تحليلات
"الطُّرود المسمومة"..
تقرير: إرهاب جديد برعاية إخوان تونس
قضية «الطرود البريدية المسمومة»
مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، تزداد مخاوف التونسيين من تكرار عمليات إرهابية نوعية تستهدف شخصيات عامة؛ لا سيما أن قضية «الطرود البريدية المسمومة» باتت حديث الشارع، خشية أن يتجدد سيناريو 2013، الذي تسببت فيه حركة النهضة، فرع الإخوان في تونس، بعد أن وظَّفت الدين لخدمة مصالحها السياسية، ما جرَّ البلاد إلى اغتيال سياسيين ذهب ضحيتهما كل من الناشط اليساري شكري بلعيد وعضو البرلمان محمد البراهمي.
وكشف الأمن التونسي عن مخطط لاستهداف 19 شخصيةً عامةً من سياسيين ونقابيين وإعلاميين، عبر طرود بريدية تحتوى على مواد سامة، تتسبب في الموت المباشر لكل من يلمسها، مشددًا على أن وزارة الداخلية حجزت 19 رسالةً بريديةً في عملية استباقية، بالتنسيق مع النيابة العمومية، وتمَّ تحويلها للجهات الأمنية المختصة؛ لإجراء الاختبارات الفنية اللازمة.
وأفادت الداخلية التونسية، أن مخطِّطي عمليات الاغتيال، أرسلوا طرودًا بريديةً، منتحلين صفة شخصية نقابية أمنية، وعند حجز هذه الطرود، اتَّضح أنها تحمل مادَّةً سامَّةً، تؤدي إلى الموت بمجرد لمسه.
وأَّكد المتحدث باسم الداخلية سفيان الزعق، أن الحرب على الإرهاب متواصلة، وأن الإرهابيين يعملون على تنويع عملياتهم وأشكال استهدافهم للأمن العام، منبهًا كل الشخصيات العامة من سياسيين وإعلاميين ونقابيين ونشطاء، إلى ضرورة توخِّي الحذر من البريد الذي يصلهم، وأخذ الاحتياطات اللازمة.
ومن بين الشخصيات المستهدفة في قائمة الـ 19 مستهدفًا، كل من حمزة البلومي، ولطفي العماري، ومختار الخلفاوي، وماية القصوري «إعلاميون»، والقاضية روضة العبيدي، والأمين العام للاتحاد نورالدين الطبوبي، ونائبيه بوعلي المباركي، وسامي الطاهري.
وخلال ندوة عقدتها هيئة الدفاع عن الشهيدين، شكري بلعيد ومحمد البراهمي، السبت 2 مارس 2019، أعلنت الهيئة أن راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، هو المسؤول الأول عن الجهاز السري الذي يخطط لكل العمليات الإرهابية، ويعمل على تصفية خصوم هذه الجماعة، واغتيال الأصوات المناهضة لها، مؤكدةً على أن إخوان تونس ومصر أجروا تدريبات ثنائية على طريقة الاغتيال بالسم، ومحاولات اختراق أجهزة المخابرات.
وقالت إيمان قزارة عضو الهيئة: إن الإخوان لن يتوقفوا في مخططاتهم التدميرية إلا إذا وصلوا إلى مرحلة التمكين، عبر السيطرة على كافَّة أجهزة الدولة التونسية؛ ما يدلل بصورة كبيرة على تورط «النهضة» في قضية الطرود المسمومة.
يشار إلى أن تونس أعلنت التمديد شهرًا إضافيًّا لحالة الطوارئ، التي كانت قد فرضتها في البلاد سنة 2015، عقب هجوم إرهابي استهدف قوات أمنية وسط العاصمة، وقالت الرئاسة التونسية في بيان على صفحتها بموقع «فيس بوك»: إن «رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، قرَّر التمديد لحالة الطوارئ في كامل تراب الجمهورية التونسيّة لمدة شهر واحد، ابتداءً من يوم 7 مارس 2019 إلى غاية 5 أبريل 2019، وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب».