء (مثل الأسرة، والوظائف ذات المردود المادي الأعلى، والأمن، والشعور بالانتماء) في مقابل أشياء أخرى (مثل حرية الحركة، وفرصة اكتشاف المزيد عن العالم ومكاننا منه). نحن محظوظون لقدرتنا على تبني هذا الخيار ونحن في أوائل الأربعينات من عمرنا. لكنه، مع ذلك، خيار لا أظن الكثير من الناس سوف يقدمون عليه، حتى لو أتيحت لهم الفرصة.
كثير ممن يعيشون حياة الترحال يصفونها كما فعلت في بداية المقال: يقولون إنهم باعوا كل شيء وبدأوا السفر. تجعل هذه المقدمة الأمر يبدو عفويًا وتلقائيًا، لكن في الحقيقة، استغرقت خطوتنا سنين للتجهيز لها. ما تزال معي طبعتي المستهلكة من كثرة ما قرأتها، من كتاب «اعمل حول العالم» الصادرة عام 1995، وهو كتاب يقدم نصائح، صارت الآن عتيقة، حول الأماكن التي تحتاج مدرسي لغة إنجليزية للعمل بها، أو عمالاً ينتقون العنب أو سقاة. عندما التقيت جيني، زوجتي، منذ عدة أعوام في نيويورك، كانت تحمل في جيبها أطلسًا للجيب كان قد أهدي لها لما كانت طفلة، وكان الأطلس حافلًا بالخربشات المكتوبة بخط اليد تفصّل جميع الأماكن التي أرادت زيارتها.
لكن لعقد من الزمان تقريبًا، لم يستطع أي منا إيجاد طريقة لفعل هذا. كنا مرتبطين بوظائفنا في نيويورك، ثم لندن بعد ذلك – كنت أعمل مصرفيًا، ثم عملت صحافيًا، أما جيني فقد كانت مصورة فوتوغرافية، ثم عملت مدرسة – ولم نستطع ادخار أي مال يكفي لتغطية نفقات سفرنا. لذا تراجع حلمنا، واستعضنا عنه بإجازاتنا السنوية.
ولكننا، مع ذلك، بدأنا بالتدريج في العمل الحر. بالنسبة لهذا النوع من العمل، لا يهم أين نقيم، ما دام لدينا اتصال جيد بالإنترنت، فبإمكاننا أن نكون في لندن أو بانكوك. غير هذا الأمر من حياتنا بالكلية، وعاودنا حلم السفر بدوام كامل.
كنت محظوظًا بالعمل مع صحيفة «ذا وول ستريت جورنال» منذ عام 2003، كما أضفت بعض العمل بالقطعة لمطبوعات ومواقع أخرى، إذ من المهم أن يكون لديك زبائن أساسيين. كما كنت قد نشرت روايتين مع ناشر إنجليزي عادا عليَّ ببعض الربح. أما جيني فهي تكتب أيضًا بالمراسلة، كما تعطي دروسًا في التصوير الفوتوغرافي عبر سكايب.
من هذه الأنشطة المتباينة، نجمع ما يكفينا للعيش. وكم كان من المدهش أن ندرك أنَّ السفر بدوام كامل ليس أغلى بكثير من الحياة في لندن.
كنا ننفق 2500 دولار شهريًا. أما نفقاتنا الآن فهي أعلى بقليل من 100 دولار يوميًا، أي حوالي 3200 دولار شهريًا. حصلنا مقابل هذه الزيادة البسيطة في المصاريف على زيادة ضخمة في نوعية حياتنا. صار بإمكاننا رؤية أماكن جديدة طوال الوقت. ولما كانت أغلب إقامتنا في الفنادق، فإنَّنا لا نشغل بالنا بالطعام والتنظيف، وقلت الفواتير التي علينا دفعها.
تتفاوت قيمة ما معنا من مال، بشكل ضخم، من بلد لآخر، ومن فصل لآخر. يوم الكريسماس في طنجة، حصلنا على غرفة فخمة في فندق من فئة الأربعة نجوم يطل على الشاطئ، ووجبات خفيفة وشاي طوال اليوم، إلى جانب الكثير من توصيلات التاكسي، وعشاء من المأكولات البحرية. أما في إسكندنافيا في فصل الصيف، فقد كنا سعداء الحظ أن وجدنا غرفة فارغة في شقة في إحدى الضواحي، وبعض السمك المجفف الصناعي من البقالة.
غياب الاستقرار المالي
ينبغي لميزانيتنا أيضًا أن تغطي بعض النفقات السنوية الثابتة مثل التأمين. لو انكسر الزجاج الأمامي لسيارتنا، أو احتجنا إلى إطارات جديدة، فينبغي تغطية هذا المال من ميزانيتنا اليومية، لذا فإننا نضطر إلى الاقتصاد لأسابيع أو شهور بعد أي إنفاق غير متوقع.
على سبيل المثال، لما كنا في النرويج، الصيف الماضي، أنفقنا 470 دولارًا على المراكب النهرية – وهو مبلغ أكثر بكثير من المبلغ الذي خصصناه لهذا البند في الميزانية – ومن ثم فقد اضطررنا إلى ترك الفندق والإقامة في شقق أو غرف استأجرناها من موقع Airbnb، ولم نأكل في المطاعم معظم الوقت الذي كنا فيه هناك. حتى المقاهي لم يعد بإمكاننا زيارتها حتى اتزنت الأمور مرة أخرى.
وكنا أيضًا قد خصصنا 25٪ من دخلنا لدفع ضريبة الدخل في المملكة المتحدة، ما كان يعني أنَّ علينا أن نكسب ما لا يقل عن 4250 دولارًا شهريًا لتغطية مصاريفنا ومواصلة السفر.
من الواضح أننا لسنا آمنون ماليًا، كالكثير من أصدقائنا، ولن نكون مثلهم أبدًا. لا ولن يكون لدينا أطفال، وهو خيار اتخذناه لأسباب عديدة، لكنَّ أحد هذه الأسباب أن تكون لدينا الحرية للاستمرار في نمط حياتنا الحالي. ليس لدينا مدخرات، ولا ممتلكات غير سيارتنا التويوتا، وصناديقنا المخزنة في بيت والديّ. ليس لدينا أمان وظيفي. نعيش يومًا بيوم، محاولين التأكد أننا كسبنا ما يكفي من المال للانتقال إلى المكان التالي.
خطتنا أن نكسب المزيد من المال ونبدأ في الادخار. ومع أننا لا نخطط للتقاعد حتى تجبرنا أجسامنا على ذلك، إلا أننا بحاجة إلى ادخار بعض المال لوقت الحاجة.
وعلى الرغم من أنَّ أسلوب حياتنا يبدو متقلبًا بالنسبة للآخرين، فأنَّ الأمر لا يقلقنا بنفس القدر الذي يبدو مقلقًا للآخرين. لو مرضنا أو أصبحنا غير قادرين على العمل، فسوف نتوقف ببساطة عن السفر ونقيم في مكان رخيص حتى نستطيع الوقوف على أقدامنا مرة أخرى. ولما لم تكن لدينا التزامات كبيرة مثل الرهون العقارية أو الرسوم المدرسية، فبإمكاننا أن نقلص نفقاتنا إلى حوالي ربع مستواها الحالي لو اضطرتنا الظروف لذلك.
وصحيح أنَّ الكثير من المسارات الوظيفية قد أغلقت أبوابها دوننا الآن، ولهذا فإنني لا أوصي بهذه الحياة للناس الذين ينظرون للـ«طموح» بالطريقة التقليدية، أولئك الساعين للاضطلاع بمسئوليات أكبر مقابل أجور أعلى.
أما أنا وجيني فلطالما عرّفنا هذه الكلمة بشكل مختلف. نحن طموحون لإنهاء مشروعات إبداعية ورؤية هذه المشروعات بعد نشرها أو عرضها. نحن طموحون لرؤية العالم، ومعرفة كيف يعيش الناس فيه، والتعبير عن رؤيتنا الخاصة لهذا العالم.
عندما كنا نعيش في لندن، عادة ما كنت أشعر بعدم الرضا حول العمل. كان معظم دخلي يذهب للإيجار والضرائب والفواتير، ولما كنت لا أتمتع بحياتي في ذلك الوقت، فقد ظللت أعلق سعادتي على أحداث مستقبلية. كنت أقول لنفسي إنني سوف أصبح سعيدًا لو كسبت المزيد من المال، أو فزت بجائزة كبيرة، أو حزت على إشادة النقاد بواحدة من رواياتي، أو وقعت مع ناشر أكبر يعطيني مقدمًا ضخمًا الخ.
أن تعيش اللحظة
أنا الآن مستمتع بحياتي وعملي بحالتهما الحالية. لم أعد أؤجل أيًا من أحلامي، ومن ثم تحررت من الحمل الثقيل لهذه الأحلام. أنا الآن أسعد في عملي الحر لأنه يساعدني على أن أعيش الحياة التي لطالما أردتها. أنا الآن أكتب رواياتي بسعادة أكبر لأنني لم أعد أعلق آمالي على خبطة كبيرة تجعلني ثريًا. وأقول، مخاطرًا بأن تبدو كلماتي تشبه شعارًا مكتوبًا على فيس بوك، بأنني الآن أعيش اللحظة للمرة الأولى في حياتي. أنا الآن أعيش الحاضر بدلاً من أن أحلم بالمستقبل. والنتيجة أنني صرت أجد المزيد من الرضا في كل من حياتي وعملي.
واكتشفنا أيضًا أنَّ السفر طول الوقت مختلف للغاية عن العطلات. العطلات فعل هروبي. حالة من الدفع والجذب. ندفع روتين وظائفنا وواجباتنا المنزلية وتنقلاتنا بعيدًا، وننجذب ناحية المثل العليا (الاسترخاء، والإثارة، والجمال، والتجديد، والحرية). ثم تنتهي العطلة ليرافقها شعور من الخوف، والراحة في الوقت ذاته لعودتنا إلى مساحتنا الخاصة وأشيائنا.
أما السفر الدائم فأمر مختلف. لا يوفر هذا السفر الإحساس ذاته بالهرب والإثارة، لأنَّ هذا السفر قد أصبح حياتنا، وما يزال يتعين علينا أن نعمل ونسدد الفواتير. لا يمكننا أن نتوقف عن العمل ولا أن ننغمس في نمط الإنفاق غير المستدام الذي اعتدنا عليه عندما كنا نأخذ عطلات سريعة.
من ناحية أخرى، نواجه ضغوطًا أقل لاختيار أفضل فندق أو رؤية أفضل المعالم السياحية، وإحباطًا أقل لو لم تجر الأمور كما ينبغي. لو أمطرت السماء، فبإمكاننا أن نقضي اليوم في غرفة الفندق نعمل، دون أي شعور بالإحباط على الوقت الضائع. لو لم يعجبنا مكان ما، يمكننا الانتقال للمكان التالي. لو أحببنا مكانًا ما، فبإمكاننا أن نظل فيه قدر ما نحب.
عادة ما تتغير خططنا بشكل دراماتيكي. من ذلك أننا قضينا شهرًا في بلغراد، مع أننا كنا قد خططنا للإقامة هناك ثلاثة أيام فحسب. ومع أننا رأينا كل المعالم السياحية بعد حوالي ساعتين من وصولنا، إلا أننا أحببنا الطبيعة الهادئة، غير المزدحمة، غير السياحية للمدينة، كما أحببنا مقاهيها الشعبية، ومحلاتها المميزة، وأهلها الودودين، وأكلة البوريك اللذيذة (تتكون من اللحم المفروم أو معجنات الجبن) وتاريخها المعقد والمأساوي.
أيضًا غير هذا السفر المستمر من أولوياتنا. في أوروبا، يمكنك أن تستنفذ حصتك من الكنائس والقلاع والمتاحف بسرعة شديدة. صرنا الآن نتخطى، بسعادة، الكثير من المعالم «واجبة الزيارة» لأنها عادة ما تشبه ما سبق ورأيناه.
أدت عادتنا بالانتقال دون الكثير من التخطيط للمستقبل إلى الكثير من الفرص الضائعة. دائمًا ما يبدو أننا وصلنا لبلدة ما بعد انتهاء مهرجان محلي فيها، أو قبل بضعة أشهر من كرنفال شهير، أو عندما يكون قد فات موسم الطعام الذي يشتهر به هذا المكان. دائمًا ما نقول إننا سوف نعود في وقت آخر، لكنني، في معظم الحالات، أشك أن هذا سوف يحصل أبدًا.
ومع ذلك، فعندما نجد أنفسنا في المكان الصحيح في الوقت الصحيح، يكون الأمر أكثر إرضاء بكثير مما لو كنا قد خططنا له. لما كنا نقود سيارتنا خلال بلدة ستيب الصغيرة في شرق مقدونيا، في طريقنا لمكان آخر، لاحظنا سوقًا تجلس فيه نساء بأزياء تقليدية زاهية على الأرض ويبعن الجبن. ولما اقتربنا منهن اكتشفنا أنهن من أقلية اليوروك، وهم شعب صغير العدد من المتحدثين بالتركية يعود أصلهم لمجموعة بدوية استقرت في الجبال المحيطة بهذه المنطقة في القرن الرابع عشر. كان من التجارب المذهلة أن نلتقي بهم، أن نشتري منهم الجبن، وأن نجري معهم حديثًا مترددًا، وأن نتعلم القليل حول حياتهم. وكان الأكثر إرضاءً أن تم ذلك بعفوية ودون توقع: إنَّني أظن أنَّ جولة موجهة ومعدة سلفًا «لمقابلة اليوروك» كانت سوف تعطينا شعورًا بالتطفل.
تحقيق التوازن
قد يكون تحقيق التوازن بين العمل والسفر صعبًا. قد يكون إجبار نفسك على الإجابة على رسائل البريد الإلكتروني والقيام بحصة اليوم من العمل أمرًا صعبًا بعد ثمان ساعات من القيادة عبر الصحراء، يتلوها السير خلال زحام مروري جنوني في المدينة، ثم القيام بإجراءات تسجيل دخول مطولة في فندق جديد.
أحيانًا، ما نجد أنفسنا وقد اقترب موعد تسليم العمل في فندق ما، باتصال بالإنترنت تشبه سرعته سرعة الإنترنت في حقبة التسعينات. وأحيانًا ما نمضي أيامًا في التنقل بين فندقنا، وردهة الفندق، والمقاهي العديدة القريبة، في محاولة فاشلة لإيجاد مكان هادئ بما يكفي، وباتصال واي فاي جيد بما يكفي، وأن نجد مكانًا لا يكون شديد الحر أو شديد البرد أو شديد التشتيت. وأحيانًا ما نتوق إلى الألفة البسيطة للبيت الذي كنا نملكه.
إلى متى سوف نستمر في السفر؟ أجمل ما في الموضوع أنَّ الأمر راجع إلينا بالكامل. لم نحدد أي أهداف لأنفسنا بزيارة عدد معين من البلاد أو القارات. بالنسبة لنا، لا يتعلق الأمر بشطب بنود من قائمة ما أو أن نكون قد «انتهينا» من زيارة الكثير من الأماكن الشهيرة. الأمر بالنسبة لنا يتعلق بأن نقرر التواجد في المكان الذي نحب وأن نفعل ما نحب فعله اليوم وغدًا والأسبوع القادم. يتعلق الأمر باقتباس قالته الشخصية التي مثلت دور تشي جيفارا في فيلم «ذا موتورسايكل دياريز» (يوميات الدراجة النارية) عندما قال: «إننا نسافر من أجل أن نسافر».
لو مللنا من السفر، أو مرضنا، أو نفدت أموالنا، فسوف نتوقف ونستقر في مكان ما، ونجد طريقة أخرى للحياة. أما الآن، فأمامنا عالم كامل ينتظر استكشافه.